الجمعة 28 تموز (يوليو) 2017

الخوف لهم .. والقدس لنا مدينة الصلاة تؤذن..

الجمعة 28 تموز (يوليو) 2017 par جودة مرسي

شهد المسجد الأقصى طيلة الأيام الفائتة احداثا واختبارات ومواقف اهتز لها الوجدان (الانساني) على اختلاف انتمائه الديني وهو يسمع صوت الاذان قادما من المسجد الاقصى سُمع في كل بلد، ومدينة وقرية وشارع وحارة وزنقة، الا ان الاذن التي سمعت كانت صماء لا تستجيب بفعل القيود تارة والشماتة تارة اخرى وكأن ما يجري بعيدا عنا، لتمتثل للمقولة المأثورة (لا حياة لمن تنادي).. الا في فلسطين وفي القدس مدينة الصلاة فقد شاهدنا غضبة الفلسطينيين وقيامهم لنصرة المسجد الأقصى، وارواحهم مغسولة بدمائهم تزفهم للشهادة رافضة ان يغلق الأقصى مصممة على صدوح الاذان واقامة الصلاة، ان المسجد الأقصى بالنسبة لهم خط احمر وستقام فيه الصلاة وستزال كل المتاريس والابواب ولو كان الثمن توقف الانفاس عن الحياة.
وقف الفلسطينيون امام صلف العدو ووحشيته بسلميتهم ورفضوا بشدة ان يغلق الاقصى او توضع له تلك الأبواب الإلكترونية. انهم ابناء واهل زهرة المدائن هم يعلمون، وما زالوا يذكروننا، ويعلنون، ويعلموننا ان القدس مدينة الصلاة، زهرة المدائن إحدى أهم المدن المقدسة في العالم والتي تحتضن أبنية ومساجد وكنائس وآثارن دينية وتاريخية تتعلق بها قلوب المسلمين والمسيحيين، انها محتلة وارضها مغتصبة وان اسرائيل عدوة تحتل المسجد الأقصى وتغلقه وتمنع اقامة الصلاة فيه، لذلك لا عجب في ان يعلموا شعوب العالم معنى الصمود والوقوف امام من يعتدي على اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين انهم اثبتوا انهم هم الذين ينعمون بالحرية والقدرة على الفعل. فبعد ان اذيعت الانباء بأن دولة الاحتلال أغلقت الأقصى لمدة ثمان واربعين ساعة لتضع البوابات إلالكترونية، رفض أبناء القدس أن يدخلوا للصلاة إلا بعد إزالة تلك البوابات الإلكترونية، وقرروا أن يصلوا بالآلاف في الشوارع التي حول المسجد الاقصى. ليجبروا المحتل على ان يتراجع عن موقفه ويعلن قرار المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية لحكومة الاحتلال الإسرائيلية، رفع البوابات الإلكترونية من مداخل المسجد الأقصى واستبدالها بكاميرات مراقبة ذكية (حرارية). وقد سبق هذا تحذير الجهات الأمنية والاستخباراتية من خطر الاستمرار في نصب البوابات الإلكترونية، لا سيما أنها لا تفي بالغرض الأمني المطلوب؛ وادت الى اتساع العمليات الانتقامية مثل عملية “حلميش”، التي أسفرت عن مصرع ثلاثة مستوطنين الأسبوع الماضي، والتي زادت وتيرتها بعد الصدامات والمواجهات التي وقعت بشكل خاص، يومي الجمعة والسبت، وأسفرت عن استشهاد أربعة فلسطينيين، ان حسابات الخسارة للكيان الصهيوني ذهبت لأبعد من ذلك بالخوف على اصدقائهم اذا استمر الوضع على هذا قد تتحرك الشعوب وتحرج هؤلاء الاصدقاء وقد يكون هذا خطرا عليهم. واعلان المصادر الرسمية الإسرائيلية، أن قرار المجلس الوزاري المصغر برفع البوابات الإلكترونية، يشكل أيضا خطة جديدة لا تغير من حقيقة انتهاك الوضع القائم في المسجد الأقصى، بل تزيد في العودة إلى الاتفاقات والتفاهمات الأردنية الإسرائيلية من قبل ثلاثة أعوام بشأن تركيب كاميرات مراقبة متطورة، كان الفلسطينيون قد رفضوها كليا.
ومع صمود الشعب الفلسطيني لن تتمكن إسرائيل بفرض الأمر الواقع، فالصمود والتصدي للخطط الاسرائيلية هو من سيجبرهم على التراجع كل مرة عن مخططاتهم وعليهم الا يعولوا كثيرا على اشقائهم فبعضهم مشغولون بمحاربة الإرهاب الذي استوطن في وطننا العربي ونسوا ان اسرائيل هي الراعي الرسمي والحصري لهذا الارهاب، والبعض الاخر افتقد الفكر والحضارة والتواصل ونجدة الشقيق..



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 85 / 2165744

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2165744 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010