الجمعة 27 آب (أغسطس) 2010

ماذا ستفعلون عندما تنفجر المحادثات؟

الجمعة 27 آب (أغسطس) 2010

قبيل تجدد التفاوض المباشر بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو و«رئيس السلطة الفلسطينية» محمود عبّاس، تـُوجه عدة اسئلة لعدد من رؤوس اللاعبين في المحادثات : ينبغي ان نسأل نتنياهو، كيف يقدم سياسي حذر محافظ مثله على تفاوض مباشر سيضطر فيه الى بسط مواقف واضحة في مواضيع مثل القدس والحدود؟ حتى لو كان أدخل حل الدولتين، فانه يُشك في ان يقترح ما اقترحه سلفه، ايهود اولمرت، على ذلك المفاوض الفلسطيني نفسه. هل سيؤكد التوقعات التي عبرت عنها وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، أنه يستطيع هو و عبّاس التوصل الى اتفاق؟

الفرق بين مواقف اكثر اعضاء الائتلاف واعضاء السباعية وبين مواقف الفلسطينيين معروف، ولم يحدث شيء يفترض ان يدل على انه تضاءل. فلماذا ضغط نتنياهو من اجل تفاوض مباشر؟ ولماذا اضطر زعيمان مثل باراك اوباما ونيكولاي ساركوزي الى استعمال ذخر سياسي كبير لإقناع عبّاس؟ وماذا سيحدث عندما يضغط هذان عليه للتنازل للفلسطينيين عوض هذا الذخر؟.

وسؤال لعبّاس ـ حتى لو ابلغته «اسرائيل» ايضا أنه لا تجميد كاملا للبناء في المستوطنات في شرقي القدس فقط بل ازالة البؤر الاستيطانية غير القانونية ايضا، فسيجد نفسه في وضع محرج. إن عدم وجود أي موطىء قدم له في غزة وتحريض حماس عليه يعرضانه في ضعفه كاملا. ما الذي وُعد به وأي ضمانات حصل عليها كي يستطيع أن يعرض نفسه على انه محارب شجاع من اجل احراز اهداف وطنية للشعب الفلسطيني على اختلاف اجزائه؟ هل قيل له انه اذا اقترح عليه أقل مما اقترح اولمرت فسيحصل على تأييد دولي لرفض الاقتراح «الاسرائيلي»؟.

حضر عبد الله ملك الاردن وحسني مبارك رئيس مصر عددا من افتتاحيات احتفالية للتفاوض بين «اسرائيل» والفلسطينيين. وقد سمعا كل رئيس حكومة «اسرائيلي» وكل شخص رفيع المستوى عن جانبي المتراس. من المثير ان نعلم ما الذي اقنعهما بأن يقطعا الطريق الطويل الى واشنطن مرة اخرى، ومَن وماذا اقنعهما بأن الامر سينتهي على نحو مختلف هذه المرة. هل يمكن ان يكون نتنياهو همس في آذانهما كلاما اقنعهما بأن الامر جدي هذه المرة؟.

ينبغي افتراض ان اوباما قلق من الاستطلاعات التي تشير الى انخفاض تأييد الجمهور الامريكي له. ومن شبه المؤكد انه يخاف نتائج انتخابات مجلس النواب في تشرين الثاني (نوفمبر)، وقد يكون يخاف نتائج صعبة للخروج من العراق والخروج المتوقع من افغانستان. هل يؤمن اوباما بأن مراسم احتفالية في ايلول (سبتمبر) ستعادل كل ذلك في نظر الناخب الامريكي؟ أو هل «جند» عبّاس ونتنياهو لتحسين صورته في نظر الناخب اليهودي؟.

وسؤال لايهود باراك الذي كان في ايلول (سبتمبر) 1999 في المراسم نفسها والتقطت له الصور آنذاك في شرم الشيخ: هل حذر نتنياهو والآخرين من انه لا تكفي مراسم افتتاح وتحديد أجل سنة لإحراز اتفاق؟ وهل أوصى باراك، اعتمادا على تجربته بإعداد بديل في حالة اتضح ان الفروق بين الجانبين لا تُمكن من اتفاق كامل مع جميع القضايا الجوهرية؟. ورد في المصادر الدينية القديمة ان الحكيم يرى المولود في المستقبل. سيرى جميع المشاركين الحكمة اذا صاغوا الى جنب الاعداد لمراسم التوقيع على اعشاب البيت الابيض في ايلول (سبتمبر) 2011، مخططا بديلا. ان مخططا كهذا سيمنع الانزلاق الى انتفاضة ثالثة ويمنع الوضع الراهن ويُمكن من التقدم، رغم الفشل في احراز اتفاق كامل على جميع القضايا الجوهرية.

- [**«هآرتس» 27 آب (اغسطس) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15 / 2178710

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2178710 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40