الاثنين 30 آب (أغسطس) 2010

ماذا لو كان هذا النازي فلسطينياً؟

الاثنين 30 آب (أغسطس) 2010

لم يفاجئنا الحاخام عوفاديا يوسيف الزعيم الروحي لحركة «شاس» بعظاته التي القاها اثناء درس ديني، وقال فيها «انه يأمل ان يزول «الرئيس الفلسطيني» محمود عباس وبقية الفلسطينيين عن الوجود». فالرجل يمثل توجهاً كبيراً داخل «اسرائيل» يكن المشاعر نفسها للفلسطينيين على وجه الخصوص.

فحاخام الجيش «الاسرائيلي» اصدر «فتوى» رسمية الى الجنود بعدم الرحمة بالفلسطينيين اثناء العدوان الاخير على قطاع غزة، كما طالب سياسيون «اسرائيليون» ممثلون في «الحكومة» و«الكنيست»، واكثر من مرة، بطرد الفلسطينيين المقيمين في المناطق المحتلة عام 1948 بعد سحب حق المواطنة، وبالتالي الوجود منهم، باعتبارهم اغراباً، وباعتبار «اسرائيل» دولة لليهود فقط. ومن بين هؤلاء افيغدور ليبرمان وزير الخارجية الحالي، وتسيبي ليفني وزيرة الخارجية السابقة، انها ليست المرة الاولى التي يمارس فيها الحاخام يوسيف هذا التحريض العنصري الدموي ضد الفلسطينيين، فقد طالب في عام 2000 بابادة كل العرب، ووصفهم بالحشرات التي يجب سحقها، مما يعني ان الرجل متمسك بهذه المواقف، ويعمل على نشرها في وسط اتباعه، والصغار منهم على وجه التحديد، حتى يزرع الكراهية في نفوسهم، ويحرضهم على اعمال الابادة والقتل.

الحاخام عوفاديا يوسيف ليس مختلاً عقلياً، كما انه لا يتزعم اقلية صغيرة هامشية، وانما يمثل حزباً يعتبر احد الاحزاب الرئيسية في الائتلاف اليميني الحاكم في «اسرائيل» حالياً، الامر الذي يضفي طابع المسؤولية، والقبول الضمني لتحريضه السافر على القتل.

ومن المفارقة ان هذه «الفتاوى» تصدر عن هذا الحاخام في الوقت الذي يشد فيه «الرئيس الفلسطيني» وزعماء عرب آخرون الرحال الى واشنطن، للمشاركة في مفاوضات مباشرة بين «الفلسطينيين والاسرائيليين» برعاية امريكية من اجل التوصل الى تسوية سلام، عنوانها اقامة دولة فلسطينية مستقلة الى جانب «اسرائيل» في ظل تعايش حقيقي بين الشعبين.

علينا ان نتخيل ردود الفعل «الاسرائيلية» والامريكية لو ان مثل هذا التحريض العنصري على الابادة الجماعية صدر عن وزير اوقاف او زعيم ديني او سياسي عربي او فلسطيني، ولماذا نذهب بعيداً، فالشعب الفلسطيني مازال يدفع ثمناً غالياً لاكذوبة القاء يهود «اسرائيل» في البحر التي نسبت زوراً الى السيد احمد الشقيري رئيس منظمة التحرير الاسبق، ولم يقدم اي باحث وثيقة رسمية تثبت ترديده لها.

لا فرق مطلقاً بين تحريض الحاخام عوفاديا يوسيف على ابادة الفلسطينيين وتحريض الزعيم النازي هتلر على ابادة اليهود، فالاثنان يلتقيان على مبدأ الكراهية العنصرية، والرغبة في فناء الآخر، الفارق الوحيد والأبرز ان الاول زعيم ديني يهودي تحظى «دولته» بدعم العالم الغربي المتحضر، وتستطيع ان تقتل وتدمر وترتكب المجازر دون اي رادع او حتى الحد الأدنى من الادانة، فهي فوق كل القوانين والاعراف، طالما ان ضحاياها من العرب والمسلمين.

الصهيونية العالمية مارست ابشع انواع الابتزاز والتشهير ضد كل انسان حاول مجرد التشكيك بالمحرقة النازية او ارقامها، واستخدمت دائما وبشكل ارهابي تهمة معاداة السامية لتدمير واغتيال اي انسان ينتقد الاعمال الاجرامية «الاسرائيلية» في حق العرب والفلسطينيين منهم خاصة. ومن المؤسف ان العالم الغربي المتحضر خضع دائماً لأساليبها الابتزازية هذه، ولكننا لن نسمع كلمة منه تدين هذه العنصرية اليهودية التي تحرض على ابادة شعب عربي صغير، جرى اغتصاب ارضه بتشجيع منه، اي الغرب، ويعيش معظمه في الشتات حالياً، ومن بقي منه في وطنه يواجه المجازر وجرائم الحرب والتشريد بصفة يومية على ايدي ضحايا المحرقة النازية.

- [**رأي صحيفة «القدس العربي» اللندنية.*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2177926

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2177926 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40