الاثنين 30 آب (أغسطس) 2010

نحن اخترعنا الغيتو

الاثنين 30 آب (أغسطس) 2010

بالفعل، الفنانون، مثل كل انسان اخلاقي ويحترم القانون الدولي، يجب أن يبعدوا اقدامهم عن المستوطنات. صحيح، المساعدة المالية التي تمنحها السلطة «الاسرائيلية» صاحبة السيادة لهم لا تلزم المؤسسات الثقافية بالعرض في منطقة توجد تحت حكم عسكري، خارج الحدود المعترف بها للدولة. لا مجال لأحد لأن يحسد رافضا الخدمة في المناطق، ممن من أجل جلب الخبز لاطفاله، سيضطر الى الانشاد في قاعة تمول بأموال منظمة مسيحية اصولية. وبعد كل هذا يتعين عليه أن يبعث بالورود الى رئيس البلدية رون نحمان ومدراء المسارح. في خطوة واحدة نجحوا أيضا في ان يعيدوا بعض اللون القيمي للوجه البرجوازي للمسرح «الاسرائيلي» وهز «الاجماع» حول ارئيل ايضا.

ربما، في واقع الامر، بدلا من مقاطعة القصر الثقافي في ارئيل، من الافضل للممثلين أن يشكروا مدراءهم على الفرصة المميزة للعرض امام المستوطنين في بيوتهم والقص لهم عن الاحتلال وعن الثكل.

ألم تتق نفس غيرشون مسيكا ان يرى قريبا من البيت «الشرطي ازولاي» لافرايم كيشون، وان يتعهد المجلس الاقليمي السامرة بأن يشتري ايضا «مصابي الفزع» لـ ب. ميخائيل وافرايم سيدون؟ ان يتمتع محبو الثقافة في المسرحيات هم ايضا بالمقطع الذي يعرض حاخاماً مستوطناً، يوجه الجنود للتصرف حسب «توراة الملك» ـ الكتاب العنصري للحاخام اسحق شبيرا. دانييلا فايس تريد «شبابة على السطح»، حسب السلام عليكم؟ أن يعطي لها الكاميري بذات سعر التذكرة «ماما كوراج» لبرتولد بريخت. ولعل المسرحية الممزقة للقلب هذه عن فظائع الحرب تفعل فعلها لأم فتيان التلال.

لو أني وهبت قليلا من كفاءة ايتي تيران، بطل مسرحية «غيتو» ليهوشع سوبول، لكنت سافرت مع المسرح الكاميري الى ارئيل. وقبل أن يرفع الستار كنت سأقف في مقدمة المسرح في القصر الثقافي الجديد لالقي كلمة الحوار المنفرد التالي : ايها الحضور الكريم، لم نقطع طريقا طويلا الى هنا كي نسليكم.

اردنا ان نريكم ماذا يحصل لبني البشر الذين يكتب لهم العيش في غيتو محاط بأسوار العداء. انتم، يا سكان ارئيل، اخترتم بارادتكم الحرة حبس اطفالكم خلف الاسيجة والامساك بعناق عشرات الاف من ابناء شعب آخر يكافح في سبيل حريته. وبالمناسبة، لم أكن واعيا لحقيقة أن ارئيل بعيدة بهذا القدر عن الخط الاخضر، 20 كم تقريبا. كما لم اعرف ايضا انه يسكن هنا ليس اكثر من 17 الف نسمة. بصعوبة حي متوسط.

سمعت ان زميلي، عوديد تيئومي قال ان رسالتنا تتآمر على الاجماع حول مستوطنتكم وتضعف الجانب «الاسرائيلي» في المفاوضات مع الفلسطينيين. من يحدد اين يمر الاجماع؟ اذا كان رئيس الوزراء، وزير الدفاع ورئيس الاركان الراحل اسحق رابين على ما يكفي من الاجماع بنظركم، راجعوا كتاب «سجل خدم» الذي نشره في 1979، الى أن تصلوا الى السطور التالية : «الحكومة تبنت سياسة امنية محددة، اين يجدر الاستيطان واين لا. في هضبة الجولان، في غور الاردن، في منطقة القدس وفي غوش عصيون وفي بيتحات رفيح ـ نعم... اما في السامرة ـ فلا! الى قلب الضفة الغربية، المسكون من العرب باكتظاظ، حذار علينا ان ندفع بالمستوطنين اليهود. الاستيطان الدراماتيكي كهذا فيه مؤشرات التظاهر والاستفزاز للعرب وللولايات المتحدة، وليست فيه حاجة ومبرر من ناحية امنية».

في خطابه في الكنيست في 5 تشرين الاول ( اكتوبر) 1995، قبل اقرار الاتفاق الانتقالي (اوسلو ب)، عدد رابين الكتل الاستيطانية التي ستبقى في «اسرائيل» في الاتفاق الدائم.

ارئيل وباقي مستوطنات السامرة لم تكن في القائمة. ولنفترض أن الفلسطينيين سيوافقون على ان ينقلوا اصبع ارئيل الى السيادة «الاسرائيلية» ـ من منكم حقا يريد أن يعيش في غيتو منعزل، في قلب دولة فلسطينية، يرتبط بحبل ضيق بدولة «اسرائيل»؟

قيل لي ان 45 في المئة منكم صوتوا لثلاثة احزاب اليمين المتطرف و 40 في المئة اعطوا اصواتهم «لليكود». فقد القوا لكم بعظمة عندما ادخلوكم الى قائمة مناطق الاولوية الوطنية، ولكنكم تعرفون ان قلة هامشية فقط من بين النواب الذين يهجمون علينا الان قرروا بيوتهم في المستوطنات. لا تكونوا إمعاتهم. عودوا الى الديار. نتمنى لكم مشاهدة ممتعة.

- [**عكيفا الدار | «هآرتس» | 30 آب (اغسطس) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 6 / 2182084

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

24 من الزوار الآن

2182084 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40