الجمعة 16 كانون الأول (ديسمبر) 2016

بين حلب وتدمر.. هل بقي من يشك في تورطهم؟

الجمعة 16 كانون الأول (ديسمبر) 2016 par د. فايز رشيد

قلناها مرارا على صفحات العزيزة “الوطن”, بأنهم يكذبون الادعاء بمحاربة “داعش”, وقد لامني البعض, بعد مقالة لي قلتُ فيها إنهم من لعب دورا في تأسيس كل منظمات التطرف الإرهابية. ودليلي الذي سقته للرد على الأصدقاء المعترضين, السؤال: من أنشأ القاعدة؟ اليوم يتباكون على سكان حلب, الذين بقوا في بعض المناطق الصغيرة, تحت حكم منظمات الإرهاب. الإرهابيون استعملوهم ويستعملونهم دروعا بشرية. استعملت أميركا وبريطانيا وفرنسا التباكي على حلب, قضية لاستصدار قرار من مجلس الأمن بفرض هدنة في المدينة, من أجل أن يمدوا الإرهابيين بالأسلحة. رفضت روسيا والصين مشروع أميركا, لأنهما تدركان حقيقة المؤامرة المحاكة, وأهدافها. نسألكم: المذابح الصهيونية التي تجري في فلسطين, وحروب الإبادة الجماعية التي تقترف ضد قوميات بعينها في أكثر من دولة على صعيد العالم, ألا تستحق عقد مجلس الأمن دورات لأجلها؟
من زاوية ثانية, وللتعتيم على انتصار الجيش السوري وحلفائه في حلب, دخل البعض على الخط (ولأنهم يطبقون الديمقراطية في بلدانهم وفقا لقوانينها, رغم كل اضطهادهم لشعوبهم, وهم يفتحون أراضي دولهم قواعد للولايات المتحدة ولغيرها!, ولا يصطافون إلا في نتانيا ولهم قصور فيها) دخل هذا البعض ليؤكد, بأنه سيمضي في تسليح الإرهابيين بالصواريخ المضادة للطائرات. السلطان العثماني المهووس بالسلطة وبالجواري, والذي يعتقل سبعين ألفا من أبناء شعبه, وفصل 350 ألفا من فقراء الأتراك من وظائفهم بعد محاولة “اللانقلاب” التي اخترعت للتنكيل, دخل بقواته في الشمال السوري ليعيث فسادا فيها, وليلبي مصالح احتلالية وأوهام إعادة الماضي العثماني الاحتلالي الكريه على العرب. أيضا, ولأن العدو الصهيوني يريد الإثبات, بأن حلفاءه الذين يدعمون الإرهاب في سوريا, ليسوا أكثر كَرَمًا منه, قام بقصف أهداف في سوريا, ذلك,, لأجل إزاحة الجيش السوري كقوة من أمام الكيان, من أجل تفتيت سوريا إلى دويلات متقاتلة, من خلال تسعير الصراع الطائفي والمذهبي والإثني فيها لتخريب وحدة النسيج الاجتماعي لشعبها.
فعلا, ليس من المفهوم مطلقا, أن تنظيما إرهابيا يعيش أيامه الأخيرة, في كل من العراق وسوريا, ويجابه معارك في أكثر من موقع! يستطيع تنظيم الآلاف من المقاتلين الإرهابيين, يسيرون مئات الكيلومترات إلى تدمر, في صحراء مكشوفة لكل طائرات التحالف الدولي, ويستطيعون احتلال تدمر؟ بربكم, أيُعقل هذا؟ لم يكن ليتم ذلك بدون دعم أميركي, غربي, صهيوني, تركي وبعض عربي لهؤلاء الإرهابيين وغيرهم من المرتزقة! دعم تسليحي, مالي, لوجستي ومخابراتي. كل هؤلاء, يطمحون إلى التشويش على انتصار الجيش السوري في حلب. يريدون تغيير الحقائق واستمرار الحرب في سوريا, والعديدون من ممثليهم أفتوا (لا فُضت أفواههم!) بأن تحرير حلب, لن ينهي الحرب في سوريا. ألا تتفقون معي, بأن أطراف هذا الحلف الشيطاني هم من يشرفون على تهريب قطاع الطرق من الإرهابيين المتطرفين من العراق إلى سوريا؟
لعلكم استمعتم إلى تصريح أخير لقائد آخر زمن, المعارض رياض حجاب, والحالم بالوصول إلى القصر الرئاسي في دمشق, بأن المعارضة (المتحالفة بل المندمجة في منظمات الإرهاب لن تقبل إلا برحيل الرئيس الأسد!) وكأن جحافله أصبحت على مشارف دمشق. للعلم, المعارضة درّبت قادتها في أوقات سابقة, وكان ذلك في أحد قصور باريس, على إتقان البروتوكول الرئاسي والتشريفات, ولكن خاب ظنهم, فالجيش السوري, وحلفاؤه جميعهم, روسيا, إيران وحزب الله, أقوى من أن ينال منهم, أو من سوريا, أحد.
على العموم, لقد انتهت المعارضة السورية, بعد أن أفلست تماما, إن بتعدد أشكالها أو قادتها: فمن “المجلس الوطني” تركي الصناعة, ورئيسه برهان غليون, الذي كان يحرص في تصريحاته, على أن يبدو كرئيس دولة, لأنه دوما ظهر وعلم سوريا المحررة اتكأ على قاعدة صغيرة بجانبه, إلى “ائتلاف اسطنبول”, تطبيقا لقرار من هيلاري كلينتون, ثم “الهيئة العليا للمفاوضات” بعد صدور القرار الأممي 2254, حينها, تم تغييب رياض حجاب لصالح حسن عبدالعظيم, ثم ائتلاف الرياض.. وصولا إلى مرحلة, موافقة المعارضة على الدخول في مفاوضات مع الدولة دون شروط مسبقة! تقدّرون أحبائي القراء إذن, كيف هو حاليا ميزان القوى العسكري في الصراع الدائر في سوريا؟
نعم, تتواصل حملات التضليل المُنظَمة, كما هو نفخ “داعش” وكل منظمات الإرهاب, التي تديرها وتمولها جهات وأطراف عديدة, لا يجمع بينها شيء, سوى محاولة ليِّ أذرع الأحداث وتزييفها والترويج لها, باعتبارها حقائق عصرية, رغم كل مظاهرها المفضوحة, وافتقادها للمنطق, وكل ذلك من أجل أهداف سياسية, بعد فشل أصحابها عسكريا, رغم أن التخطيط العسكري لها, كان يتم في غرف تخطيط مغلقة, ويساهم فيها مخططون عسكريون كبار, بهدف بث الفوضى في سوريا وتسعير الخلافات (الصراعات) الطائفية والمذهبية والإثنية فيها, لإعادة رسم خرائط المنطقة والدول, وسط مخططات مرسومة تستهدف الطمس على العروبة والعرب, لصالح الكيان الصهيوني وحلفائه الأميركيين والغربيين, والإقليميين وفي المنطقة.
مجمل القول, إن تدمر ستعود إلى حضنها السوري الدافئ, سواء أراد “داعش” وأسياده والشادون على يديه, أم أبوا.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 21 / 2165531

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع فايز رشيد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2165531 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010