الجمعة 14 تموز (يوليو) 2017

الوطن : تسويق المياه والقفز على الحقوق الفلسطينية

الجمعة 14 تموز (يوليو) 2017

رغم الجهود التي يبذلها الفلسطينيون، ونضالهم السلمي، ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، ومطاردتها دوليًّا في كافة المحافل الدولية، واستصدار قرارات من الهيئات والمنظمات الدولية، خاصة البعيدة عن مجلس الأمن الدولي، الذي فيه يقدم الفيتو الأميركي حماية كبرى لهذا الكيان الغاصب، إلا أن تلك الجهود الفلسطينية وبرغم كونها المتاحة إلا أنها تصطدم بصخور الصلف الإسرائيلي، الذي يرتكن على حماية أميركية كبيرة، خاصة منذ اعتلاء الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب سدة الحكم في بلاده، وإعلانه بوضوح وقوفه إلى جانب الكيان الإسرائيلي الغاصب، ما شجع الاحتلال الإسرائيلي على زيادة غلته في الإرهاب ضد الشعب الفلسطيني، والبلطجة دون خوف من العواقب، أو خشية من العقاب، كما زاد الهجمة الإسرائيلية المسعورة ضد كل ما هو فلسطيني، حجرًا كان أم بشرًا، وتمادي كيان الاحتلال في رسم واقع جديد، بهدف بث اليأس في النفوس الفلسطينية الصامدة، ودفعهم بالإرهاب والبلطجة نحو قبول ما يظن أنه أمر واقع.
ولعل هذا الجنون الاحتلالي يحتمي بالموقف الأميركي بالإضافة إلى حالة الضباب التي تسيطر على مجريات المنطقة، فلا يمر يوم إلا ونسمع فيه عن قيام قوات الاحتلال الإرهابية بقتل المزيد من الفلسطينيين ميدانيًّا، أو اعتقال العشرات، وسرقة المزيد من الأراضي، وهدم البيوت، ناهيك عن تسمين الاستيطان. فيوم أمس مثلًا صادق كيان الاحتلال على مخططات لبناء 800 وحدة استيطانية، بينها 276 وحدة في مستوطنة “بسغات زئيف” و120 وحدة في مستوطنة “نافيه يعقوب” و200 وحدة في مستوطنة “راموت” و202 وحدة في مستوطنة “غيلو”، و71 وحدة في عرب السواحرة و29 في شرفات، وهي مخططات استيطانية كانت مجمدة خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وجرى دفعها قدمًا الآن في إطار المصادقة تدريجيًّا على مخططات استيطانية بعد تسلم الإدارة الأميركية الجديدة.
وهي إدارة تقدم جل ما تستطيع لمراضاة حليفها الأوحد، فقد أوقفت أي أحاديث عن اتفاق سلام، بل إن مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشرق الأوسط تملص من الإجابة عن أسئلة بشأن تحقيق أي تقدم نحو إحياء محادثات السلام، عند عرض ما أسماه باتفاق بشأن المياه، حيث رفض جيسون جرينبلات القول إن كان الجانبان سيعودان قريبًا إلى طاولة المفاوضات التي انهارت في 2014، وقال: دعوني أقاطعكم كي نوفر الوقت، سنتلقى أسئلة فقط عن مشروع مياه (البحر الأحمر-البحر الميت)، حيث يسعى المبعوث الأميركي إلى مساعدة الكيان الإسرائيلي، على بيع المياه الزائدة عن احتياجاته، بعد سرقته للمياه الفلسطينية لعقود عدة، مستغلًّا حاجة الفلسطينيين الملحة للمياه، بعد العدوان الإسرائيلي الجائر على المياه الفلسطينية، وسرقتها لتروي ظمأ قطعان مستوطنيه.
إن الجهود الفلسطينية التي أثمرت تأكيد منظمة اليونسكو على أحقية الفلسطينيين وسيادتهم على المقدسات في القدس المحتلة، قد امتدت لتدعو المؤسسات الدولية على رأسها اليونسكو إلى شمول المساجد ضمن المناطق المحمية، وبخاصة الأثرية منها والتي تتعرض بشكل دائم لاستهداف الاحتلال، فالعديد من المساجد والأماكن المقدسة الإسلامية مهددة بسبب أطماع الاحتلال الإسرائيلي ومؤسساته المختلفة التي تريد مسح التاريخ والهوية الفلسطينية، التي تشكل أهم معركة، تمثل سر الوجود للشعب الفلسطيني، فسرقة الأرض والاعتداء وقتل البشر، كلها اعتداءات يتداركها الصمود الفلسطيني بحفاظه على ثوابته الوطنية، لكن هذا الصمود يرتكز في كينونته على هوية فلسطينية يشهد بها الحجر والطبيعة لتؤكد حقيقة تاريخية خالدة أن لهذه الأرض أصحابًا حقيقيين، لهم هويتهم الأصيلة، وليست لغزاة تجمعوا من شتات الأرض، هربًا وطمعًا.
ويأتي هذا الحرص الفلسطيني على الهوية الوطنية، ليتزامن مع الدعوات إلى دول العالم من أجل الاعتراف بدولة فلسطين، واتخاذ خطوات جدية وملموسة لدفع مستوى وسم بضائع المستوطنات الإسرائيلية باعتبارها إحدى أدوات مساءلة الاحتلال على استيطانه غير الشرعي، حتى يتسنى للفلسطينيين العزل مواجهة النظام الكولونيالي والمشروع الإسرائيلي الاستيطاني الذي يشكل عقبة في وجه أي عملية سياسية، وهو السبب الرئيسي المدمر لحل الدولتين الذي ارتضته الشرعية الدولية.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 42 / 2166078

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2166078 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010