الجمعة 28 تموز (يوليو) 2017

افتتاحية الخليج: «الأقصى» هناك.. هنا في الأوردة والأفئدة

الجمعة 28 تموز (يوليو) 2017

فلسطين عنوان، والقدس عنوان، والعنوان هنا يمتلك، في حد ذاته، ومن داخله، وهج الاستمرار والخلود، فلا مكان، والحالة تلك، لإدخال القضية الفلسطينية، القضية المركزية الأولى، وأعدل القضايا على وجه الأرض، في دائرة المؤقت والموسمي، كما هو حاصل، للأسف، الآن. القضية الفلسطينية، والقدس في الصميم، والمسجد الأقصى في قلب القلب، قضية عربية أولاً، وأخيراً، وقضية إسلامية، ومسألة إنسانية في مطلق الشكل والجوهر، وعودتها إلى الواجهة، في زمن «داعش» والإرهاب، وخصوصاً في زمن «داعش» والإرهاب، مبدأ أول يقيناً، ومسألة وجود ومصير للأمة بأكملها.
وفي الأيام الماضية عاشت القدس معركة الوجود بصمود الأبطال، وبعناد شعب مجبول بطين العزة والإصرار. لا ريب في أن العاطفة الغامرة، في حديث الأقصى والقدس وفلسطين، تفيض كأنها طلوع الشوق والأمل، لكن الموضوعية، في المقابل، أليق ما تكون بموضوع قضية القدس العادلة، وهنا لا بد من إثبات نقاط عدة:
أولاً - كشفت الأيام الماضية أن العمل الميداني، لجهة تأكيد المقاومة، بشروطها، هو الأجدى لأصحاب الأرض، وأن الثبات على الموقف تحت إشراف قيادة مقبولة، على المستوى الجماهيري، يبعد فعل المقاومة عن التهور، ويلجم من يريد تحويله إلى عمل فوضوي، ومن يتربص لتحميله شبهة الإرهاب.
ثانياً - تحقق انتصار الفلسطينيين، وتحقق معه تغيير «إسرائيل» موقفها بسرعة لم تكن متوقعة، في سابقة لم تحدث، بهذه الوتيرة، منذ فجر الاحتلال، وحظي الفلسطينيون بتأييد معظم دول العالم، وبتأييد الأمم المتحدة.
ثالثاً - الرهان ««الإسرائيلي»» على انشغال العرب والمسلمين بقضاياهم الداخلية لم يتحقق لأسباب ثلاثة، أولها أن المسجد الأقصى المبارك، جغرافياً، هو هناك، على الأرض، لكنه، إيمانياً وعاطفياً، يقيم في أوردة وأفئدة العرب والمسلمين جميعهم، وثانيها أن تجربة المقاومة والتضحيات علمت المقدسيين أساليب المواجهة، وثالثها عدم تعويل المقدسيين على «النضال السياسي»، فالواقع، ببساطة، يصنعه من هم على الأرض.
رابعاً - الحالة الفلسطينية الراهنة، خصوصاً المقدسية، على ما فيها من مخاوف مستقبلية، بأن تختصر فلسطين والقدس في المسجد الأقصى، تبين دور العامل الديني وتأثيره في إرادة الشعوب، كما تثبت أن الأباطيل والادعاءات غير مجدية، سواء أكانت تنظيراً سياسياً كالذي يدعيه أو يروج لوهمه عزمي بشارة، أم كانت إجراماً كالذي تقوم به جماعة «أنصار بيت المقدس» الإرهابية في مصر.
وحدها مقاومة الشعب العربي الفلسطيني في وجه العدو الصهيوني السبيل إلى العزة والكرامة، ووحده تضامن ودعم المخلصين من أمة الأقصى والقدس، ما يتجسد خصوصاً في إرادة وقيادة رمز العزم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ورمز الحزم الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود خادم الحرمين الشريفين.
الخلود لأمتنا والقدس وفلسطين، ولقيم الحق والعدل والحرية والسلام.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 28 / 2165435

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2165435 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 11


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010