الجمعة 9 كانون الأول (ديسمبر) 2016

الذي فيه تستفتيان......

الجمعة 9 كانون الأول (ديسمبر) 2016 par رئيس التحرير

عباس ميرزا أسدل الستار في جانبه من مسرح الردة ومعه نصف المرتدين الذين مالوا إلى صفه في صراعه مع شريكه السابق محمد دحلان وبقية المرتدين معه على حقيقة علاقتهم وحقيقة دورهم بنحر حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» ومعها كل ملفاتها المتعلقة بهذا الدور في رام الله المحتلة الشهر المنصرم عبر ما أطلق عليه زوراً وبهتاناً المؤتمر السادس لهذه الحركة، ويستعد شريكه السابق وخصمه الحالي محمد الدحلان ليقوم بدوره بإسدال الستار في جانبه من مسرح الردة قريبا في القاهرة أو سواها ومعه النصف الثاني من المرتدين.

الحقيقة التي لا يمكن لهذين المجرمين أن يهربا منها مهما أثارا حولهما من غبار هي حقيقة شراكتهما المؤكدة في مسألتين : الأولى اغتيال هذه الفتح التي يجأر كل منهما بأنها داره ومسرحه والثانية أنهما أيضا شريكان في اغتيال ياسر عرفات والتخلص منه بعد أن بدا أن أحلامهما الشخصية بالسرقة والقوة والسلطة لن تمر طالما بقي ياسر عرفات بما يمثله حياً، وسواء اتهم هذا شريكه بهاتين التهمتين أو رد الأخير عليها باتهامات مضادة فإنهما شريكان مؤكدان في ذلك كله وسينظم كل منهما مؤتمره وعصابته ليرد عن نفسه ذلك ويلصقها بالثاني.

محاولة نقاش ظروف ومدخلات ومخرجات كلي الحفلتين التي أقيمت والمتوقعة بطريقة بحثية أو سياسية أو حتى على مستوى المصاطب في الطرقات هي جهد مضحك، سيما إذا انبرى السادة المجتهدون ليكتبوا ويتحدثوا حول ذلك متمترسين بنصوص أو تقاليد أو حتى إرثيات من أي نوع كان في مجال السياسة فضلا عن الثورة، فالمسألة أبسط من ذلك بكثير عند هذين المرتدين وهي أشبه بقطع البقرة الحلوب من ناحية ضرعها المملوء دون اهتمام بأي باقيها ولا من تاليها فجماعة المصفقين من حوليهما لا يكترثان إلا بمقدار الحليب الذي سيسكب في قدح كل منهم بعد هذا الصراع وقبله.

المستغرب ليس أن يقبل بعض الذين كنا نظن أنهم أكبر من أن يقبلوا بدور في هذه المهزلة سيما وأنهم سبق ورفضوا نسختها السابقة في بيت لحم فهؤلاء بعد أن انزووا عن القيام بما يفترض أنه دورهم المؤتمنون عليه من أخوتهم ورفاقهم الذين قضوا شهداء على عهد الشهادة عادوا واستكانوا في منتصف الطريق وآثروا الدنيا على الآخرة وهم أمام رفاقهم وربهم يوم الحساب في موقع لا يحسدون عليه، وإنما المستغرب الحقيقي هو وقوف فصائل مقاومة وخاصة الاخوة في حركة حماس في هذه الحفلات إياها موقف لا يقل سوءا عن موقف هؤلاء الذين باعوا ضميرهم داخل البيت نفسه ولا يمكن بحال أن تقبل الأعذار في هذا الموقف فهي واهية مثل بيت العنكبوت.

فتح التي يعرفها شعبنا الفلسطيني رسميا بأيدي هؤلاء قد انتهت وأصبحت فتح أخرى تقول أن صراعها مع العدو بدأ منذ عام 67 (اي بعد سنتين من انطلاقها) وفتح التي بأيدي هؤلاء تقول أن لا علاقة لها بثلاثة أرباع نصوص فتح السابقة وأساسا كفاحها المسلح وحتى حجارتها المنتفضة فهي تقول أنها مع النضالات الذكية غير المؤذية للعدو ولا حتى لأسماعه فهي لا تحتمل قطع بطاقات المرور الخاصة ولا الامتيازات التجارية والسمسرة الخاصة وهي تتحول إلى صورة باهتة عن جهاز الادارة المدنية الصهيوني عام 1981 ولا مشكلة لديها الا كيف تطارد المقاومة وكيف تبتزها وتطوقها وتدور معها من حول المحارم.

بالنسبة لنا فتح الميزا وفتح الدحلان أصبحت واضحة شديدة الوضوح وانتهى هذا الفصل المخزي ولم نعد مستعدين فيه لجدال وكل الذي يتبقى فيه من قول أن هذه الفتحات أصبحت بذلك جزءا من القوى المضادة للثورة الفلسطينية ومن المعيب بحق أي من فصائل أو قوى وطنية أن تلجأ معها للقاء من أي نوع فلا عقل في ذلك ولا مصلحة وطنية من أي نوع، وبالنسبة لنا فإن المناضلين الذين يريدون أن يستبرأوا لعرضهم ودينهم لن يعدموا عنوانا واضحا لذلك ينخرطون فيه بقناعة وتمترس حول ايمانهم وقسمهم وعهدهم وبما يستطيعون من قدراتهم الذاتية كما فعل أخوتهم السابقون يوم بدأوا فتح المغدورة وخطوا عهدها وقسمها وأهدافها ومنطلقاتها ودفعوا أرواحهم على طريق ذلك شهداء عند الله وفي جنانه.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 94 / 2165551

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف مقالات رئيس التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

29 من الزوار الآن

2165551 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 31


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010