الجمعة 16 حزيران (يونيو) 2017

الشهداء يقتلون مرة أخرى

الجمعة 16 حزيران (يونيو) 2017 par علي قباجة

الذراع التشريعية للكيان الصهيوني، تبطش مرة أخرى؛ لكن هذه المرة تطال ضحايا إجرامها الشهداء وأسرهم أو المدفونين بمقابر الأحياء المسماة مجازاً ب«السجون». وها هو «الكنيست» يخرج علينا بأكذوبة جديدة يقر من خلالها قانوناً تدعمه حكومة التطرف والإرهاب في الكيان؛ لحجب مخصصات الأسرى والشهداء من أموال الضرائب الفلسطينية، التي يتحكم بها الاحتلال. فبعد جرائمه المتواصلة، وسفكه للدم الفلسطيني بكل سادية وانتهازية، جاء الآن دور العائلات الثكلى، ليحاربها هذا الكيان المتغطرس في قوت يومها، ومصدر عيشها.
الاحتلال تجاوز الخطوط الحمر بمراحل متعدية، وبات يتدخل بكل كبيرة وصغيرة، ويتحكم بكافة مناحي حياة الفلسطينيين، بدعم أمريكي من خلال الضغط على السلطة الفلسطينية لوقف مخصصاتها لأسر المقاومين، الذين دافعوا عن أرضهم وشعبهم. فقد زعم وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون «أن مسؤولي السلطة وافقوا على التوقف عن دفع تعويضات لأسر منفذي العمليات في «إسرائيل». وقال: «عدّلوا سياستهم، أقلّه لقد تم إبلاغي أنهم غيّروا هذه السياسة»؛ لكن الأخطر من تصريحاته يتمثل بقبول القيادة الفلسطينية بالأصل نقاش هذا الأمر، أو إخضاعه للمداولات، فبينما نفت السلطة قبولها هذا الطرح، صرح مسؤول فلسطيني، أن «المحادثات قد جرت على دفع المخصصات بطريقة أخرى، وليس وقفها». وأضاف: «ربما تحمل اسماً مختلفاً»، مشيراً إلى احتمال إلغاء استخدام تعبير «الشهيد».
التصريح الذي جاء على لسان المسؤول الفلسطيني يحمل في طياته أمراً خطراً جداً، وهو التنازل عن المحددات والمرتكزات الوطنية، والثابت المتفق عليه في النضال، أي التخلي عن إطلاق وصف الشهداء على ضحايا الغدر «الإسرائيلي»، والقبول والإذعان للمطالب الأمريكية، وهذا يعد إماتة لروح الصمود، وتسخيفاً لدماء الشهداء، فضلاً عن رهن القرار الفلسطيني للخارج وهو ما يضاف إلى ما قامت به السلطة مؤخراً من قطع رواتب مئات الأسرى المحررين دون إبداء أي مبررات لذلك.
التنازل يتبعه مطالبات جديدة وتنازل آخر، وعلى القيادة أن تدرك ذلك، وتتراجع عن المساس بالثوابت الوطنية؛ لأنها مقدسات لا يمكن لأي فلسطيني أن يسمح بالمساس بها كالشهداء مثلاً. فالاحتلال ورغم كل التنازلات المقدمة له إلا أن شراهته لا تهدأ وأطماعه لا تسكن أبداً؛ لذا فالسبيل الأمثل هو تحدي غروره وصلفه، وعدم الرضوخ لتهديداته مهما حدث، وحتى وإن كان ثمن ذلك ارتدادات وانعكاسات على الفلسطينيين، فإن الشعب قادر على الصمود في سبيل كسر قيود الاحتلال، ومواجهة عنجهيته.
تفعيل المواجهة، وتغيير الوجوه القيادية الحالية في فلسطين، ووقف المكايد السياسية والعقاب الجماعي، هو الطريق الأمثل والأصوب للوصول إلى الحرية، والانعتاق من الظلم المتزايد على الفلسطينيين.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 24 / 2165265

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع علي قباجة   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165265 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010