الجمعة 17 شباط (فبراير) 2017

الوزير بينيت : الفلسطينيون لديهم دولتان وهما غزة والأردن

و نشوة عارمة في إسرائيل : العلم الفلسطينيّ أُنزل ونتنياهو طلب ضمّ الجولان
الجمعة 17 شباط (فبراير) 2017

واصل رئيس كتلة ’البيت اليهودي’ ووزير التربية والتعليم الإسرائيلي، نفتالي بينيت، صباح اليوم الخميس، إطلاق التصريحات الرافضة لتسوية الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، معتبرا أن الفلسطينيين لديهم دولتان وهما غزة والأردن.

وتأتي أقوال بينيت غداة لقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في البيت الأبيض أمس، حيث قال الأخير إنه ليس مهتما ما إذا كان حل الصراع سيتم من خلال حل الدولتين أو الدولة الواحدة. واعتبر قادة اليمين الإسرائيلي أقوال ترامب بأنها تسمح بضم الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل وألا تشملها دولة فلسطينية.

وقال بينيت للإذاعة العامة الإسرائيلية وإذاعة الجيش الإسرائيلية، اليوم، إن نتنياهو ’أظهر قدرة قيادية وقام بخطوة هامة من أجل أمن إسرائيل’، معتبرا أنه ’يوجد للفلسطينيين دولتان من زمن، غزة والأردن، ولا توجد حاجة للبحث في إقامة دولة ثالثة’.

وتابع داعيا إلى تكثيف البناء الاستيطاني: ’إننا ندخل عصرا جديدا من الفرص، والآن علينا أن نبني بحرية في القدس (المحتلة) وفي باقي بلادنا’ في إشارة إلى الضفة الغربية.

واعتبر بينيت أن ’نتنياهو اتخذ قرارا صحيحا. إذ أنني انتقدته عندما تحدث عن إقامة دولة فلسطينية وأنا أدعمه عن تراجع عن هذه الفكرة الخطيرة. وأنا راض جدا من النتائج’ للقاء نتنياهو وترامب.

من جانبها، حذرت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة عضو الكنيست تسيبي ليفني، من كتلة ’المعسكر الصهيوني’، من أن تتحول إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية ومن ’إعطاء حق الاقتراع لمليون فلسطيني آخر، الأمر الذي سيقود إلى فقدان السيطرة اليهودية’.

وقالت ليفني إنه ’لكل من ينفعل من أن ترامب قال ’دولة واحدة’، لا تنسوا أنه قال إنه يجب أن يكون (هذا الحل) مقبولا ’على الشعبين’. وواقع كهذا سيقودنا إلى دولة ثنائية القومية وهذا سيكون كارثي على دولة إسرائيل’.

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن نتنياهو قوله في ختام المؤتمر الصحفي المشترك مع ترامب، إن الرئيس الأميركي لم يُذهل بعد أن طلب منه اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان السورية المحتلة.

وأضافت الإذاعة نفسها أنه بموجب تصريح نتنياهو لوسائل الإعلام، فإنه اتفق مع ترامب على مواصلة بناء 5500 وحدة سكنية استيطانية في القدس المحتلة.

ومن جهة اخرى و بعد اللقاء بين ترامب ونتنياهو، عمّت النشوة العارمة إسرائيل، وبات يُمكن التقدير باطمئنان أنّ العالم يدخل مرحلةً جديدةً، أوْ على الأقّل يقف على عتبتها، مرحلة تبلور وتشكل وجه القرن الحادي والعشرين، وهي تثير الكثير من القلق والفزع لأنّها تأتي في إطار التعبير عن انفجار الأزمة، ولا تأتي في سياق البناء على ما تمّ، بل في إطار الانقلاب والتراجع عمّا كان من ثوابت شكلّت أساس التطلعات والطموحات والتحالفات والسياسات الدولية والإقليمية، ويعتبر الإقليم الشرق أوسطي وقضية الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي من أكثر المناطق والقضايا التي تقف على عتبة التغييرات الهامة والعميقة، حيث ثمة تغييرات عميقة في الإقليم.

وحتى اليمين المُتطرّف جدًا في إسرائيل، وهذا طبعًا لا ينفي النظريّة بأنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، هو قائده، أعرب عن سعادته وفرحه من اللقاء الذي جمع للمرّة الأولى الرئيس الأمريكيّ الجديد، دونالد ترامب، مع نتنياهو، والذي وصفه الإعلام العبريّ بأنّه كان حميميًا جدًا، خلافًا للقاءات التي عقدها رئيس الوزراء الإسرائيليّ مع الرئيس السابق، باراك أوباما، والتي اتسّمت بالبرود والخلافات.

ولفت المُراسل السياسيّ في صحيفة (هآرتس)، باراك رافيد، الذي يُرافق نتنياهو في زيارته إلى أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ قال للمراسلين بعيد انتهاء اللقاء مع ترامب إنّه طلب من الرئيس الأمريكيّ اعترافًا بالسيادة الإسرائيليّة على الجزء المُحتّل من هضبة الجولان العربيّة-السوريّة. وشدّدّ المُراسل إلى أنّ الولايات المُتحدّة والمجتمع الدوليّ برمته لم يعترفوا أبدًا بضمّ إسرائيل للجولان في العام 1981، كما أنّ واشنطن قامت عدّة مرّات بعقد لقاءاتٍ بين ممثلين سوريين وإسرائيليين من أجل التوصّل لاتفاق سلامٍ بين الدولتين.

وكان نتنياهو قد طرح هذا الموضوع في لقائه مع الرئيس أوباما في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2015، إلّا أنّ أوباما رفضه، ورفض حتى النقاش فيه.

وأشار المُراسل الإسرائيليّ إلى أنّه حينها قال مسؤول رفيع في البيت الأبيض إنّ واشنطن ترفض ضمّ الجولان لإسرائيل، وأنّ موقفها لم يتغيّر. وأضاف المسؤول أنّ الاقتراح الإسرائيليّ من شأنه أنْ يمسّ بفصائل المُعارضة السوريّة المدعومة من الولايات المُتحدّة، وفق تعبيره.

وبرأي المُحلل يوسي فارتر، من صحيفة (هآرتس) العبريّة، فإنّ ترامب، وعلى نحوٍ مدروسٍ جدًا، قام بمنح الدفء والعطف والاهتمام لعقيلة نتنياهو، ساره، علمًا أنّ مواقفه العدائيّة من النساء معروفة جدًا، ولفت إلى أنّ المؤتمر الصحافيّ المُشترك، الذي عُقد قبيل الاجتماع بين ترامب ونتنياهو، كان هدفه إخفاء الخلافات بينهما، هذا إنْ وُجدت خلافات، على حدّ تعبيره.

وأضاف المُحلل قائلاً إنّ نتنياهو سيعود إلى البلاد، وفي جعبته الكثير من الإنجازات، وحتى اليمين المُتطرّف سيستقبله استقبال الأبطال، لأنّه عمليًا، شدّدّ المُحلل، حصل على ضوءٍ أخضرٍ من الرئيس الأمريكيّ بمُواصلة البناء في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، على الرغم من ملاحظة ترامب بأنّه يجب على رئيس الوزراء الإسرائيليّ التمهّل قليلاً في قضية البناء بالمُستوطنات.

في السياق عينه، لاحظ المُحلل رون بن يشاي، في موقع (YNET) التابع لصحيفة (يديعوت أحرونوت) أنّ المؤتمر الصحافيّ المُشترك بين الرئيس الأمريكيّ ورئيس الوزراء الإسرائيليّ شمل تجديدات، أولاً من ناحية المظهر، فمنذ زمنٍ طويلٍ، قال بن يشاي، لم نُشاهد تعبيرًا عن محبّة متبادلة، بما في ذلك الاهتمام البارز من قبل ترامب لساره نتنياهو،

أمّا التجديد الثاني، برأي المُحلل الإسرائيليّ، فيكمن في أنّ ترامب تجاهل ما كان يُشكّل بالنسبة لأوباما حاجزًا لا يُمكن العبور عنه، أوْ مقدّس: ترامب قال إنّ مبدأ حلّ الدولتين لشعبين ليس مُقدّسًا بالنسبة له، وأنّه ليس الوصفة الوحيدة للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، علاوة على ذلك، شدّدّ المُحلل، على أنّ الرئيس الأمريكيّ لم يذكر بتاتًا معادلة العودة إلى حدود ما قبل الرابع من حزيران (يونيو) من العام 1967، على حدّ تعبيره.

بن يشاي أضاف في سياق تحليله إلى أنّ ترامب، خلافًا لأوباما، لم يتطرّق إلى الخيار العسكريّ ضدّ إيران، كما أنّه امتنع عن ذكر المقولة القديمة-الجديدة بأنّ كلّ الخيارات لوقف تسلّح إيران النوويّ موضوعة على الطاولة، وهذا الأمر يُدلل، برأي المُحلل، أنّ الرئيس الأمريكيّ أراد توجيه رسالة طمأنة إلى الإسرائيليين، لكنّه في الوقت عينه، لم يتعهّد ولم يُشر إلى الحلّ العسكريّ للمشكلة الإيرانيّة، على حدّ وصفه.

بالإضافة إلى ذلك، لوحظ أنّ قمة ترامب- نتنياهو تحمل للإسرائيليين الكثير من التوقعات والتطلعات، ويراقبها الفلسطينيون بالكثير من الخوف والتوتر، والسؤال الأهّم الذي يدور في أذهان الجميع: بأيّ وعودٍ سيعود نتنياهو فيما يتعلّق بالصراع الإسرائيليّ- الفلسطينيّ؟ وعلى ماذا سيتفقان؟ وما مصير السفارة؟ وما هي صيغة الصفقة التي سيتّم إبرامها مع ترامب؟،

والسؤال الأهّم: ما هو مصير مشروع الدولة الفلسطينيّة؟. ويكفي في هذه العُجالة التذكير بما نقلته وسائل الإعلام من تصريحات لمسؤولٍ رفيعٍ في البيت الأبيض والذي أكّد بأنّ إدارة ترامب لا ترى في الدولة الفلسطينيّة حلًا وحيدًا ملزمًا لأيّ تسوية، وأنها تتبنّى ما يتفق عليه طرفا الصراع، على حدّ تعبيره.

إلى ذلك، وصف وزير التعليم الإسرائيليّ وزعيم حزب “البيت اليهوديّ” الدينيّ-الصهيونيّ المُتشدّد، وصف القمّة بين ترامب ونتنياهو بأنّها تاريخيّة، وقال، كما أفاد موقع (هآرتس) على الإنترنيت أنّ علم فلسطين أُنزل اليوم، وتمّ استبداله بعلم إسرائيل. للفلسطينيين دولتين، الأولى في غزّة والثانية في الأردن، ولا حاجة لدولةٍ ثالثةٍ، على حدّ تعبيره.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 16 / 2166101

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع شؤون الوطن المحتل  متابعة نشاط الموقع أخبار «اسرائلية»   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2166101 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010