الجمعة 30 حزيران (يونيو) 2017

إسرائيل تعد لحماقة جديدة ضد غزة

الجمعة 30 حزيران (يونيو) 2017

الهجمة الإرهابية العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة التي قام بها الطيران الحربي الإسرائيلي يوم أمس والتي زعم الإسرائيليون أنها جاءت ردًّا على إطلاق صاروخ لا تطرح فقط تساؤلًا حول العقلية التي تتعامل بها قيادات كيان الاحتلال الإسرائيلي مع ملف الصراع القائم في فلسطين المحتلة؟ وإنما تؤكد ما يتم تداوله في الأوساط الإعلامية ووسائط التواصل أن ثمة عدوانًا مبيتًا ضد المقاومة في قطاع غزة يستهدف تصفيتها، أو إنهاء حالة المواجهة القائمة بين المحتل والمقاومة في القطاع، وترويض قيادات المقاومة وعناصرها لقبول الواقع الجديد الذي تمضي فيه السياسة الأميركية ـ الإسرائيلية نحو إنجاز مشروع التطبيع المجاني مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يعد خطوة استباقية في المنطقة.
ووفق المزاعم التي ساقها العدو الإسرائيلي لتبرير عدوانه الإرهابي، لا يمكن تفسير هذه المشاهد إلا أنها استعراض عضلات سخيف مارسته قوات الاحتلال بتواطؤ غربي وعلى الأخص أميركي واضح المعالم إلى حد يثير الاشمئزاز، حيث تزامن هذا العدوان مع أنباء عن وجود مباحثات عبر طرف ثالث بين حركة حماس وكيان الاحتلال الإسرائيلي، وبالتالي يريد المحتلون الإسرائيليون الجمع بين العمل الإرهابي والعمل السياسي لأجل إطلاق سراح عدد من الجنود الإسرائيليين تقول سلطات الاحتلال الإسرائيلي إن المقاومة في غزة أسرتهم خلال العدوان الإرهابي على القطاع في عام2014م. وهذا السلوك الإسرائيلي يبرز التناقض الفج بين من تعتقلهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي يوميًّا من الفلسطينيين دون استثناء من أطفال ونساء ومسنين، وتعج بهم سجون الاحتلال وتمارس بحقهم أبشع الممارسات غير اللائقة والمنتهكة لحقوق الإنسان.كما يتزامن هذا العدوان الإرهابي الإسرائيلي مع تقارير فلسطينية حول وضع المحاصرين في قطاع غزة لا سيما المرضى وذوو الحالات الحرجة، حيث قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، إنه “تم البدء في منع التحويلات الطبية لمرضى غزة إلى خارج القطاع منذ بداية العام الحالي، واشتد هذا المنع بعد شهر أبريل، مما أدى إلى وفاة 11 حالة مرضية بسبب هذا المنع”. مطالبًا بعدم مصادرة حق المرضى بالعلاج وفقًا للقانون الدولي والإنساني، واتفاقية جنيف الرابعة والقانون الفلسطيني، مؤكدًا أن “منع السلطة الفلسطينية لعلاج مرضى غزة بالخارج يشكل إعلان حربٍ ضد هؤلاء المرضى، كما يشكل جريمة مكتملة الأركان في حق الإنسانية”.
صحيح أن هذا الاستعراض العدواني الإرهابي الذي جرى أمس يأتي كنتيجة لإفلاس قرائح الشر التي تتفتق عن مثل هذه الأعمال العدوانية، وحيث لا تكون هناك خطة سلام في أيديهم يواجهون بها العالم الذي يجلس في كل مرة ينتظر أن يتصالح الإسرائيليون مع أنفسهم دون ضغوط خارجية ويتوصلوا إلى صيغة للسلام النهائي تحفظ حقوق الشعب الفلسطيني وتحقن دماء أبناء المنطقة، ويفتح المجال لبرامج تنمية تخدم جميع السكان من عرب وإسرائيليين. إلا أن العدوان الإرهابي ذاته لا يخفي حقيقة أن العدو الإسرائيلي يبحث عن أسباب تدفعه إلى تكرار حماقة جديدة ضد من أكثر من مليون ونصف فلسطيني يحاصرهم في مساحة ضيقة ألا وهي قطاع غزة؛ لكي يخلط بهذه الحماقة الأوراق ويذهب إلى ما يسعى إليه وهو تصفية المقاومة كمقدمة لتصفية القضية الفلسطينية.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 16 / 2165937

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165937 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010