السبت 4 شباط (فبراير) 2017

هل ينتهي حكم نتنياهو؟

السبت 4 شباط (فبراير) 2017 par عوني صادق

منذ تقديم استقالة حكومته الثالثة، وإجراء الانتخابات المبكرة في شهر مارس/ آذار 2015، وقبل تشكيل حكومته الرابعة، وحتى اليوم، يتعرض رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو لحملة تستهدف إسقاطه لأسباب شتى، وظلت إلى أن وصلت إلى التحقيقات الجنائية الجارية فتزايدت حتى أصبح الكثيرون يعتقدون أن ساعة إسقاطه قد حانت. والسؤال اليوم الذي يطارد حكومته صار: متى يسقط ؟ وما هي واقعية هذا الاعتقاد، وهل حانت الساعة حقاً؟
في الثاني عشر من شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، نشر موقع (واللا) «الإسرائيلي» استطلاعاً للرأي حول وضع الخريطة السياسية «الإسرائيلية» حتى تاريخه، حيث أظهر أن التحقيقات الجنائية الجارية ضد نتنياهو لم تؤثر في موازين القوى القائمة وتوزعها منذ الانتخابات الأخيرة. وقد أظهرت نتائج الاستطلاع أن معسكر اليمين واليمين المتطرف، وهما اللذان يشكلان الائتلاف الحاكم، ما زال يتفوق على ما يسمى أحزاب المعارضة و(المعسكر الصهيوني) بقيادة إسحق هيرتزوغ، ومطابق للتوزيع الحالي للمقاعد في الكنيست، بالرغم من تراجع أصاب عدد مقاعد حزب (الليكود) الذي يقوده نتنياهو، ولكن مع تعزيز لعدد مقاعد حزب (البيت اليهودي) بقيادة نفتالي بينيت. في الوقت نفسه، أظهر الاستطلاع تقدم حزب (هناك مستقبل) بقيادة يائير لبيد، ولكن من دون إمكانية تشكيل حكومة. إلى جانب ذلك، تبين من الاستطلاع أن نتنياهو ما زال «الأنسب» لتشكيل الحكومة بنسبة 37% من المستطلعة آراؤهم، مقابل 33% لمصلحة لبيد.
وفي الأشهر الأخيرة، وعلى خلفية التحقيقات الجنائية على خلفية الفساد، تحدث بعض المحللين «الإسرائيليين» عن وجود إشارات تفيد بأن انتخابات مبكرة في الأفق، البعض قدر لها شهر أكتوبر /تشرين الأول المقبل والبعض الآخر كان أكثر تفاؤلاً وتوقعها أن تكون في شهر يونيو/ حزيران المقبل. لكن هؤلاء وأولئك بنوا تقديراتهم على فرضية أن (لائحة اتهام) ضد نتنياهو ستقدم في وقت قريب، وهم يرون في الخلافات الناشبة بين نتنياهو وبعض القياديين في حزب (الليكود)، أمثال ساعر ويعلون، فرصة لهؤلاء إذا أرادوا التخلص من نتنياهو. أما ما يسمى (المعسكر الصهيوني) بقيادة هيرتزوغ، فيعلمون أن سقوط أو إسقاط نتنياهو لن يجعلهم يصلون للحكم، لكنهم يفضلون عليه موشيه كحلون زعيم حزب (كولانو).
في الأثناء، يدافع نتنياهو عن نفسه بكل الوسائل، وهو إذ يعرف أن الهجمة الرئيسية عليه تستند إلى اتهامات بالفساد ومن خلال الإصرار على توجيه (لائحة اتهام) ضده على هذا الأساس، إلا أنه يواجه تهماً سياسية عدة أهمها ما تعلق بالتحقيق حول تقصير حكومته في الحرب الأخيرة على غزة (الجرف الصامد والأنفاق) وسلوكها أثناء الحرب. ويعتبر نتنياهو أن ما يجري ضده ليس سوى (محاولة انقلاب) يقودها سياسيون وإعلاميون من خلال ممارسة الضغوط على المستشار القانوني للحكومة وسلطات تطبيق القانون. وفي تفسير لمعنى (الانقلاب) عند نتنياهو، قال أحد المعلقين: إن ما يعرفه نتنياهو هو (الصفقراطية)، ويعني بذلك الصفقة التي عقدها عند تشكيل الحكومة مع أطراف الائتلاف الحاكم. وهو يرى أي خروج على قواعد الصفقة من جانب أي طرف من الأطراف بمثابة (انقلاب) عليه. ذلك يعني أن نتنياهو يتهم مباشرة أطراف ائتلافه وليس المعارضة فقط. في كل حال، نتنياهو في دفاعه عن نفسه وتشبثه بالمنصب يلجأ إلى طريقين رئيسيين لتحويل الأنظار عن التحقيقات الجارية معه واتهامه بالفساد، بل وبتقصيره وسوء سياسة حكومته، هما: التحريض والهجوم على العرب في الداخل، وتوسيع الاستيطان والمستوطنات والمصادقات الجديدة على البناء فيها، وذلك لاستقطاب المتطرفين وللظهور بأنه الأكثر إخلاصاً للمستوطنين.
وبطبيعة الحال، مثلما أن هناك من يرى أن ساعة رحيل نتنياهو قد حلت، هناك من يرى أنه ليس في كل ما نشر وتسرب حتى الآن ما يدين نتنياهو بتهمة الفساد، وعليه فإن ما يشكل التهديد الأكبر له ما زال ضعيفاً، كما يرى هؤلاء.
وبالرغم من كثرة الطامحين لوراثة نتنياهو، من داخل حزبه ومن أحزاب أخرى خارجه، إلا أن الوقائع السابقة أظهرت أنهم يظلون أضعف منه. وحتى زعيم (البيت اليهودي) بينيت، الذي يعتبره البعض رئيس الوزراء الفعلي، تأتي قوته من وجود نتنياهو في رئاسة الوزراء، لذلك هو لا يستغني عنه، خصوصاً أنه من المشكوك فيه أنه يمكنه الوصول إلى مقعد رئيس الوزراء بقوته وحدها! وهكذا يبدو أن نهاية حكم نتنياهو تظل مرهونة بالتطورات!.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 19 / 2165494

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع وفاء الموقف  متابعة نشاط الموقع عوني صادق   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2165494 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 11


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010