الأربعاء 15 آذار (مارس) 2017

لقاء تأبيني للشهيد باسل الأعرج بدار الندوة ببيروت

الأربعاء 15 آذار (مارس) 2017

كان المشهد في دار الندوة مساء اليوم الاثنين( 13/3/2017) ينضح بالوفاء والاعتزاز والتصميم على مقاومة عدو استشهد في مواجهته قبل اسبوع المثقف المقاوم باسل الاعرج ،واستشهد فجر اليوم ابن القدس الشهيد ابراهيم مطر شقيرات.

في الحشد كان شباب لبناني وفلسطيني،يمني ومصري، تعرفوا الي باسل في دار الندوة ايام ندوة التواصل الفكري الشبابي العربي الخامسة(قبل عامين) والمنتدى العربي والدولي الاول من اجل العدالة لفلسطين(فبراير 1915).

في اللقاء التأبيني القيت 14 كلمة من المغرب واليمن والبحرين بالاضافة الى لبنان وفلسطين كان محورها ان الوفاء الحقيقي لباسل لا يتحقق الا بفعل مقاوم، وبتوجيه كل البنادق ضد الاحتلال، وازالة كل العوائق من امام المقاومة بكل اشكالها.
الحضور الحاشد استوقفته كلمة حميمة ممن كان يعرفه جيدا وهو المناضل الفلسطيني العريق حلمي البلبيسي( ابو الرائد)الذي روى عن باسل حكايا بطولية لا يعرفها كثيرون.

احد الحاضرين قال لي وهو يغادر دار الندوة "اجمل مافي اللقاء انه استحضر روح باسل التي كانت تجمع بين خيار المقاومة، ونهج الوحدة ،واصالة العروبة، وربط الفكر والثقافة بالعمل والنضال ،وتوجيه البندقية صوب العدو، والترفع فوق الحزازات الضيقة والحسابات العابرة، والعمل تحت سقف واحد هو فلسطين.

كماكان اللقاء حول باسل في بيروت موقفا من قادة لبنانيين من مشارب متعددة ، ورسالة للقاصي والداني ،بان لبنان الرسالة سيبقى الى جانب فلسطين واهلها ،مستعجلا عودتهم الى ارضهم وممتلكاتهم عبر المقاومة ،وهي اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو،، وان اللبنانيين يرون في تصريحات رئيس جمهوريتهم حول القضية الفلسطينية والمقاومة المعبر الصحيح عن موقف لبنان العربي المقاوم .
وبعد غد الاربعاء وفي قاعة الاونيسكو وفي تكريم احد رموز الدفاع عن القضية الفلسطينية والعربية،المطران المقاوم ، المطران كبوجي، يواصل احرار لبنان وسوريا وفلسطين مسيرة الوفاء للارض المغتصبة والكرامة المهدورة واالتكامل القومي السليم....بل مسيرة اعتزاز بشعب يثبت كل يوم انه مفاجأة الامة لنفسها...

[(كلمة الأستاذ حلمي البلبيسي

عن أي جانب من جوانب شخصية باسل الأعرج أحدثكم، هل أتحدث عن باسل المثقف الذي قرأ واستوعب تجارب ثورات شعبنا الفلسطيني منذ بداية القرن الماضي حتى هذه الفترة... والذي حاضر وكتب في تلك التجارب الثورية، وكيف ولماذا وأين أخفقت وأين أصابت...

عن باسل الذي اشتهر بمقولته التي قذفها في وجه مثقفي المقاهي، وتجار الكلمة، حين قال: أنت مثقف؟ عليك أن تشتبك، وإذا لم تشتبك، فلا فيك ولا في ثقافتك...

باسل الذي قرن الفكرة بالعمل، فلم ينظر من برج عاجي، بل مارس فكره وثقافته لغرس الفكر الثوري المقاوم عند أبناء جيله من الشباب، فأينع زرعه انتفاضة شبابية شعبية باسلة، ما زالت مستمرة، وبوسائل وأدوات تتبدل حسب الظروف، وحجم الهجمة التي يمارسها العدو الصهيوني، من جهة وحراس مشروعه الاستيطاني من جهة أخرى...

باسل الذي نلتقي اليوم لنحتفي باستشهاده، مقبلاً غير مدبر، سخّر معرفته الواسعة، من خلال المحاضرات والندوات ورحلات التعرف على الجغرافيا الفلسطينية، خاصة مواقع المعارك التي خاضها شعبنا ضد الاستعمار البريطاني، كما مواقع العمليات المجيدة التي خاضتها الثورة الفلسطينية الحديثة ضد المحتل الصهيوني، وذلك لتثبيت الانتماء للأرض، ولنقل تجارب من سبق من الثوار للجيل الحالي، وليعمق حب الاستشهاد عن رفاقه وإخوانه...

أم أتحدث عن باسل المقاوم الذي رفض أن يمارس التنظير من وراء جُدُر... فقاد المظاهرات والاعتصامات وكان في طليعة الشباب في مواجهات الاشتباك الفعلي مع الحواجز الصهيونية... فتحمل الأذى الجسدي والاعتقال والتعذيب من العدو تارة، ومن ذوى القربى تارة أخرى...

باسل المقاتل كانت له مقولة في ما يجب أن يكون عليه المقاتل في مواجهة عدو إرهابي وشرس كعدونا، كان يقول: “عش نيصاً وقاتل كالبرغوت”...

باسل الذي أغلق ذات يوم مستوطنة بمفرده ومنع الدخول والخروج منها وإليها... وتفاصيل هذه القصة تعطي ما كانت عليه ارادة باسل وتفكيره ومبادرته فقد حدث وان كان الشهيد باسل في حافلة عائدا من رام الله الى الولجة في باص انتظر عدة ساعات ليصل الى مفرق على الطريق العام يمكن المسافر عندما يصله الدخول الى موزع يوصل للقرى الفلسطينية هناك ومنها قريته الولجة، كان الانتظار طويلا علما انه في العادة لا تأخذ هذه الطريق اكثر من عشر دقائق، ظن الركاب ان هناك عملية ما ويقفل العدو الطريق لذلك حيث السيارات تقف طابورا طويلا ولا تتحرك، عندما وصل الباص لهذه النقطة أخيرا شاهد باسل مجندة صهيونية واحدة تقفل طريق القرى العربية وتسمح لسيارات المستوطنين بقطع هذه الطريق تجاه المستوطنة المقامة على ارض القرى العربية ومنها الولجة، في اليوم الثاني لم يعقد باسل مؤتمرا صحفيا ولا دعا لاجتماع ولا انتظر شيئا ، ببساطة توضأ وصلى وحمل حقيبته على ظهره ومعه بضعة اسطوانات توجيه السير التي يستخدمها رجال الشرطة والمرور، وعلى باب المستوطنة وضعها بطريقة تمنع خروج المستوطنين فيما تسمح بمرر السيارات العربية من القرى العربية، استمر ذلك لاكثر من خمسين دقيقة وهو يقف هناك مشيرا لسيارات المستوطنين بالتوقف وعدم الاقتراب، سيارة الشرطة التي حضرت للمكان لم تقترب وشاهدت من بعد ما يفعل باسل وهم في حيرة فهو لا يظهر انه جندي او مستوطن او عربي ولا يمكن التوقع مثلا ما يحمله على ظهره هل هي مفخخة ام ماذا، عندما فقدت مجندة صهيونية الصبر وقامت بشتم باسل بلفظة نابية لم يتمالك نفسه ورد عليها أنه لا يجب ان تخرج مثل هذه الكلمة من فتاة بعمرها ، عرف الصهاينة من لكنته انه عربي وليس بصهيوني فقاموا بالاعتداء عليه ولم يستنقذه الا عشرات الشباب الذين كانوا قد وصلوا للموقع لاحقا ، هذا هو باسل صاحب المبادرة الذاتية السريعة.

باسل الذي كان يوصي إخوانه ويُشدّد على ضرورة تجنب الصدام مع قوات الأمن الفلسطينية، مهما قست، وبطشت بهم، حرصاً على الدم الفلسطيني، وحتى لا يصبح كيدنا بيننا... كان يوصي رفاقه وإخوانه في الحراك الشبابي، أن يركزوا، ويحصروا مقاومتهم ضد الاحتلال، فكلما زاد الاثخان بالمحتل، فأنتم تضعفون خدم مشروعهم تلقائياً...

كانت بوصلة الشهيد تشير دائماً إلى فلسطين حرة أبية مستقلة، على أنقاض المشروع الصهيوني...

عاش متعلقاً بهذا الفهم الواعي لطبيعة الصراع مع العدو، واستشهد على هَدْي هذا الإيمان.

استشهد باسل أيها الأخوة ويده على الزناد، ورصاصه في الاتجاه الصحيح ليؤكّد على ثلاث رسائل:

1. الأولى للعدو الصهيوني، وهي أن وجوده على أرض فلسطين، هو وجود غير شرعي، وسنستمر بمقاومته، رجالاً ونساء، أطفالاً وشيوخاً، عمالاً ومثقفين وفلاحين، حتى تحقيق النصر المبين...

2. لشباب الانتفاضة والحراك الشبابي الفلسطيني... أن لا خيار لنا إلاّ مقاومة هذا العدو بكل الأدوات والوسائل، وعلى رأسها الكفاح المسلح، فاكملوا الطريق، فإن الموت في سبيل الله والدفاع عن حقنا في العودة والتحرير، خير ألف مرّة من حياة آمنة، ولكن بذل واستكانة...

3. ورسالته الأخيرة لسلطة رام الله ولشباب الأجهزة الأمنية، أن التنسيق الأمني المدنس هو وصمة عار على كل من نظّر له ومارسه ودافع عنه، وأنه سيبقى وصمة عار لن يمحوها إلاً انتفاضة هؤلاء الشباب على أوامر قادتهم ومشاركة إخوانهم في مقاومة الاحتلال، كا فعل من سبقهم من حراس الحلم الفلسطيني...

بالأمس أيها الأخوت والأخوات وقف محمود الأعرج والد الشهيد البطل باسل الأعرج، يوصي المشاركين في اعتصام الاحتجاج على محاكمة باسل ورفاقه بتفويت الفرصة على العدو، والحفاظ على اتجاه البوصلة، وعدم الرد على بطش قوات السلطة في حال اعتدت عليهم... والنتيجة اعتداء وحشي على والد الشهيد وعدد من الصحفيين المشاركين في الاعتصام...

بعد الظهر عقد محامي باسل مؤتمراً صحفياً كشف فيه عن أنه طلب من باسل، حين أعلن الإضراب عن الطعام في سجن السلطة، الرفق بنفسه وإخوانه، لفك إضرابه عن الطعام، فماذا كان رد الشهيد القائد للمحامي: “إن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين، بين السٍّلة والذلة... وهيهات منا الذلة”.

أما نحن فنقول، لن يكون آخر العهد من لك يا باسل إلاّ تجديداً للقسم بأن نبقى على طريق الاشتباك الدائم مع هذا العدو، ومع كل ما أفرزه... وسيواصل إخوتك الطريق حتى دحر الاحتلال عن أرضنا المباركة، وتفكيك مشاريع اقتلاعنا من أرض الأجداد والآباء... نزفك بطلاً سبقك الأخوة والأخوات إلى مقعد صدق عنه قلبك مقتدر في الفردوس الأعلى، ويعاهدك من خلفك على اللحاق بك على ذات الدرب.

رحم الله باسل الأعرج، وأجّزل له العطاء على جهاده واستشهاده، وإنا على دربه لسائرونإن شاء الله حتى تحقيق الأهداف التي استشهد من أجل تحقيقها
)]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 56 / 2165372

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف بيانات تيار المقاومة والتحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2165372 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010