دعا المؤتمر القومي العربي إلى التراجع الفوري عن قرار المشاركة الفلسطينية والعربية في جولة المفاوضات المباشرة المرتقبة بين سلطة رام الله والكيان الصهيوني.
وطالب المؤتمر في بيان له اليوم الجمعة، بمراجعة فلسطينية وعربية جذرية وجريئة لمسار ما يسمى بالتسوية السياسية، تسترشد بالتجارب والخبرات السابقة، وتعيد القراءة بتأن وتجرد لمجمل التبدلات في الواقع العربي والإقليمي والدولي في السنوات الخمس الأخيرة.
وشدد المؤتمر على ضرورة الإسراع بإنجاز المصالحة الفلسطينية، على قواعد الالتزام بخيار المقاومة والتمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية، والتي نصت عليها وثائق الوحدة الوطنية الفلسطينية وفي مقدمها وثيقة الأسرى.
وطالب بوضع إستراتيجية رسمية وشعبية، عربية وإسلامية شاملة، للاستفادة من التحولات الجارية على صعيد الرأي العام العالمي لصالح القضايا العربية، وذلك من أجل ما أسماه بـ «تشديد العزلة على العدو وملاحقة أركانه قضائياً، وتفعيل المقاطعة للكيان الصهيوني وداعميه بما فيها وقف التطبيع معه وقطع كل أنواع العلاقات به، وإحكام الحصار عليه على غرار ما جرى مع نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا».
وأكد أن مصير محادثات واشنطن لن يكون مختلفاً عن مصير العديد من المحادثات والاجتماعات والمؤتمرات والاتفاقيات والمبادرات والخطط والتفاهمات التي مرّت على مدى العقود الماضية، وقال بأنها «لن تؤدي إلاّ إلى المزيد من التنازلات على الصعيدين الفلسطيني والعربي، وإلى المزيد من توفير الغطاء للجرائم والمخططات التوسعية لدى العدو الصهيوني».
وأضاف البيان : «تأتي هذه المحادثات المباشرة، وفي ظل الضغوط الأمريكية المعروفة، لتكشف أن المعادلة التي تنعقد في ظلها هذه المحادثات تقوم على أن الصلح مع العدو مرغوب ومطلوب والمصالحة بين الفلسطينيين ممنوعة ومحرّمة، بل أن الطريق إلى الصلح مع العدو تمر عبر تجريد الشعب الفلسطيني العربي من عناصر القوة الوحيدة التي يمتلكها والمتمثلة بالمقاومة والانتفاضة والوحدة الوطنية».
وأشار البيان أن المواقف الرافضة لهذه المحادثات من قبل الغالبية الساحقة من الفصائل الفلسطينية، بما فيها فصائل رئيسية مشاركة في منظمة التحرير، وعدد كبير من مناضلي «فتح» وقياداتها التاريخية، يؤكد أن قرار المشاركة في هذه المحادثات ليس معبّراً عن إرادة الغالبية الساحقة من أبناء الشعب العربي الفلسطيني، وبالتالي فإن ما يصدر عنها لا يمتلك لا الشرعية الوطنية ولا الشرعية الديمقراطية.