الجمعة 10 شباط (فبراير) 2017

غزة.. طبول الحرب تقرع

الجمعة 10 شباط (فبراير) 2017 par علي قباجة

شنت «إسرائيل» عشرات الغارات الاثنين الماضي على غزة، وهي الأعنف منذ العدوان على القطاع صيف 2014، في محاولة منها لقياس مدى ردود فعل المقاومة الفلسطينية، والكشف عن قدراتها، هذا الاستهداف لم يكن يرمي للانتقام من قذيفة صاروخية سقطت على مجمع مستوطناته في غلاف غزة بقدر ما كانت بالون اختبار لصبر المقاومة ودرجة استعداداتها، وربما يكون أيضاً تمهيداً لاعتداء قريب، في حين أن الشق الآخر والأهم، هو التقارب الإيجابي بين حركة «حماس» ومصر، وهي بذلك ربما ترسل إشارة إلى أن أي التحام عربي مع القطاع سيقابل بتصعيد عسكري.
لم يكن التقرير الذي نشرته وسائل الإعلام «الإسرائيلية» مؤخراً عبثاً، الذي يقول إن المقاومة تملك قوة جبارة توازي جيوشاً منظمة، فالتقرير يحاول تضخيم قوات المقاومة أمام العالم وتصويرها على أنها تشكل مهدداً جوهرياً للكيان، وأنه يجب القضاء عليها قبل أن يخرج الأمر عن السيطرة! وبموازاة التقرير وبما يعزز فرضية الاعتداء المرسوم لغزة هي تهديدات وزيرين «إسرائيليين» بشن حرب جديدة على القطاع. فقد قال وزير التعليم الصهيوني نفتالي بينيت إن «الحرب القادمة ضد حماس في غزة مسألة وقت ليس أكثر، وفي المرة القادمة علينا أن ننتصر»، فيما قال وزير البناء والإسكان يوآف غالانت: «الحرب الجديدة قد تقع في الربيع القادم، حيث سيصل الجانبان، إلى المواجهة العسكرية الشاملة قريباً».
طبول حرب الاحتلال تقرع على غزة، تزامناً مع قدوم الإدارة الأمريكية الداعمة بقوة لممارسات الكيان القمعية والاستيطانية. «إسرائيل» ترى أن الظروف الدولية والإقليمية هي فرصة سانحة لفرض وقائع جديدة على الأرض، مفترضة أن العالم الآن غارق في صراعاته ولن يلتفت إلى المجازر التي قد يرتكبها.
الحرب قد تنشب وهذا غير مستبعد عن الحكومة اليمينية، ولكن لن تكون لها نزهة، فالمقاومة تدافع عن قضية محقة، وهي أعدت واستعدت إلى مثل هذا اليوم، ولن تكون الحرب إلا استجلاء للفشل الصهيوني الأمني والعسكري ككل مرة. في حين يقع على عاتق العرب استباق المذابح باستخدام أوراقهم الفاعلة ضد الكيان لوقف تصعيده، وإجباره على الرضوخ إلى المطالبات الدولية بفك الحصار عن غزة ووقف البناء الاستيطاني.
الكيان يحاول ألا يسمح أبداً بتحرر غزة من بعض القيود، لذا فهو يستميت في إفشال أي جهود من شأنها التخفيف من معاناته، وحتى لو كان هذا بحرب مدمرة، ولكن هذا سيرتد عليها عاجلاً أم آجلاً، فهي ليست وحدها في الميدان.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 38 / 2177335

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع علي قباجة   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

26 من الزوار الآن

2177335 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40