الجمعة 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2016

السيسي وسياسة “كاتم الصوت”

الجمعة 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2016 par سمير الحجاوي

يلجأ نظام السيسي الدكتاتوري والطغمة العسكرية الانقلابية الحاكمة معه إلى اعتماد سياسة “كاتم الصوت”، في مواجهة المعارضين للانقلاب، من أجل الحد من النقمة المتصاعدة ضد هذا الجنرالات الانقلابيين.

آخر جرائم “كاتم الصوت”، أو الاغتيالات والتصفيات بدم بارد كانت بحق عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين محمد كمال، ومرافقه ياسر شحاتة، عقب اعتقالهما مساء أمس بساعات، اللذان تمت تصفيتهما بدم بارد، فيما يمكن اعتباره جريمة ضد الإنسانية.

هذه الجريمة النكراء موثقة ببيانات وزارة داخلية السيسي التي أصدرت بيانا عند الساعة 10:24 مساء الإثنين، أعلنت فيه إلقاء “القبض على القيادي الإخواني، و”منشئ اللجان النوعية" محمد كمال. لكن وبعد مرور ما يقارب الساعتين، أصدرت الوزارة بيانًا، ذكرت فيه إنّ كمال وشحاتة قُتلا بتبادل إطلاق نار مع قوات الأمن.

هذان البيانان يكشفان أن القياديين الإخوانيين تمت تصفيتهما بعد اعتقالها، ولم يقتلا في “تبادل لإطلاق النار”، وبالطبع فإن محمد كمال، لم يكن شخصية عابرة لأنه يعد القيادي الأبرز في “جبهة القيادة الشبابية” في جماعة الإخوان المسلمين، كما ترأس أول لجنة إدارية عليا بالجماعة في فبراير العام 2014، حلت مكان مكتب الإرشاد الذي لم يتمكّن معظم أعضائه من القيام بدورهم بسبب القبض على غالبيتهم.

نظام السيسي الانقلابي يمارس الإرهاب والتصفيات والاغتيال بدم بارد، وهو ما أدانته كل المنظمات الحقوقية الدولية، مؤكدة أن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم، فاغتيال محمد كمال وياسر شحاتة ليس الأول، بل جريمة في مسلسل مستمر من جرائم التصفيات أشهرها جريمة “شقة 6 أكتوبر” في الأول من يوليو العام الماضي، والتي صفّت فيها وزارة الداخلية 13 عضوًا من جماعة “الإخوان المسلمين”، منهم النائب البرلماني السابق ناصر الحافي، وصوّرتهم بعد مقتلهم ووضعت بجوارهم بعض الأسلحة، للادعاء بتبادلهم إطلاق النار مع قواتها. وجريمة تصفية الشاب الإيطالي جوليو ريجيني الذي قتل بعد ساعات من اعتقاله، وهو الأمر الذي دفع أمه إلى القول: “إن جوليو قتل بوحشية وبربرية كما لو كان مصريا”

ويوثّق مرصد “دفتر أحوال” 21 واقعة “تصفية جسدية” على خلفية سياسية خارج شبه جزيرة سيناء، حتى يونيو الماضي، قامت بها قوات الأمن المصرية من إجمالي أعمال تصفية لنحو 45 مواطنًا في الفترة ما بين 1 يناير العام الماضي حتى 11 أكتوبر من العام ذاته، موزعين على ثماني محافظات، وهذه الجرائم جميعها تمت في عهد وزير الداخلية الحالي، اللواء مجدي عبد الغفار، باستثناء حالتين. وأشار “دفتر أحوال” إلى أن 27 من الحالات جرت تصفيتهم في شقق سكنية، و5 آخرين داخل أراضٍ زراعية، وحالة واحدة بالطريق العام، و 7 حالات أخرى توجد لهم روايتان مختلفتان لمكان الحادثة.

منذ الانقلاب العسكري المشؤوم لعبد الفتاح السيسي، في 3 يوليو 2013، اعتُمدت سياسة “القتل المتعمد” ضد النشطاء والمعارضين ورافضي الانقلاب، وقتل 300 شخص في هجوم عسكري على ميدان رابعة، كما قتل آلاف آخرين في عدد من المجازر، إضافة إلى عمليات القتل المستمرة في سيناء، ويقدر عدد الذين قتلوا برصاص عسكر السيسي حوالي 10 آلاف مصري على الأقل.

ويوثّق مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب في تقريره “أرشيف القهر في 728 يومًا”، فترة حكم السيسي، بدءًا من 8 يونيو 2014 لغاية 7 يونيو 2016، أكثر من 1083 حالة قتل خارج إطار القانون من قبل قوات الأمن. فيما شهدت أماكن الاحتجاز وفاة 239 مواطنا، وازدادت وتيرة التصفيات وعمليات القتل منذ أن أعلن السيسي أن “يد العدالة مغلولة” وأن “أي ضابط لن يحاسب”، ما يجعل من السيسي وجنرالاته مجرمين من منظور القانون الدولي الإنساني".

ربما كانت العبارة الحزينة التي كتبتها فاطمة الزهراء محمد كمال، تلخص المشهد في مصر حاليا بعد قتل والدها: “أول مرة نرى أبي منذ فترة طويلة... ستكون في الكفن.. كمال شهيدًا”... ترى كم في مصر من الشرفاء والأبرياء ينتظرهم رصاص “كاتم الصوت” والأكفان.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 25 / 2165924

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع سمير الحجاوي   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165924 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010