الجمعة 14 نيسان (أبريل) 2017

يوم الأسير الفلسطيني: صمود وأمل رغم المعاناة

الجمعة 14 نيسان (أبريل) 2017 par علي بدوان

قضية الأسرى أمام منعطفٍ جديد، ففي يوم الأسير الفلسطيني والعربي في سجون الاحتلال، والذي يُصادف يوم السابع عشر من شهر نيسان/إبريل من كل عام، ترتفع سوية الفعاليات الوطنية في فلسطين، وتمتد وتتواصل من داخل سجون ومعتقلات الاحتلال إلى عموم الأرض الفلسطينية المحتلة، يُطلِقَ فيها الأسرى وعموم الشعب الفلسطيني صرخة التحدي..
تشهد سجون ومعتقلات الاحتلال معارك حقيقية وفعلية بين عموم الأسرى وسلطات السجون، وقد كانت وما زالت إضرابات الأسرى، ومنها سلاح الإضراب المفتوح عن الطعام، أو ما أُصطلح على تسميتها بـ”معارك الأمعاء الخاوية” وسيلة كفاحية صعبة، لكنها ناجعة في مقارعة ومواجهة الاحتلال وسجانيه، حيث اشتقت الحركة الأسيرة في فلسطين، كل الوسائل المتوافرة في مقاومة الاحتلال من داخل السجون، وحوّلت تلك السجون والزنازين إلى أكاديميات لتخريج الأعداد الكبيرة من الكوادر الوطنية المُحنكة من أصحاب الخبرات الميدانية التنظيمية والسياسية والثقافية وحتى العلمية من بين جموع آلاف الأسرى الذي مروا أو ما زالوا في سجون الاحتلال، ومنهم بعض القادة الكبار في الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، وفي مقدمتهم الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، ومسؤول حركة فتح في الضفة الغربية وعضو لجنتها المركزية مروان البرغوثي، وشيخ الأسرى وكبيرهم والذي ناهزه عمره الـ(80) عامًا اللواء فؤاد الشوبكي مدير الإدارة المالية في منظمة التحرير الفلسطينية، إضافة لقيادات ميدانية مؤثرة من حركة حماس ومن مختلف الفصائل، وقيادات كتائب شهداء الأقصى وكتائب الشهيد عز الدين القسام وكتائب وسرايا القدس وغيرها، و(18) نائبًا من أعضاء المجلس التشريعي المُنتخب للضفة الغربية وقطاع غزة.
قضية الأسرى أمام منعطفٍ جديد، ففي يوم الأسير الفلسطيني والعربي في سجون الاحتلال، والذي يُصادف يوم السابع عشر من شهر نيسان/إبريل من كل عام، ترتفع سوية الفعاليات الوطنية في فلسطين، وتمتد وتتواصل من داخل سجون ومعتقلات الاحتلال إلى عموم الأرض الفلسطينية المحتلة، يُطلِقَ فيها الأسرى وعموم الشعب الفلسطيني صرخة التحدي، بالصوت العالي والإرادة الصلبة المتماسكة في وجه سياسات الاحتلال وأجهزته الفاشية، وفي مقدمتها إدارة مصلحة السجون الصهيونية، التي طالما ارتكبت كل الأعمال المنافية للقانون الدولي ولقيم الإنسانية، واتبعت سياسة الإهانة والإذلال بحق الأسرى والمعتقلين، وسياسة المنع التعسُفي لزيارات الأسرى من قبل ذويهم في الداخل الفلسطيني.
في يوم الأسير الفلسطيني، تَشهَد سجون ومعتقلات الاحتلال معارك حقيقية وفعلية بين عموم الأسرى وسلطات السجون، وقد كانت وما زالت إضرابات الأسرى، ومنها سلاح الإضراب المفتوح عن الطعام، أو ما أُصطلح على تسميتها بــ”معارك الأمعاء الخاوية” وسيلة كفاحية صعبة، لكنها ناجعة في مقارعة ومواجهة الاحتلال وسجانيه، حيث اشتقت الحركة الأسيرة كل الوسائل والأنماط الكفاحية المتوافرة في مقاومة الاحتلال من داخل السجون، وحوّلت تلك السجون والزنازين إلى أكاديميات لتخريج الأعداد الكبيرة من الكوادر الوطنية المُحنكة من أصحاب الخبرات الميدانية التنظيمية والسياسية والثقافية وحتى العلمية من بين جموع آلاف الأسرى الذي مروا أو ما زالوا في سجون الاحتلال.
إن الوقائع والمعلومات الموثقة، تُشير إلى أن أكثر من (800) ألف مواطن فلسطيني من أبناء فلسطين في الأراضي المحتلة عام 1967 في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة تعرضوا للاعتقال والتوقيف منذ العام 1967 وحتى اللحظة. وقد بلغت أعداد المعتقلين والأسرى في فترات سابقة ما ينوف على (13) ألف سجين ومعتقل، خصوصًا سنوات الانتفاضة الأولى وما تلاها من تفاعلات يومية فوق الأرض الفلسطينية المحتلة.
واليوم ووفق معطيات مركز الأسرى للدراسات أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال وصل إلى ما يقارب من (7000) أسير، بواقع (84%) من الضفة الغربية وقطاع غزة، و(14%) من أسرى القدس والأراضي المحتلة عام 1948، وما يقارب من (25) أسيرًا عربيًّا، ممن يُطلق عليهم مُسمى أسرى الدوريات، الذين كانوا في طريقهم إلى فلسطين بدوريات فدائية لتنفيذ أعمال كفاحية ضد الاحتلال وجيشه. عدا عن وجود نحو (350) معتقلًا من الأطفال والفتيان دون سن الـ(18) عامًا، ونحو (60) مُعتقلة، من بينهن عدد من القاصرات والأمهات، وأقدمهن الأسيرة لينا الجربوني من الداخل المحتل عام 1948. ويضاف إلى الأعداد السابقة حالات التوقيف الإداري اليومية التي لا تتوقف، والتي تطول فيها مُدد التوقيف في السجون والمعتقلات ودون لوائح اتهامات. فدولة الاحتلال تعتقل ما يقارب من (600) معتقل إداري في السجون، بدون تهمه أو محاكمة، بملف سري لا يمكن للمعتقل أو محاميه الإطلاع عليه، ويُمكن تجديد أمر الاعتقال الإداري مرات قابلة للتجديد بالاستئناف.
ومن المعروف أن الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال موزعون على أكثر من (20) سجنا ومعتقلا ومركز توقيف وتحقيق في دولة الاحتلال، وبظروفٍ غير إنسانية، وظروفٍ مخالفة لشروط الحياة الآدمية، عدا عن فرض الأحكام العسكرية الردعية عليهم، ومنع الزيارات والعزل الانفرادي لأعداد كبيرة منهم من حين لآخر، والأحكام الإدارية، وسياسة الاستهتار الطبي، فهناك أعداد كبيرة من الأسرى يعانون من أمراض خطرة جراء انعدام الرعاية الصحية والطبية وسوء التغذية. كما يعاني قرابة ألف أسير منهم من حالات مرضية خطيرة تحتاج إلى علاج طارئ وعمليات جراحية عاجلة، فضلًا عن المئات من الأسرى الذين يعانون من الأمراض المزمنة ومضاعفاتها الخطيرة على حياتهم، وقد توفي العديد منهم خلال الفترات الأخيرة. وقد أشار مركز الأسرى للدراسات إلى أن قائمة الأسرى المرضى في السجون ارتفعت إلى ما يقارب (1800) أسير ممن يعانون من أمراض مختلفة تعود أسبابها لظروف الاحتجاز الصعبة والمعاملة السيئة وسوء التغذية، وهؤلاء جميعا لا يتلقون الرعاية اللازمة، والأخطر أن من بينهم ما يقارب من (180) أسيرًا وأسيرة ممن يعانون من أمراض مزمنة كالسرطان، والقلب، والكلى، والغضروف، والضغط، والربو، والروماتزم، والبواسير، وزيادة الدهون، والقرحة، ودون أدنى اهتمام.
إن أسرى فلسطين يستحقون كل الاهتمام والانتباه، ويستحقون بذل كل الجهود من أجل تحريرهم وإطلاق سراحهم وهم مرفوعو الرأس بعزة وكرامة، حتى لو تطلب الأمر القيام بمبادرات نوعية لإطلاق سراحهم وتحريرهم وفق الطريقة التي تم فيها تحرير الآلاف منهم في عمليات التبادل التي تمت خلال فترات ماضية وتحديدًا في أعوام 1970، 1970، 1978، 1983، 1985، 2010… حين تم إبرام اتفاقيات تبادل الأسرى بجنود للاحتلال تم أسرهم من قبل المقاومتين الفلسطينية واللبنانية.
إن سلطات الاحتلال تسعى إلى تجريد قضية الأسرى من مرجعياتها السياسية والقانونية، وتحاول أن تَحتكر هذا الملف لصالح رؤيتها وفرض شروطها والمساومة في العملية التسوية المنهارة أصلًا، وعدم الاعتراف بالمعتقلين الفلسطينيين كأسرى حرب، وما يشكّله ذلك من انتهاك للقانون الدولي المتعلق بأسرى الحرب، ومن ضرب لقرارات الشرعية الدولية المتضمنة حماية المدنيين في المناطق المحتلة.
إن ملف الأسرى قضية هامة وحيوية، لا تَقِلُ أهمية عن غيرها من سائر القضايا الهامة التي تَخُصُ القضية الوطنية التحررية للشعب العربي الفلسطيني، وهو ما يستدعي العمل العربي والفلسطيني والإسلامي، وبالتعاون مع كل الحلفاء والأصدقاء وقوى الحرية والعدالة في العالم، وعموم المؤسسات الدولية، وعلى كل المستويات من أجل نصرة قضية الأسرى.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 41 / 2165325

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع علي بدوان   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2165325 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010