الجمعة 30 حزيران (يونيو) 2017

الاعتقالات والتنكيل.. ولكن.. سنظل نقاوم

الجمعة 30 حزيران (يونيو) 2017 par د. فايز رشيد

حملات اعتقال هستيرية تقوم بها قوات الاحتلال الصهيوني يوميا في القدس وكافة أنحاء الضفة الغربية. الاعتقالات لم تتوقف بالطبع منذ بدء الاحتلال للضفة الغربية وغزة والأراضي العربية الأخرى عام 1967, لكن سلطاته, وبعد اضراب الأسرى الأخير ,الذي حقق فيه أبطالنا إنجازات كبيرة, وكذلك بعد عملية “وعد البراق” الفدائية البطولية الأخيرة, زادت من وتائر اعتقالها, وبخاصة للمشتبه فيهم من التنظيمين اللذين تبنيا العملية (الجبهة الشعبية وحماس) , بالشكل الذي يلفت فيه الانتباه. لقد طالت عمليات الاعتقال غالبية الأسرى المحررين في صفقات سابقة, كما كتبت منظمات حقوقية في داخل الكيان الصهيوني, معنية بحقوق أهلنا في “منطقة 48″ عن الاعتقالات الكبيرة بين صفوفهم, وعن التعذيب الفاشي البشع لهم ولكل المعتقلين على أيدي المخابرات الصهيونية المجرمة, كذلك عن منع المحامين من اللقاء بهم. الاعتقالات ما زالت تجري على قدم وساق, وللأسف وسط صمت مريب عنها!. أطفال دون السن القانونية, نساء حوامل, شابات, شبان وشيوخ يعتقلون يوميا, ووفق إحصائية لجهات فلسطينية مسؤولة عن الأسرى. فإنه ومنذ بداية حزيران/يونيو الحالي حتى مساء 25 منه, بلغ عدد المعتقلين 723 معتقلا ومعتقلة (والرقم قابل للزيادة بالطبع, يومياً).
من ناحية أخرى, صادق رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني, على خطة تقييد لحركة الفلسطينيين في منطقة باب العامود في القدس الشرقية المحتلة, هذا المكان (بوابة دمشق) يقع في السور القديم للمدينة, ويؤدي إلى الأسواق القديمة في البلدة القديمة, فضلا عن كونه ممرا إلى المسجد الأقصى وكنيسة القيامة. قال نتنياهو حول الخطة , “لقد أصبح هذا المكان رمزا “للإرهاب”, وفي الوقت ذاته أصبح رمزا للعمل على دحر “الإرهاب” ومكافحته, مضيفا…لهذا السبب طالبت بإعداد خطة وإجراء تغييرات وانتهاج وسائل عقابية, سنبدأ في تنفيذها حالا”. للعلم, قبل خطة نتنياهو, كانت سلطات الاحتلال قد عززت تواجدها بشكل ملحوظ في منطقة باب العامود, ونصبت العديد من كاميرات المراقبة في المكان, كما أزالت العديد من الأشجار المزروعة في محيطه. كما تقوم هذه السلطات الفاشية, بايقاف الفلسطينيين وإخضاعهم لعمليات تفتيش جسدي بعد إانتظارهم لساعات طويلة تحت شمس حزبران اللاهبة, بمن فيهم النساء والشيوخ والأطفال
على صعيدالاستيطان, لقد أعلن نتنياهو قبل ايام قليلة ,انه وضع حجر الأساس لبناء مستوطنة جديدة سماها “عميحاي” قرب مدينة نابلس في الاراضي الفلسطينية المحتلة. جاء ذلك قبيل استقباله مبعوثي الرئيس الاميركي ترامب, وهما جاريد كوشنير زوج ابنته, وجيسون جرينلات اليهوديين الصهيونيين, وهذا يحدث لاول مرة في التاريخ الاستيطاني الصهيوني, أن تقام مستوطنة قبيل قيام مندوبين أميركيين يزيارة للكيان! ماذا يعني ذلك, باختصار يعني : موافقة أميركية على سياسة الاستيطان الإسرائيلي. لقد وصف أحد المسؤولين الفلسطينيينمن الذين حضروا لقاء الرئيس عباس معهما , المبعوثين الأميركيين, بأنهما ممثلان لنتنياهو, فقد طالبا الرئيس الفلسطيني بوقف تسليم عائلات الأسرى والشهداء الفلسطينيين مخصصاتهم! ولم يتطرقا مطلقا للاستيطان الإسرائيلي.
من ناحية أخرى,معروف أن مدينة قلقيلية (مدينة كاتب هذه السطور), هي مدينة محاصرة تماما بالجدار من جوانبها الأربع , وكان المجلس الوزاري الصهيوني المصغر قد صادق على خطة توسيع مسطحات البناء فيها ,نظرا للازدحام السكاني الشديد فيها (75 ألف نسمة) من أجل توفير احتياجات الزيادة الطبيعية لسكانها, وما لبث أن أثار القرار معارضة المستوطنين وخلافات إسرائيلية داخلية, تخللتها مزاودات وحسابات حزبية وشخصية تسببت بتجميد الخطة.إن إحدى كوارث اتفاقيات أوسلو, أنها أبقت بعض المدن والبلدات والقرى الفلسطينية في المنطقة “ج” , وهي بالتالي عرضة للخضوع للقرارات الإسرائيلية. كان المجلس الوزاري الصهيوني المصغر, قد بحث موضوع خريطة قلقيلية الهيكلية, وصادق على مخطط لبناء ستة آلاف شقة سكنية فيها, وصادق على خطة التوسيع, لكن نتنياهو وبناءً على الخلافات الداخلية, ادّعى أنه لا يذكر مناقشة الخطة, وأصدر قرارا بتجميدها. جريدة “يديعوت أحرونوت” كذّبت نتنياهو , وقامت بتفنيد مزاعمه , وكتبت (قبل أيام) إن بحوزتها تسجيلاً لاجتماع المجلس الوزاري المذكور وفيه تمت المصادقة على الحطة وبموافقة نتنياهو, وتابعت “بعدما سمعنا أن هناك من نسي أو أنكر وجود اجتماع للمجلس الوزاري المصغر حول قلقيلية, عدنا لأرشيف الحكومة وتأكدنا من الأمر” .
نسوق هذه الأحداث التي وقعت كلها خلال الفترة القريبة الماضية, لنثبت للقارئ الكريم, استحالة جنوح هذا العدو الفاشي لأي شكل من أشكال السلام مع الفلسطينيين أو العرب, وأنه ماضٍ في خطته الاستيطانية بالاستيلاء على معظم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية, وأنه مستمر في تهويده للقدس, وأنه سيخصم 100 مليون دولار سنويا من الأموال التي يسلمها للسلطة الفلسطينية, والتي تجنيها من الضرائب التي تأخذها من الفلسطينيين على المعابر الحدودية, وهي تساوي حجم الأموال السنوية التي تدفعها السلطة, لعائلات الشهداء والأسرى. في المحصلة يهدف العدو الصهيوني إلى: تيئيس شعبنا من مقاومة الكيان, وإيصاله إلى حالة من القناعة بلا جدوى مواجهة الكيان, وتصفية القضية الفلسطينية, والقبول بما “تجود” به علينا إسرائيل من “حقوق” تتخلى عنها “إكراما” لنا!
ما نقوله للكيان, وقادته ورئيس وزرائه: ما دام فلسطيني واحد حي على وجه البسيطة المقاومة مستمرة حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني من رأس الناقورة حتى رفح, ومن النهر إلى البحر, مقاومة حتى اقتلاع آخر مستوطن صهيوني من وطننا الفلسطيني العربي الكنعاني اليبوسي الخالد! إننا أقوياء أيضا بهذه القوى المقاومة العربية الأبية, التي تدرك مخاطر المشروع الصهيوني على فلسطين وعلى أمتنا العربية الخالدة, التي لم تستكن يوما لغازأو محتل. إننا أقوياء بحلفائنا على صعيد المنطقة والعالم, وفي الأخير نردد ما قاله المبدع الفلسطيني الكبير المرحوم سميح القاسم, في رائعته “خطاب في سوق البطالة.. سنقاوم”: ربما أفقد –ماشئت- معاشي…ربما أعرض للبيع ثيابي وفراشي..ربما أعمل حجاراً.. وعتالاً.. وكناس شوارع..ربما أبحث, في روث المواشي، عن حبوب..ربما أخمد.. عريانا.. وجائع…يا عدو الشمس.. لكن.. لن أساوم…وإلى آخر نبض في عروقي.. سأقاوم. ربما تسلبني آخر شبر من ترابي..ربما تطعم للسجن شبابي..ربما تسطو على ميراث جدي..من أثاث.. وأوان.. وخواب…ربما تحرق أشعاري وكتبي..ربما تطعم لحمي للكلاب..ربما تُبقى على قريتنا كابوس رعب..يا عدو الشمس.. لكن.. لن أساوم..وإلى آخر نبض في عروقي.. سأقاوم.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 61 / 2176767

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع فايز رشيد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

2176767 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40