الاثنين 30 آب (أغسطس) 2010

الاحتلال ليس لعبة

الاثنين 30 آب (أغسطس) 2010

سيداتي سادتي، للحظة واحدة العرض يتوقف، للحظة واحدة تنزل الستائر عن الاحتلال «الاسرائيلي»، وللحظة واحدة هناك من ينهض ويهتف بصوت عال : الملك عار. القرار البائس لمدراء المسارح لاطلاق افضل المسرحيات التي تعرض في تل أبيب، في حيفا وفي بئر السبع بالذات الى كبرى المستوطنات التي بنتها «اسرائيل» ـ هو الذي دفع مجموعة شجاعة من المبدعين والممثلين الى الوقوف عند مبادئهم ورفض العرض في المناطق.

بالذات في الفترة التي سلم فيها معظم فناني «اسرائيل» بالوضع وتفانوا في الصراعات الشعبية من أجل الحيوانات وضد تلوث الهواء، قرر ممثلو المسرح والمخرجون عدم المشاركة في عملية تطبيع الاحتلال والامتناع عن العرض في المستوطنات خلف الخط الاخضر. حتى لو كانت الساحة الخضراء في مدخل ارئيل منتعشة، والقاعة في المركز الاستيطاني مبلطة بالرخام ومكيفة الهواء جيدا، فان هذا العرض لا تمكن مواصلته والاحتلال متعذر ومحظور تكنيسه تحت المقاعد.

على مدى سنين تحاول دولة «اسرائيل» مواصلة العرض وتجاهل كون الضفة ارضا محتلة. المجالس الاقليمية في المناطق تواصل تسويق أنفسها وكأنها جزء من دولة «اسرائيل» الديمقراطية. عروض افضل الفنانين، رحلات العائلات واقامة مراكز سياحية هي جزء من محاولة خلق واقع خيالي يتجاهل الوضع في المناطق. في محاولة لتسويغ الاحتلال ومنح مزيد من الشرعية لقيام ارئيل، قرر المستوطنون بتشجيع الحكومة أن يقيموا في المدينة كلية ستصبح في المستقبل جامعة. وداخل القاعات سيكون بوسع الطلاب ان يتعلموا قيما مثل المساواة، التحقق الوطني، الديمقراطية والعدالة ـ فيما أن العكس التام لكل ذلك يمكن للطلاب ان يروه فقط اذا ما طلوا من النافذة نحو القرى الفلسطينية حولهم.

الحملة اليمينية من اجل شرعية المستوطنات انتقلت حتى الى خرائط حالة الطقس في التلفزيون، والتي في اعقاب ضغط المستوطنين استجابت القنوات التلفزيونية وبدأت تدرج ارئيل في خريطة التوقعات. غير أن كل هذا لا يغير بحد ذاته الوضع الحقيقي على الارض : ارئيل، مثل نحو 140 مستوطنة اخرى، اقيمت على ارض لم يسبق أن ضمت الى دولة «اسرائيل» وتنطبق عليها قوانين الاحتلال التي تعني سيطرة فاعلة على 3.5 مليون فلسطيني ونزع حقوقهم كمواطنين.

القول الواضح لممثلي المسرح يجب أن يذكر كل مواطن، وعلى نحو خاص من يفكر بالانتقال الى السكن خلف الخط الاخضر لاعتبارات كلفة الارض او «جودة الحياة»، بانه الى أن يوقع اتفاق مع الفلسطينيين، فان المستوطنات بأسرها، الكتل والبؤر الاستيطانية، المنعزلة والقريبة، كلها توجد على ارض محتلة (بما في ذلك حسب القانون «الاسرائيلي»)، والديمقراطية هي من نصيب المستوطنين وحدهم.

خيار الممثلين في عدم العرض في ارئيل، مثال خيار كثيرين آخرين عدم اجتياز الخط الاخضر، لا ينبع من كراهية المستوطنين أو من اتخاذ موقف سياسي. الى ان صاروا مطالبين بان يتخذوا بانفسهم خطوة فاعلة وأن يعرضوا تحت رعاية الاحتلال «الاسرائيلي»، اختار معظم المبدعين الموقعين على الرسالة التركيز على عملهم وعدم استغلال مكانتهم في صالح أي قول سياسي. ولكن عندما يطلب مدراء المسارح من المبدعين ان يمثلوا وان يعرضوا من على منصة المستوطنات، فمن حقهم ومن واجبهم ان يرفضوا وان يبقوا مخلصين لمبادئهم والا يشاركوا في تطبيع الاحتلال.

- [**يريف اوفينهايمر* | «معاريف» | 30 آب (اغسطس) 2010*]

[*** سكرتير عام حركة «السلام الآن».*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 13 / 2165758

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2165758 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010