الجمعة 27 كانون الثاني (يناير) 2017

نتنياهو الفاسد والكيان الهش

الجمعة 27 كانون الثاني (يناير) 2017 par علي قباجة

بدأت مؤسستا الشرطة والقضاء في «إسرائيل»، فتح ملفات بنيامين نتنياهو السوداء، الخاصة بالفساد.. ليس جديداً أن تحاط النخبة السياسية في الكيان بالفساد، فقد سبق نتنياهو، رئيس الكيان الأسبق موشيه كاتساف بتهم الاغتصاب، ورئيس الوزراء السابق أيهود أولمرت بتهم عرقلة القضاء، وبهذه التهم انتهت الحياة السياسية لرؤساء الوزراء الفاسدين أسلاف نتنياهو، وما أشبه اليوم بالأمس، فنتنياهو سار على ذات الخطى، فما المخبوء الذي يُحضر لنتنياهو؟ وماذا ينتظره من مفاجآت؟
رغم أنه على مستوى الكيان الداخلي، يعد القضاء والشرطة مستقلين، ولا يتبعان أو يخضعان بشكل كبير للضغوطات السياسية، أو لاعتبارات حزبية، إلا أنه لا ينفي أن يكون هناك صراعات بين أذرع الكيان ونخبه السياسية تؤثر في القضاء، أو تفتح ملفات كانت مغلقة، وهذا ما يفسر ظهور هذه القضايا بشكل مفاجئ إلى العلن. يبدو أن هناك من يُحضر للقضاء على نتنياهو سياسياً، لاعتبارات عدة.
نتنياهو الذي يقود الحكومة لولايات عدة، يبدو أن «كرته قد حرق»، وأن هناك توجهاً لدى مؤسسات الكيان لاستبداله بمن هو أشد منه يمينية، وأكثر تطرفاً من سياساته، خاصة مع وجود ظروف دولية جديدة، أهمها: قدوم ترامب على رأس الإدارة الأمريكية، الذي يشكل وجوده إضافة مهمة لمشاريع الكيان التوسعية، خاصة بعد وعوده المعروفة المناصرة للاحتلال في كل الجوانب، وهو ما يتطلب نخبة سياسية تستطيع استغلاله لتحقيق المآرب والسياسات المؤجلة منذ عقود، وأهمها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
أما الجانب الآخر، فهو حجم الفشل الذي مُنيَّ به نتنياهو على صعيد الصراع مع الفلسطينيين، فقد هزم في حروبه المتتالية على قطاع غزة، وفشل في إيجاد حلول لوأد انتفاضة القدس، ووصل الأمن الداخلي إلى أضعف مستوياته. وأما على الصعيد الداخلي للكيان، فهو قد قسّم المجتمع «الإسرائيلي»، وأضعف وحدته، وتخلى عن صقور مهمة في البنية الهيكلية في الهرم السياسي، واستحوذ على السلطة، وقوى حلفاءه في اليمين المتطرف على حساب بقية الأحزاب الأخرى، كما أن العنصرية العرقية بين «الإسرائيليين» تفشت إلى أبعد الحدود.
نتنياهو حوّل الكيان إلى ديكتاتورية مملوءة بالانتكاسات على جوانب عدة، وهناك من يسعى للإطاحة به؛ لتدارك الحضيض الذي أوصل «إسرائيل» إليه، كما أن المعطيات الحالية تؤكد أن هناك حاجة لتحسين العلاقات مع أوروبا، وإعادتها من جديد إلى الحضن «الإسرائيلي». خاصة بعد معاداة نتنياهو للاتحاد، وتحديه لقراراته.
قضايا الفساد، التي تحيط بنتنياهو، وبرؤساء ووزراء كيان سابقين عدة، يُظهر مدى هشاشة «إسرائيل»، وفراغها من الداخل، وما عمليات الضم والقتل وتأجيج الصراع في فلسطين، إلا محاولة لترحيل مشكلاتها الداخلية بإيجاد عدو يوحد شعبها المتفكك عليه.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 38 / 2165543

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع علي قباجة   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2165543 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 16


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010