الجمعة 14 نيسان (أبريل) 2017

كونوا الجسر المنتظر، فلا تلقوه من أيديكم ....!

الجمعة 14 نيسان (أبريل) 2017 par رئيس التحرير

واضح أن الأوسلويين ينشطون اليوم لتمرير مخطط الإجهاز على مقاومة قطاع غزة وتسليمه ضمن صفقة جديدة يريدها الامبريالي لتصفية القضية الفلسطينية وإزالة مانع شكلاني أمام تشكيل حلف صهيوني - رجعي بيده لمواجهة الاختلال في موازين القوى الدولية لصالح منظومة الدول التي تتقدمها روسيا الاتحادية ومعها منظومتا شانغهاي والبركس، وهي تضع لمسات مهمة لصالح الاجهاز على بقية حكاية نهاية التاريخ لصالح الامبريالي والتي سادت ربع القرن المنصرمة، وعباس هذا لا يتورع عن تنفيذ أي مخطط كان يبقي الأوسلويين على صدر أبناء الشعب الفلسطيني وخنجرا في ظهرهم وظهر قضيتهم الوطنية التي قدموا لها الغالي والنفيس ولا زالوا يقدمون.

وإذا كانت عملية تصفية مخيم اليرموك كعاصمة للشتات الفلسطيني قد بدأت خلال الخمسة الماضية وشاركت بها منظومة غريبة ضمنها الأوسلويون وبعض أيدي جماعة الأخوان المسلمين بما ألقى ظلالا على دور لحماس فيها، فإن الاجهاز على عين الحلوة ليس إلا تكملة لذات المخطط والذي يستهدف اليوم غزة بشكل سافر لا لبس فيه، فكيف ردت حماس أو سترد على هذه النار التي يسوقها الأوسلويون أمامهم تجاه قلعة المقاومة المنتصرة؟ هل وثيقة حماس المنشورة هي الرد على هذا المخطط أم هي المنظومة البائسة في اللهاث خلف الشكليات للسلطة وبهرجها أم هي دعوات بلهاء بالاسعانة بعدو عباس في مستوى الخيانة دحلان ضد هذا الأول؟

تأخر الرد كثيرا من قوى المقاومة عندما أفلتت اللحظة التاريخية التي أطلقتها جماهير انتفاضة التحرير من الشباب في القدس وما حولها وتلكأت في الاندفاع بهذه الانتفاضة إلى حصار العدو واستباق المؤامرات الدولية، وتأخرت أكثر عندما وقفت متفرجة إزاء صرخات أبناء الشتات الفلسطيني بضورة تصحيح الصورة المنهارة التي لحقت بمنظمة التحرير ومؤسساتها ودورها وكسرها رهينة بيد الأوسلويين وليس أوضح من مثال تجريم التنسيق الأمني الذي اتخذه مجلس منظمة التحرير الفلسطينية المركزي ولا زال الأوسلويون يديرون ظهورهم لتطبيقه حتى الآن، هذا الرد تأخر والاستيطان الاقتلاعي الصهيوني يعلن في الضفة المحتلة وصوله إلى هدف المليون مستوطن محتل وممثلوه يعلنون أن دولتهم الاستيطانية الجديدة باتت على موعد الاعلان عنها مع تهويد القدس ومنع الأذان واستباحة الأقصى.

وفي هذا النفق الكئيب الذي صنعه مؤيدو التعايش مع بساطير العدو وتحت بساطير الاستيطان وخدمة الأمن الصهيوني والرواية الصهيونية ومختلف مناشط الحياة الفلسطينية التي جرى بتر اقتصادها واجتماعها وتحويلها لتابع ذليل بين أيدي ما يعرف بالدول المانحة المقاول المعتبر لشراء الوقت للصهيوني فوق ارض فلسطين، تبقى الأيدي الشجاعة التي تمارس العمل الاشتباكي والانتفاضي يوميا وعلى مدار الساعة مع العدو الصهيوني وأذنابه الاستيطانية الاقتلاعية، وتطل صورة إضراب معتقلي الحرية اليوم في يوم الأسير الفلسطيني لتمثل آخر فرصة لفصائل المقاومة لايجاد الرد الحقيقي الفعال ضد منظومة المؤامرات المطلة برأسها، فهل تستفيد هذه الفصائل من هذه الفرصة أم تسقط من جديد في عللها الذاتية والموضوعية وتصبح عبئا على خلاص الشعب الفلسطيني بدلا من أن تكون جسره؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 110 / 2165913

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف مقالات رئيس التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2165913 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010