الاثنين 30 آب (أغسطس) 2010

اوباما قد يخسر

الاثنين 30 آب (أغسطس) 2010

باراك اوباما لم يكسب شيئا من المحاولة التي سيقوم بها هذا الاسبوع لاستئناف محادثات السلام بين «اسرائيل» و«السلطة الفلسطينية». وعليه، فيجب منحه الحظوة على الاقل في نقطة النوايا الطيبة : المسيرة السلمية لن تساعد الاقتصاد الامريكي، لن تحسن وضعه الغامض في الاستطلاعات، لن تنقذ الحزب الديمقراطي في انتخابات منتصف الولاية ولن تعيد الى اوباما تأييد قسم من اليهود خائبي الامل، بمعنى انه يعقد احتفالا بادر اليه لانه حقا يؤمن بان الاحتفال جيد لـ «اسرائيل» و«للفلسطينيين»، وانه جيد لامريكا، وجيد للعالم.

اوباما وضع لنفسه هدفا يبدو طموحا : اتفاقاً في غضون سنة. يمكن السخرية وامتشاق عشرات الوعود من الارشيف كانت اطلقتها الادارات الامريكية في الماضي لعقد الاتفاقات في غضون (عبئوا الفراغ) سنة. بشكل عام، على الاقل في السنوات الاخيرة، كان يدور الحديث عن سنتين. هكذا وعد جورج بوش في عمّان في منتصف العقد الماضي، هكذا ايضا اوباما نفسه في بداية ولايته. ولم يسجل تقدم منذ هذين الحدثين، ولكن يتبين ان الجدول الزمني قد قصر. عجيب؟ لرجال ادارة اوباما يوجد تفسير. هذا لا يعود لهم هم بل لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

في 8 تموز ( يوليو) من هذا العام، في خوضه لحديث في «مجلس العلاقات الخارجية» في نيويورك سئل رئيس الوزراء : «هل تعتقد باننا في غضون سنة يمكننا أن نصل الى اتفاق يشبه ما حصل في 1979 عندما ادار السادات وبيغن المفاوضات على اتفاق سلام؟». نتنياهو لم يتردد. جوابه : «نعم، اعتقد». واذا كان يعتقد فلماذا يشكك اوباما؟ ليس فقط أن اوباما لن يكسب من الاحتفال هذا الاسبوع، بل انه قد يخسر. ادارته تتعرض للهجوم من اليمين. عندما خرج في اجازة الصيف سألوه لماذا يمضي في اجازة بينما الاقتصاد الامريكي في ضائقة. هناك مؤشرات على ان الوسائل التي اتخذها حتى الان لم تكن كافية، او مجدية. هناك طلب صاخب في أن يقيل مديري السياسة الاقتصادية، ان يشمر عن الاكمام وان يعنى فقط بانقاذ الاقتصاد الامريكي. عندما يكرس اوباما انتباها لـ «المسيرة السلمية» فانه يوفر الذخيرة لمنتقديه من الداخل ممن سيدعون بان الرئيس يضيع وقته في شؤون عديمة الاحتمال والجدوى.

ومع ذلك، اوباما يصر. مبعوثوه، الذين جاؤوا الى هنا الاسبوع الماضي، افادوا ليل يوم الخميس لواشنطن بان «اسرائيل» تصر هي ايضا. التجميد الكامل في المستوطنات لن يستمر. القدس تبدي استعدادا في البحث عن حل «ابداعي»، ولكنها مصممة على وجوب تنفيذ الاتفاقات، والا فلن تكون لها قيمة. وكونه اتفق على ان التجميد في صيغته الحالية سينتهي مع نهاية ايلول (سبتمبر)، فلن يكون للامريكيين مفر غير التسليم بالمنطق «الاسرائيلي». المعنى، اساس عمل الاقناع سيكون حيال الفلسطينيين. الادارة ستقترح عليهم قبول الحل الوسط، مثلما جرتهم الى المحادثات رغم أنفهم.

منذ عدة اشهر هذا هو الوضع. الضغط على «اسرائيلي» قل، الضغط على «الفلسطينيين» زاد. اوباما يأمل ان تنقذه المساعدة من الجناحين المصري والاردني وتنقذ محمود عبّاس من ورطة المواجهة مع العالم العربي. اذا لم يكن هذا ما سيكون، فان اوباما هنا أيضاً يعرض نفسه لخطر خسارة الحظوة، بالذات في اوساط ذات الجمهور العربي الشرق اوسطي الذي قرر ان يستثمر فيه جهدا خاصا.

الباحث شبلي تلحمي أثبت بالارقام بان شعبية اوباما في العالم العربي لم تكن سوى اسطورة. «لا يوجد أي مؤشر على ان العرب عانقوا اوباما في أي مرة بسبب من هو»، كتب يقول، «كان هذا دوما بسبب المواضيع على جدول الاعمال، وليس بسبب خلفيته. سياسة اوباما ستقرر اذا كان العرب سيظهرون العطف نحوه ـ وهي التي قررت وستقرر ما يفكر عنه «الاسرائيليون»».

على أي حال، فريق الرئيس الامريكي واع اليوم اكثر مما كان. وهو يفهم العوائق، ويشخص العقبات. كما أنه يسمع اصوات المشككين من اليمين ومن اليسار والذين يقررون بأن لا يوجد لمحاولة تحريك المسيرة أي احتمال بالنجاح. ومع ذلك، فان رجال اوباما يصرون. وبزعمهم، لم يلحظوا اقتراحا افضل من اقتراحهم. يحتمل أنهم في الحساب النهائي لن ينجحوا اكثر مما نجح اسلافهم، ولكن لا يمكن على الاقل اتهامهم بالاهمال. مع الاحتمال، من دون الاحتمال، اوباما يعتزم المحاولة.

- [**شموئيل روزنر | «معاريف» | 30 آب (اغسطس) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2165531

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2165531 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010