الجمعة 4 تشرين الثاني (نوفمبر) 2016

مئة عام على النكبة

الجمعة 4 تشرين الثاني (نوفمبر) 2016 par بلال شرارة

بعد مئة عام على وعد بلفور لم تستطع كلّ المسائل والملفات والتحديات المشتعلة على مساحة الشرق الأوسط العربي والممرات المائية والنفطية المؤدّية إليه أن تحوّل الانتباه عن فلسطين.

وبعد كلّ هذا العمر والتضحيات يحق للشعب الفلسطيني أن يسأل الأمم المتحدة ومنظماتها أن تحاكم كلّ ما نتج عن مشروع «إسرائيل» من ويلات.

يحقّ للسلطة الفلسطينية أن تذهب إلى المنظمات الدولية وتطالب بمحاكمة الجرائم «الإسرائيلية» وأن نسأل العالم عن مفاعيل الاعتراف بدولة فلسطين.

أنا أزعم مثلاً أنّ نكبة الشعب الفلسطيني منذ العام 1948 وحتى اللحظة مستمرة، وأنّ «إسرائيل» تقوم كلّ يوم بكلّ ما يعقد الأمور أكثر فأكثر، ويحبط آمال الشعب الفلسطيني في تحقيق أمانيه الوطنية في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، وأنّ المسأله تتجاوز الاستيطان والجدار العازل وحملات الاعتقال والتقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى و… و… وأنها – المسألة – تقع في تجريد «إسرائيل» من تقرير السياسة الخارجية الدولية في الشرق الأوسط لحساب أمنها وألا يبقى نظام الشرق الأوسط رهينة حساباتها ويشهد حروباً صغيرة وكبيرة وعدم استقرار وازدهار اقتصادي.

يحق للقيادة الفلسطينية بعد أن أكد المجلس التنفيذي لليونسكو في القرار المدرج تحت اسم فلسطين المحتلة على بطلان جميع إجراءات الاحتلال التي غيّرت الوضع القائم في القدس بعد 5 حزيران يونيو 1967 – يحقّ لها في هذه اللحظة السياسية الشرق أوسطية الضاغطة أن تطالب بريطانيا بعد مرور 99 عاماً 2 تشرين الثاني – نوفمبر 1917 على رسالة اللورد هيلمز دي روتشليد الوعد الذي قال فيها: إن الحكومة البريطانية تنظر بعين العطف الى إقامة مقام قومي في فلسطين للشعب اليهودي وأنها ستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذا الهدف – يحقّ أن تطالب – بضرورة التراجع عن جريمتها ويحق للقيادة الفلسطينية أن تطالب بتعويض عن كلّ هذا الموت المستمر والاحتلال والاعتقال و… وأن تحقق عودة اللاجئين إلى ديارهم تنفيذاً للقرارات الدولية وأن تطالب بإنهاء سياسة التخاذل الدولي التي قادتها بريطانيا العظمى.

هل يتحقق ذلك؟

أستبعد أن تقوم بريطانيا بالتخلّي عن سياستها الاستعمارية وما خلّفته من مشكلات وقضايا. ولكن ما أصبح معلوماً أنّ كلّ ما يصيب الشرق الأوسط والمنطقة العربية بالتحديد ناتج عن تشريع بريطانيا لفلسطين، أما الاحتلال «الإسرائيلي» وأنّ القضية الفلسطينية هي أمّ قضايا المنطقة التي لن تشهد استقراراً طالما أنّ «إسرئيل» تواصل إحباط أماني الشعب الفلسطيني، وأنّ «إسرائيل» ستبقى تهدّد الأمن والسلام الدوليين والإقليميين، وانّ كلّ فلسطيني على أرض وطنه أو في دول الشتات سيبقى قنبلة موقوتة تهدّد الأمن «الإسرائيلي» طالما بقي الاحتلال.

بعد مئة عام على وعد بلفور هل يمكن لنا أن نتصوّر حجم الكارثة التي أحاطت بالشعب الفلسطيني وبدول الجوار

العربية، ويمكن لنا أن نتصوّر أن لا شيء يمكن أن يتحقق بالقوة النائمة الدبلوماسية من دون توازن مع قوة خشنة؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 22 / 2165272

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع بلال شرارة   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

2165272 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 3


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010