السبت 9 أيلول (سبتمبر) 2017

في مأساة الروهينجا

السبت 9 أيلول (سبتمبر) 2017 par علي عقلة عرسان

في ذاكرة “الروهينجا” الكثير الكثير، مما يشكل المشهد الغالب للتعامل معهم من جانب السلطات، ومن الأكثرية البوذية البورمية، التي تلاحقهم بالاستفزازات، والاتهامات، التي تعقبها أعمال عنف وحشية جنونية، فهم، بنظر مضطهِديهم: “قاتلو البقر”، لأنهم يضحون، وعنصريون، سود، وإرهابيون، مع أنه، في بعض الممارسات التي لا تنسى، تم “إعدام أربعة أئمة مسلمين، لرفضهم أكل لحم الخنزير”، وذلك في الربع الأخير من القرن التاسع عشر”.. وصور الاضطهاد لا تكاد تُحصى.
نحن في مأساة، بل بما هو ذروة من ذرى كارثة ذات شُعب من المآسي، مأساة تلد مأساة، وتسبب المعاناة المرَّة لكثيرين.. لكن هذا لا يمنعنا من، بل يوجب علينا أن.. نشعر بمن يعاني من ويلات المآسي مثلنا، بوصفه إنسانا، فكيف إذا كان يعيش اضطهادا عنصريا كما يعيش بعض أبناء أمتنا، أعني أشقاءنا الفلسطينيين، ويمر بتطهير عرقي، وإبادة جماعية، وتهجير، وتدمير، وحرق منازل بمن فيها من أحياء، وتعذيب يصل حدَّ التذويب؟!
إنهم الروهينجا، “المسلمون، في “جمهورية ميانمار”، بورما، الذين هم، في هذا الوقت، قيد المعاناة، وتحت الإبادة، في مرحلة من مراحل الاضطهاد، تقع هذه المرة في ظل حكم أونج سان سو تشي، “الديمقراطية؟!”، المجازة بنوبل للسلام عام ١٩٩١ لأنها ضد العنف.
إنهم أولئك المسلمون البورميون، الذين قالت عنهم، عندما سئلت عن معاناتهم واضطهادهم،، في أعقاب حصولها على نوبل: “أنها لا تعلم ما إذا كان من الممكن اعتبار الروهينجا مواطنين بورميين أم لا”؟!
قالت هذا، وهي “المدافعة عن حقوق الإنسان”، على الرغم من أن المسلمين، وصلوا إلى بورما، وبدأ استقرارهم فيها، منذ أكثر من ألف ومئة سنة، حيث تشير التواريخ الصينية، في منطقة “يونَّان” المجاورة لبورما، إلى أنهم وصلوا إلى ساحل ولاية أراكان “راخين”، في القرن التاسع الميلادي، عام ٨٦٠م، أمَّا التأريخ البورمي، فيشير إلى أن الإسلام دخل بورما، وانتشر فيها، واستقر المسلمون في قرى ومدن هناك، منذ عام ١٠٤٤م، أي قبل تأسيس الإمبراطورية البورمية الأولى في ” باجان”، عام 1055 م. ولا بد من أن أونج تعرف هذا التاريخ.. لكن، ربما لا تكون ألف سنة ونيِّف، مؤهِّلَة، بنظر رئيسة الوزراء، مدة كافية لاكتساب الجنسية في “بورما = ميانمار”؟! والسؤال الموجَّه إليها، في هذا الموضوع بالذات، هو: “أليس المسلمون البورميون، الذين توطنوا في البلاد منذ القرن التاسع الميلادي، أولى بالجنسية البورمية، من “بورمان” التيبت الصينيين، الذين هاجروا إلى بورما في القرن السادس عشر الميلادي، وأصبحوا، فيما بعد، الطائفة الحاكمة في البلاد؟!
يذكر التاريخ البورمي، أن أول من وصل إلى هناك، بحاران عربيان عراقيان مسلمان، هما الأخوان “بيات”، ويذكرون الاسم أيضا “بيات وي”.. ونحن نعرف أن في العراق عشيرة عربية، كانت وما زالت، تحمل اسم “البياتي”، التي منها الشاعر العربي المعروف عبدالوهاب البياتي.. والبحاران المشار إليهما، هما من تلك العشيرة. والمسلمون البورميون، كما “وثَّق الرحالة العرب والفرس والأوروبيون والصينيون”، هم من “سلالة شعوب مسلمة من العرب والفرس والأتراك والمورو، ومن المسلمين الهنود والبنغال والبشتون والصينيين والمالاويين.. استقرت، وتزاوجت مع المجموعات العرقية المحلية في بورما”، منذ مئات السنين.
لقد ساهم المسلمون البورميون “الروهينجا” في تحمل مسؤوليات وطنية، وشاركوا في الإعمار، والاقتصاد، ودافعوا عن البلاد، شأنهم في ذلك شأن غيرهم من السكان. وفي عهد الاستعمار البريطاني ١٨٨٦ – ١٩٤٨ واجه المسلمون خاصة، الاستعمار بعنف، طلبا للاستقلال، وبسبب ذلك ركزت بريطانيا حملتها ضدهم، للتخلص منهم. واستخدمت، من بين ماستخدمته للقضاء عليهم، سلاحها العتيد.. “فرق تسد”، فأثارت النعرات والفتن المختلفة، بين الديانات والأعراق المتعددة في بورما، لتشتيت وحدة السكان، وإيقاع العداوة بينهم.. وأشعلت الحروب بين المسلمين والبوذيين، وأساءت للمسلمين خاصة، إساءات بالغة.
وتذكر المصادر أن المسلمين البورميين:
(1. طردوا من وظائفهم، وحلَّ البوذيون محلهم.
2. تمت مصادرة أملاكهم، وتوزيعها على البوذيين.
3. تعرض قادتهم للسجن والنفي خارج البلاد.
4. حرضت بريطانيا البوذيين ضدهم، وسلحتهم، فارتكبوا بحقهم المذابح، لا سيما في عام 1942 حيث قتل مئة ألف مسلم في “راخين = أراكان” وحدها.
5. أغلقت مدارسهم، ومحاكمهم الشرعية، وفُجّرت لهم معاهد، ومراكز، ومساجد).
وفي الحروب الأهلية التي تلت مرحلة الاستقلال عام ١٩٤٨، دفع المسلمون ثمنا باهظا، نتيجة العداوة التي ترسَّخت بينهم وبين البوذيين.
يشكل المسلمون “الروهينجا” الطائفة الثانية، بعد “البورمان”، في البلاد، ويصل عددهم إلى قرابة 10 ملايين نسمة، ويمثلون ما يقرب من ٢٠٪ من سكان بورما البالغ عددهم ٥٥ مليون نسمة. وهم أكثرية في منطقة “راخين = أراكان” على خليج البنغال، حيث يبلغ عددهم في إحصائيات، 5.5 مليون نسمة، بنسبة٧٠٪ من سكان المنطقة. وهم يواجهون اليوم الكثير من التحديات للعيش في مجتمعاتهم. ومن أهم تلك التحديات الحصول على حق التعليم، والعلاج، والعمل البسيط، لهم ولأبنائهم، وقبل ذلك كله الحصول على حق العيش في بلدهم بأمان واطمئنان. إن السياسة الرسمية المعلنة لحكومة بورما، تنص على “تساوي جميع المجموعات العرقية والدينية واللغوية في بورما”. لكن يبدو أن ذلك النص رسمٌ على ورق، أو على الأقل، هو لا ينطبق على المسلمين الذين يشملهم عداء متأصل، وتتكرر ضدهم هجمات مرحلية من الاضطهاد، والإرهاب، والإبادة الجماعية، والحرق والطرد.. وكأنهم ليسو من البشر، في نظر بعض المتطرفين والرهبان والسياسيين البورميين؟! ويبدو أن بوذيي اليوم في بورما، هم على النقيض التام، من الملك البوذي الخامس مندون ” ١٨٤٥ – ١٨٧٨”، الذي بنى استراحة الطاووس في مكة المكرمة، لحجاج ميانمار المسلمين، لتكون نزلا مريحا خاصا بهم، خلال فترة بقائهم في الحج.”، ويذكر مسلمو بورما، أن تلك كانت “واحدة من أفضل إنجازات ملوك ميانمار، لرعاياهم المسلمين، في التاريخ”. وهي تبدو هكذا في خضم من المعاناة المرة، التي تتكرر فيها عمليات العنف والاضطهاة، حيث يتجدد الاستفزاز، وتطغى الكراهية، ويتفاقم خطر التطرف والإرهاب.
وفي ذاكرة “الروهينجا” الكثير الكثير، مما يشكل المشهد الغالب للتعامل معهم من جانب السلطات، ومن الأكثرية البوذية البورمية، التي تلاحقهم بالاستفزازات، والاتهامات، التي تعقبها أعمال عنف وحشية جنونية، فهم، بنظر مضطهِديهم: “قاتلو البقر”، لأنهم يضحون، وعنصريون، سود، وإرهابيون، مع أنه، في بعض الممارسات التي لا تنسى، تم “إعدام أربعة أئمة مسلمين، لرفضهم أكل لحم الخنزير”، وذلك في الربع الأخير من القرن التاسع عشر”.. وصور الاضطهاد لا تكاد تُحصى. وفي المرحلة الراهنة، من مراحل الاضطهاد الوحشي لهم، وهي المستمرة منذ عام ٢٠٠١.. تلك التي بدأت بتوزيع الرهبان البوذيين، كتيبا بعنوان “الخوف من ضياع العِرْق”، ومنشورات أخرى مناهضة للإسلام والمسلمين، في جميع أنحاء البلاد، وبظهور حملة “بورما للبورميين فقط”.. نظَّم البوذيون مسيرة إلى سوق للمسلمين. ونهبوا متاجرهم ومنازلهم، وقُتل عدد كبير منهم، وانتشر العنف في جميع أنحاء بورما، فدمرت مساجد، وتضرر حوالي 113 مسجدا.. وزاد في تصاعد المشاعر العدائية ضد المسلمين، تدمير طالبان لتماثيل بولاية باميان في أفغانستان. فاندلعت أعمال ثأرية ضدهم، في توانجو، “١٥/٥/٢٠٠١”، قادها الرهبان البوذيون، وأدت إلى تدمير مقرات المسلمين وشركاتهم وممتلكاتهم. وقتل أكثر من 200 منهم، ودمر 11 مسجدا. وأحرق أكثر من 400 منزل. وهدمت جرافات المجلس العسكري مسجد “هان ثا” العريق، تنفيذا لطلب الرهبان، ومسجد سكة قطار توانغو. وظلت مساجد توانجو مغلقة حتى أيار/مايو 2002، وأجبر المسلمون على الصلاة في مساكنهم.
وفي شهر تموز/يونيو 2012، صرح رئيس ميانمار، “ثين سين”، تصريحا غريبا عجيبا، بأنه “يجب طرد مسلمي الروهينجا من البلاد، وإرسالهم إلى مخيمات لللاجئين تديرها الأمم المتحدة”. وقام البوذيون، على إثر ذلك، بأعمال إبادة جماعية ضد المسلمين، في ولاية “راخين = أراكان”. أما الأحداث الرهيبة الراهنة، فالعالم يتابعها بصمت، مع أنها
أدت إلى إحراق المنازل، وطرد ما يزيد على ١٦٥ ألفا من منازلهم، غرق بعضهم في خليج البنغال، وهم يهربون حفاة شبه عراة إلى بنجلاديش، وترجح الأمم المتحدة أن يرتفع عدد الفارين من الرعب والموت، إلى ٣٠٠ ألف مسلم. وقد زرع الجيش البورمي ألغاما أرضية، عبر قطاع من الحدود مع بنجلاديش، للحيلولة دون عودة الروهينجا المسلمين الذين فروا من العنف إلى بلادهم.
و”الاضطهاد الذي يواجه الروهينجا الآن في مناطقهم، شمال غرب ميانمار هو الأسوأ منذ 5 أعوام”. كما وصفه الرئيس أردوغان، في اتصال له مع المستشارة شوسي. وقد كان موقف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، واضحا ودقيقا في التوصيف والتحليل والتعليل، الذي قدمه يوم الثلاثاء ٦/ أيلول/ سبتمبر ٢٠١٧ حيث قال:
“ميانمار تواجه خطر تطهير عرقي، والعنف هناك قديزعزع استقرار المنطقة”، ودعا سلطات بورما إلى وضع حد للعنف في ولاية راخين واتخاذ اجراءات لمنح الروهينجا المسلمين “حياة طبيعية”، إن “المظالم والمحن المتواصلة للروهينغا” أصبحت “عاملا لا يمكن إنكاره في عدم الاستقرار الإقليمي” .. “نحن نريد بورما ديموقراطية، لكننا أيضا نريد بورما تحترم فيها حقوق الروهينجا بشكل كامل”.”أعتقد أننا نواجه خطر التطهير العرقي، وآمل ألا نصل إلى ذلك.
إن حصول المسلمين في راخين على وضع قانوني سيساهم في حل الأزمة”، و”سيكون منح مسلمي ولاية راخين سواء جنسية، أو على الأقل وضعا قانونيا، أمرا حاسما يتيح لهم حياة طبيعية، بما في ذلك حرية الحركة وسوق العمل والتعليم والخدمات الصحية”.
ندرك جميعا، أن هذا الخطاب، خطاب الأمين العام، موجه لسلطة تقف على رأسها رئيسة الوزراء في ميانمار، وأنها وحكومتها معنية بهذا.. ولكن صمتها حيال الأحداث، وقيادتها لها، يشير إلى ما لا يمكن أن يُتوقَّع منها، في هذا الموضوع.
وعلينا أن نتذكر أن أونج سان سو تشي، قد رفضت، في لقاء لها مع مذيعة بي بي سي الباكستانية، مشعل حسين، إدانة العنف ضد الروهينجا، منكرة تعرض مسلمي ميانمار لأي تطهير عرقي، ومؤكدة على أن احتقان الأجواء يرجع إلى “مناخ من الخوف” سببه “شعور العالم بتعاظم قوة المسلمين عالميًا” – فلنتوقف عند هذه الجملة الأخيرة، لنقرأ التواطؤ الأوسع – كما نقل حافظ الميرازي عن كتاب لبيتر بوبهام، “أن سو تشي أعربت ـ عقب اللقاء مع مشعل حسين ـ عن استيائها من اختيار مذيعة مسلمة لإجراء اللقاء معها”؟!.. وهذا تصرف عنصري كريه. ولذا، ربما من غير المجدي، توقُّع ألا تستولي العنصرية والكراهية على روحها كليا، لأن ذلك الداء “الكراهية والعنصرية”، قتال، وله بعض الجذور العميقة، إذ يُذكر، أن AUNG SAN SUU KYI أونج سان سو تشي، مستشار الدولة الآن في ميانمار، والبوذية من” ثيرافادا”، التي درست في مدرسة يسوع ومريم في دلهي – لم تواصل علاقتها مع الباكستاني المسلم طارق حيدر في لندن، لأنه مسلم، ولأن “العائلة تعترض؟!”، بينما تزوجت لاحقا من مايكا أريس المسيحي الأميركي.
لقد حصلت أونغ على جوائز عالمية كثيرة وكبيرة، لأنها مناضلة ” لا عنفية”، وديمقراطية، ومن تلك الجوائز: جائزة سخاروف لحرية الفكر سنة ١٩٩٠ وجائزة نوبل للسلام سنة 1991 من أجل دعمها للنضال اللاعنفوي. وحصلت في عام 1992م على جائزة جواهر لال نهرو من الحكومة الهندية. وعلى ميدالية الكونجرس الذهبية، وهي أرفع تكريم مدني في الولايات المتحدة. ولهذه الجوائز الكثيفة ارتباطات بشيء يعرفه كثيرون عن خلفيات سياسية، وغيرها. ولنا أن نتساءل: هل، لأن أونج تلقت تعليمها في المدارس الكاثوليكية، وتحمل نوبل للسلام، وتساهم في قتل المسلمين.. يجوز لها أن تبقى خارج الإدانة، وفوق الحقيقة؟!
إننا نذكر رئيسة الوزراء “المستشارة حسب التسمية البورمية”، بأنه، غندما كانت في السجن البورمي، تدخل كوفي عنان، عندما كان أمينا عاما للأمم المتحدة، وكذلك بابا الفاتيكان، من أجل السماح لزوجها، المريض بمرض البروستات، بدخول ميانمار، من أجلها ومن أجله، وهما اثنان.. اثنان فقط.. فهل يكون لديها استعداد، لقبول تدخل شخصيات عالمية، دينية وسياسية، منها الأمين العام للأمم المتحدة، وغيره، لوقف مأساة ملايين الروهينجا، ومئات آلاف المشردين منهم، ووضع حد للقتل الذي طال آلافا وآلافا، ومنع اضطهاد المسلمين، المهددين بالإبادة الجماعية، في جمهورية ميانمار “الديمقراطية، لأنهم مسلمون؟!
إن الاضطهاد غير إنساني، وغير أخلاقي، وغير ديني، وغير قانوني.. سواء أكان من أكثرية لأقلية، أو من أقلية لأكثرية، أو من سلطة لشعب، أو من أمة لأمة، أو من فرد لفرد.. وهو والعنصرية، والكراهية، بضاعة المفلسين، بكل المعايير والمقاييس.. ولا بد من وضع حد لهذا الداء، الذي يصيب سلطات، وجماعات بشرية، وأفرادا، ومؤسسات.. وتعاني منه شعوب، ودول، وملايين الملايين من البشر. وأنه من حق المضطهدين، والمُستهدَفين بهذا الداء، أن يستريحوا، وأن يعيشوا، وأن يأمنوا.. وأنه من حق الروهينجا، أن يكون لهم استقرار، ودين، وحرية، وكرامة في وطنهم، وأن يقولوا إنهم: “لن يتسامحوا مع أي تهديد لوطنهم الأم، بورما – ميانمار”..



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 141 / 2165265

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165265 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010