الجمعة 16 حزيران (يونيو) 2017

ردا على فيشمان حول الإرهاب اليهودي

الجمعة 16 حزيران (يونيو) 2017 par د. فايز رشيد

كتب الصحفي أليكس فيشمان في “يديعوت أحرونوت” مقالة مهمة (الاثنين 12 حزيران/يونيو الحالي), يتحدث فيها عن عودة الإرهاب اليهودي, قال فيه, “لقد رفع جهاز المخابرات العامة “الشاباك” راية سوداء, لأن الإرهاب اليهودي المسيحاني, الذي يسعى إلى القضاء على الدولة الصهيونية, التي تعيق مجيء الانبعاث, يرفع رأسه, ففي الشهرين الأخيرين فقط, تم تسجيل ثماني عمليات سرية للإرهاب اليهودي داخل الخط الأخضر والضفة الغربية, كما في القرى العربية في وادي عارة, والناعورة في الشمال, في القدس والقرى الفلسطينية القريبة من مستوطنة يتسهار. إن الحديث حتى الآن يدور عن الأضرار بالممتلكات وإحراق السيارات وكتابة شعارات قومية متطرفة على الجدران. وإضافة إلى ذلك سجلت عشرات الاحتكاكات من قبل إرهابيين يهود مع الجنود والشرطة والسكان الفلسطينيين والمواطنين الإسرائيليين, التي انتهى بعضها بإصابات..الخ”.
بداية نسأل الصحفي, متى توقف إرهاب دولتكم وجيشكم ومستوطنيكم, عن اقتراف المذابح بحق شعبنا وأمتنا, من خلال قولك “عاد يطلّ برأسه”؟ ثم بدا من مقالة الكاتب المبجّل, لا فض فوه! أنه متفاجئ بظهور الإرهاب اليهودي (الذي هو إرهاب يهودي صهيوني في الحقيقة), أيضا, بدا وكأن هذا الإرهاب يطول الإسرائيليين وجيش الاحتلال وشرطته أيضا, أي أنه إرهاب عام! وهذا ما يجافي الحقيقة أيها المعلّق فيشمان! دولتكم الصهيونية هي التي خلقت هذا الإرهاب, وهو في صميمه إرهاب دولة منظّم, كما أنها رعت, بل وحرصت وتحرص على نموه ورعايته. هذا الإرهاب الذي مارسته وتمارسه عصاباتكم اليهودية الصهيونية منذ ما قبل إنشاء دولتكم وحتى اللحظة, بدليل أن الضابط شيدمي المسؤول عن مذبحة دير ياسين, جرى الحكم عليه بدفع غرامة “عشرة أغورات”! (قرش واحد), وبدليل أن من أحرق الأقصى ومن قام بالمجزرة في الحرم الإبراهيمي في الخليل، هما “مختلان عقليا” لذا لم يُحاكما. أما الجنود والمستوطنون الذين يقتلون فلسطينيين عن سابق إصرار وترصد (كما حصل في الانتفاضات الأولى والثانية والثالثة, وكما يحصل حاليا) يحاكمون وتصدر عليهم أحكام بالسجن بضعة أشهر, يقضونها في ما يسمى “سجونا خاصة” هي أقرب إلى فنادق خمس نجوم منها إلى سجونٍ عقابية. يخرجون من السجن متى يشاؤون, ويجرى الإفراج عنهم بعد قضائهم في السجن (الفندق) بضعة أيام.
هذا لا نقوله نحن فقط، بل منظمات حقوق الإنسان ومنها منظمة الدفاع عن حقوق الأقلية العربية في إسرائيل “عدالة” (نقترح عليك قراءة تقاريرها, فهي موجودة ومثبتة). لقد برّأ القضاء الإسرائيلي (العادل!) سائق الجرّار الذي قتل عن عمد الناشطة الأميركية ريتشيل كوري, عندما قام بدهسها بأوامر من جيش الاحتلال, أثناء وقوفها أمام بيت فلسطيني, أراد الإسرائيليون هدمه. اعتقدت الفتاة أن الإسرائيليين لن يقوموا بقتلها! هذه هي “العدالة” الإسرائيلية! هذا هو القضاء الصهيوني, الذي تدّعون استقلاليته! اقرأ عن حارقي وقاتلي الطفلين محمد أبو خضير وعلي الدوابشة, وغيرهما! اسأل دولتك وقضاءك, أين القتلة الآن؟ أتستغرب فاشية دولتكم ومستوطنيكم الغرباء؟ في الوقت الذي يصدر فيه حاخاماتكم تعاليم القتل, من نمط: “يجوز قتل العرب حتى الأطفال منهم” و”العرب ليسوا أكثر من صراصير وأفاعٍ”, وشعار “العربي الجيد هو العربي الميت”. كما الفتوى بأنه “لا يجوز للدولة محاكمة الجندي اليهودي إذا ما قتل فلسطينيا لمجرد الشك بأنه كان سيقوم بقتل يهود, وحتى يهوه لن يقوم بحسابه على القتل”. إلى غير ذلك من التعاليم الحاقدة العنصرية التي تُفتي بأن “كل الأغيار ـ غير اليهود ـ ليسوا أكثر من عبيد يتوجب أن يكونوا عبيدا لليهود”. لا نستغرب هذا الفعل الشنيع والمخُزي من رجال دين مارست حكوماتهم المتعاقبة مذابح لا تُعدّ ولا تُحصى بحق الفلسطينيين والعرب والإنسانية جمعاء, وأجازوها لها, بل باركوها! ألا تدرك يا سيد فيشمان أن الفاشية مدرسة واحدة, وأن دولتكم الصهيونية السوبر فاشية طوّرت أساليبها؟ ألا ترى ذلك بأم عينيك؟
نود فقط أن نعدد لك, أسماء العصابات والمنظمات الإرهابية الصهيونية قبل إنشاء كيانكم, الذي سيظلّ مسخا, مهما امتلك من قنابل نووية وأسلحة دمار شامل! ما قبل دولتكم, عرفتْ عصابات: الهاجناة (البالماخ), الأرغون, شتيرن, ليحي, الإيتسل, هذه كلها شاركت في إنشاء الجيش الصهيوني. بعد ذلك وفي زمن الكيان, ظهرت عصابات: جوش إمونيم, تي إن تي الوحدة 101, وحدة “سييرت متكال” أو “سرية الأركان”, وحدتا “المستعمرين (دوفيدفان – شمشون): الوحدة الأولى, المعروفة بـ”دوفيدفان” والتي تعمل في الضفة الغربية, أما الوحدة الثانية المعروفة بـ”شمشون” فتعمل في قطاع غزة.. وحدة “إجوز” أو “النواة أنشأت هذه الوحدة في عام 1993م، لتكون رأس الحربة في مواجهة مقاتلي “حزب الله” في جنوب لبنان, وحدة خاروف “دوخيفات”, الكوماندو البحرية أو الوحدة “الثالثة عشرة” وهي الوحدة المختارة التابعة لسلاح البحرية في الكيان الإرهابي. “وحدة يمام” أو “الوحدة المختارة لمكافحة الإرهاب”. وحدة الجدعونيم, وهي وحدة مختارة تابعة لشرطة الكيان الصهيوني, وتعمل في محيط القدس, وتتولى عمليات اختطاف واعتقال المطلوبين من الفلسطينيين. أما المنظمات الإرهالبية للمستوطنين فمنها: “كاخ”, “إحياء الهيكل”, “أمناء الهيكل”, “جماعة شوفوبانيم”, “ييشع”, “إعادة التاج”, التنظيم اليهودي المقاتل “أيال”, “أبناء يهودا” و”إسرائيل الفتاة”. أما من المسؤولين المباشرين لدولتكم, (ورغم موت بعضهم), الذين يتوجب أن ترفع (على الأحياء) منهم, قضايا تتعلق يتهمة ارتكاب الإبادة الجماعية والقتل والمذابح بحق الشعب الفلسطيني والأمة العربية, ذلك, بهدف ملاحقتهم دوليا لمحاكمتهم كمجرمي حرب, فمنهم :ديفيد بن جوريون, ييجال يدين, يعقوب دوري, موشيه دايان, شايم بلسكوف, تسيبي تسور, اسحق رابين, شيم بارليف, ديفيد اليعازر, مردخاي جور, رافائيل إيتان, موشيه ليفي, دان شومرون, ايهود باراك, آمنون ليبكين, شاؤول موفاز, موشي يعالون, دان حلوتس وجابي أشكنازي وغيرهم.
أقسم, أنه لو حاول سيّد تصوير الشخصيات ميخائيل شولوخوف, وجامع مئات الآلاف منها في عمل روائي واحد كـ”الدون الهادئ”, تصوير شخصية حارق الطفل الملاك الشهيد علي الدوابشة, السفاح يهودا لاندسبرج, وتصوير شخصية المجرم حارق الطفل الشهيد محمد أبو خضر, الفاشي حاييم بن ديفيد… ولو حاول إرنست همنجواي, صاحب “الشيخ والبحر”, نقل إحساس الجنود الصهاينة وهم يطلقون النار على الطفل الشهيد محمد الدرة في حضن والده… لما استطاعوا. ولو حاول جنكيز أيتماتوف الربط بين لقطتين للمجرم لاندسبرج, الأولى وهو يداعب طفله على صدره وكلاهما يلبسان “الكيبا”, والثانية عند بدء حرقه للملاك علي… لما استطاعوا كلهم! لسبب بسيط: أن من الصعوبة على مطلق روائي, نقل إحساسات الوحوش الكاسرة! ربما يتخيل الروائي ذلك, لكنه لن يستطيع نقل إحساس المتوحشين بدقة. أأدركت يا سيد فيشمان؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 50 / 2165762

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع فايز رشيد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2165762 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010