الجمعة 2 أيلول (سبتمبر) 2016

في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر... فلسطين فكرة وحركة

الجمعة 2 أيلول (سبتمبر) 2016 par معن بشور

قلة من اللبنانيين والعرب من يعرف أنّ كثيراً من العبارات والمعادلات المتعلقة في الصراع مع المشروع الصهيوني «كإسرائيل شرٌّ مطلق» و «المقاومة خير مطلق» و «التعامل مع إسرائيل حرام»، كانت من صياغة الإمام المفكر السيد موسى الصدر أعاده الله إلى أهله ومحبّيه وأبناء وطنه مع رفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين.

لكن الإمام الذي أرسى علاقة خاصة بين «المحرومين في أرضهم والمحرومين من أرضهم» لم يكن يقتصر في فهمه للقضية الفلسطينية على الشعارات العامة، بل كان يغوص فيها وفي جذورها الوطنية والقومية والدينية والإنسانية، بل كان يحمل اتجاهها التزاماً أخلاقياً مبدئياً يمكن أن تعتبره جزءاً من ثقافة الالتزام بفلسطين وبنهج مقاومة المشروع الصهيوني.

الربط بين لبنان وفلسطين

لم تسمح الحرب اللبنانية، والتي كانت الفصائل الفلسطينية جزءاً منها، ولا الاختطاف المبكّر لسماحة الإمام ورفيقيه في مثل هذه الأيام من عام 1978، ولا التطورات المرعبة التي تعيشها الأمّة اليوم، أن يعطى هذا الجانب من فكر الإمام الصدر الاهتمام الكافي وهو الذي أجاد الربط بين لبنان وفلسطين، وبين المشروع الصهيوني وما ينطوي عليه من تهديدات تشمل المنطقة كلها، بل بين فكرة المقاومة والدفاع عن الحق الفلسطيني ووجود الأمّة.

لا بل استطيع القول إن عدم فهم مقولات السيد موسى الصدر الفكرية والمبدئية في قضية فلسطين قد أتاح مساحة من الارتباك في التعامل مع تعقيدات تلك القضية سواء تجاه بعض المعارضين له أو حتى المؤيدين له.

فلم يكن بالأمر العادي يومها، وفي السياسة اللبنانية أن يتضمّن ميثاق حركة المحرومين أمل يوم تأسيسها في بنده السادس قولاً يعتبر «فلسطين الأرض المقدّسة التي تعرّضت ولم تزل لجميع أنواع الظلم هي في صلب حركتنا وعقلها، وأنّ السعي لتحريرها أول واجباتنا، وأنّ الوقوف إلى جانب شعبها وصيانة مقاومتها والتلاحم معها شرف الحركة وإيمانها، لا سيّما أنّ الصهيونية تشكّل الخطر العلني والمستقبلي على لبنان والقيم التي نؤمن بها، وعلى الإنسانية جمعاء، وأنها ترى في لبنان تعايش الطوائف فيه تحدياً دائماً لها ومنافساً قوياً لكيانها».

ويكتسب هذا الكلام أهمية إضافية حين ندرك أنه جاء في وقت يعرف كثيرون أنه كان زمن التعبئة السياسية والشعبية ضدّ الثورة الفلسطينية، التي يعرف الكثيرون حميمية العلاقة بين الإمام وأبرز قادتها كالرئيس الشهيد ياسر عرفات الذي تردّد أنه اقترح تسمية الجناح المقاوم من الحركة باسم أفواج المقاومة اللبنانية أمل ، وكالقائد الشهيد أبو جهاد الوزير وأنّ سماحته قد أصرّ على أن يكون بين قيادة الحركة المولودة قادة مفكرون فلسطينيون كالأستاذ منير شفيق أطال الله عمره ، الذي يقول إنّ سماحته قد طلب في اجتماع ضمّه مع أبي عمار وأبي جهاد القسم المشترك على القرآن الكريم وهو أن يبقوا يداً واحدة في العمل من أجل استراتيجية الدفاع عن الجنوب وفلسطين».

حرصه على مشاركة مفكرين فلسطينيين معه في حركة أمل كان يعادل حرصه على أن يكون بين مؤسسي الحركة قادة لبنانيون من كلّ البيئات اللبنانية، وفي مقدمهم الوزير السابق الراحل بيار حلو الذي عبّر نجله النائب الأستاذ هنري حلو عن طبيعة العلاقة بين والده والإمام في مقالته المعبّرة «عمامة لبنان» والتي نشرت بالأمس في جريدة «السفير».

ففلسطين إذن لم تكن حاضرة في عقل الإمام الصدر وأوجاعه وفكره فحسب، بل كانت حاضرة أيضاً في ممارسته العملية التي تميّزت فيها مشاركته في تشييع شهيد فلسطيني في مخيم البرج الشمالي مرعي الحسين ، وفي رعايته حفل عشاء في فندق الكارلتون خصّص ريعه لثوار «فتح» وفلسطين عام 1969.

هذه العلاقة بين فلسطين ولبنان، كانت أحد الروافد الرئيسية للفكر التأسيسي للحركة اللبنانية المساندة للثورة الفلسطينية منذ انتقال بعض قواعدها وقيادتها إلى لبنان في نهاية الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي، حين ركز الإمام في كلّ خطبه ومؤتمراته على انّ الخطر الصهيوني ليس محصوراً بفلسطين بل انه بالمشروع العنصري الإرهابي التوسعي سيمتدّ ليشمل المنطقة كلها وخصوصاً لبنان الذي كان قد نجا من الآثار المباشرة لحرب حزيران 1967 التي احتلّ العدو فيها ارضاً مصرية سيناء وسورية الجولان وما تبقى من فلسطين التاريخية الضفة الغربية والقدس وغزة ، لكنه لم ينجح في تحقيق المطامع الصهيونية في أرض لبنان ومياهه وموارده، وخاصة في تدمير صيغة التعايش التي يقوم عليها الكيان اللبناني والتي تشكل خطراً منافساً على الكيان الصهيوني نفسه…

من هنا لم تكن نظرة الإمام إلى الخطر الصهيوني نظرة إسلامية أو دينية أو قومية أو أخلاقية فحسب، بل كانت أيضاً نظرة لبنانية كيانية حاسمة وواضحة مدركاً مخططات هذا الكيان ضدّ مستقبل لبنان نفسه وبالتالي كانت نظرته دعوة إلى استباق العدو في مؤامراته على لبنان والذي لم يقتصر على اعتداءات مستمرة على أرضه وأهله منذ مجزرتي حولا وهونين عام 1947 أي قبل المجازر الفلسطينية نفسها بل وصل إلى حدود مواصلة الاعتداءات على لبنان بحجة وجود الثورة الفلسطينية على أرضه بدءاً من العدوان الكبير على مطار بيروت في 28/12/1968 والذي أدّى إلى أكبر إضراب طلابي شهده لبنان بكلّ جامعاته آنذاك وإلى استقالة الحكومة يومها مروراً بالتوغل في العرقوب في 12/3/1970 الذي استشهد فيه مناضلون لبنانيون من طرابلس، ومناضلون عرب من أقطار عربية أخرى وصولاً إلى حرب الأيام الأربعة عام 1972 والتي شملت فيما شملت تدمير مخيم النبطية والتي قال عنها أبو عمار «لقد بدأت الآن حرب تدمير المخيمات»، ثم الاعتداءات المتتالية وصولاً إلى حرب 16 آذار 1978، والتي تمّ فيها احتلال أرض لبنانية واسعة وتمّ على أثرها في حزيران إعلان دولة سعد حداد في الشريط الحدودي، واغتيال النائب والوزير الراحل طوني فرنجية في التوقيت نفسه، ثم اختطاف الإمام ورفيقيه بعد عدة أسابيع خلال زيارة له إلى ليبيا لدعوة قيادتها للمساعدة في لملمة جراح اللبنانيين.

وبهذا المعنى فإنّ أحداث عام 1977- 1978 بدءاً من اغتيال القائد الشهيد كمال جنبلاط في آذار 1977 وصولاً إلى الغزو في الجنوب في آذار 1978، والمجزرة في إهدن في حزيران 1978، واختطاف الإمام الصدر في ليبيا قد أكدت انّ المشروع الصهيوني الذي حذّر منه ومن مخاطره السيد قد بدأ خطواته الأولى التي أعلن سماحة الإمام قبلها بسنوات انّ الردّ عليها لا يكون إلا بالمقاومة الاستباقية، فأسّس لهذه المقاومة فكرها وثقافتها، كما أسّس لها حركتها التي ما زالت حتى اليوم مع حزب الله والعديد من الأحزاب الوطنية والقومية والإسلامية تشكل الرادع الحقيقي للتوسعية والعدوانية الصهيونية، كما شكلت الأداة الفعلية لتحرير الجنوب في إطار الثلاثية الماسية جيش وشعب ومقاومة .

المدخل العربي إلى فلسطين

كان لفلسطين، مدخل آخر في فكر الإمام الصدر وهو المدخل العربي مستحضراً كلّ عناوين فلسطين كما قال الأخ حسن قبلان في مقال له في آذار 2012 «من فقر وتهجير ومقاومة وشهادة وفداء معتبراً انّ قضية فلسطين ومع التسليم بأنّ شعبها هو رأس الحربة في مسيرة تحريرها هي قضية كلّ فرد وإنسان عربي ومسلم وحرّ وعليه تقع مسؤولة ليست دعم المقاومة الفلسطينية فحسب، بل الانخراط الكامل بالمقاومة والالتزام بها».

بل انّ الإمام الصدر وفي محاضرة له في الكويت عام 1970 قد حذر من مخاطر انتقال المشروع الصهيوني، بما هو مشروع تفتيت وتقسيم وإشعال فتن طائفية ومذهبية وهو ما نراه هذه الأيام بأجلى صوره ممتداً في الخليج والعراق وسورية منذ بداية التسعينات…

لم يكن دفاع الامام الصدر عن القضية الفلسطينية وأطماع «إسرائيل» في لبنان مقتصراً على لبنان، حيث يمكن القول بأنّ لتقارب النظرة اللبنانية لفلسطين كان واضحاً بين مدرسة الإمام ومدرسة المفكر الراحل ميشال شيحا التي نبّهت من موقع لبناني خاص إلى مخاطر المشروع الصهيوني منذ أربعينات القرن الفائت، بل شمل دفاعه الأرض العربية وعواصم العالم…

ففي مؤتمر عقده سماحة الإمام في مكتب الجامعة العربية في بون المانيا الاتحادية في 10/8/1970 أثار جملة عناوين تشكل خطاباً متكاملاً يفهمه الغرب ويرتاح اليه العرب والمسلمون:

ـ انتُزع الشعب الفلسطيني من أرضه وأُلقي خارجها بالإرهاب الوحشي الصهيوني والمذابح.

ـ انتظر الشعب الفلسطيني المشرّد عشرين سنة فلم ينصفه أحد في العالم.

ـ اضطر الشعب الفلسطيني المشرّد إلى وضع ثمن لعودته إلى أرضه التضحية بجيل كامل.

ـ تهويد المدينة المقدسة إنكار للرسالة المسيحية وتعارض مع الإسلام في أعماقه.

ـ لبنان ملتقى أبناء الديانات وألوان الثقافة والحضارة.

ـ كيان لبنان لا يروق لـ«إسرائيل» القائمة على أساس عنصري.

ـ «إسرائيل» تطمع في جنوب لبنان وخلقت منه منطقة مهجورة ووضعاً مأساوياً.

في ذلك الخطاب أراد سماحة الإمام تحسين العلاقات بين الشعبين الألماني واللبناني خصوصاً، وبين الألمان والعرب عموماً، معتبراً انّ التفاعل بيننا قد تعثر سابقاً لسببين أولهما عدم معرفة الشعب الألماني وجميع الشعوب الغربية لحقيقة العرب وكفاءاتهم وإمكانياتهم الواسعة، وثانيهما محاولة التشويه وخلق هوة كريهة من كلّ جانب للجانب الآخر…

وحول ذريعة استهداف جنوب لبنان بوجود المقاومة الفلسطينية قال:

«أولاً: انّ الدول العربية المجاورة ليست مكلفة بحماية «حدود إسرائيل»، انها ليست بوليساً لـ«إسرائيل»، بل المسؤول قانوناً وضميرياً عن سلامة «حدود إسرائيل» هو «إسرائيل» نفسها.

ثانياً: انّ وجود الفلسطينيين وبينهم قوات المقاومة على أراضي لبنان بنسبة 1/6، وقد حصل هذا بفعل «إسرائيل» التي شرّدتهم عام 1948 ولا يمكن اعتبار لبنان مسؤولاً عن هذا.

ثالثاً: اننا نملك مواثيق تؤكد انّ «إسرائيل» تطمع في جنوب لبنان، وذلك حسب الخرائط المطبوعة من قبل السلطات الإسرائيلية وحسب تصريحات المسؤولين وبموجب تصرفات الإسرائيليين انفسهم. يقول وزير الحرب الإسرائيلي: اذا كان هناك شعب التوراة، فإنّ هناك أرض التوراة.

ونحن نعتقد انّ مفهوم «أرض التوراة» عند السياسيين الاسرائيليين مفهوم خاطئ، كما سنبيّنه، ولكنها حسب زعمهم أرض تشمل جنوب لبنان وأراضٍ كثيرة أخرى من العالم العربي.

ويقول في 15/7/68: انّ آباءنا توصلوا الى حدود مشروع التقسيم، وجيلنا وصل إلى حدود 1948، أما جيل الأيام الستة فقد وصل الى السويس والأردن وهضبة الجولان. وهذه ليست النهاية، فبعد خطوط وقف إطلاق النار الحالي ستأتي خطوط جديدة ستمتدّ عبر الأردن وربما الى سورية الوسطى. ثم أننا عرفنا انّ طلاباً إسرائيليين يدرسون مشاريع مخططة على مياه جنوب لبنان وغيرها.

رابعاً: انّ قضية المقاومة الفلسطينية قضية شعب كامل تشرّد من أرضه التي عاش فيها آلاف السنين، لا يملك اليوم شيئاً سوى أمل العودة الى أرضه بعد ان كانت قيمة ممتلكاته الشخصية تبلغ ملياري دولار.

انتظر هذا الشعب عشرين سنة فما أنصفه أحد في العالم. بل نسيه الكلّ حتى المؤسسات الدولية التي أصدرت مئات القرارات في الجمعية العمومية للأمم المتحدة وفي مجلس الأمن وفي الفروع الأخرى التابعة لها، ولكنها لم تنفذ قراراً واحداً منها، فاضطر إلى استلام قضيته، ووضع ثمناً لعودته غالياً، هو التضحية بجيل كامل…

انه لا يملك أرضاً لكي يجنّد جيشاً نظامياً.

انه لا يشكل دولة معترفاً بها لكي يدخل هيئة الأمم المتحدة او يدخل حواراً مع أحد لأجل الحلّ السلمي. انه لا يملك قاعدة انطلاق إلا الأرض العربية المجاورة ومنها جنوب لبنان.

انه لا يجد مجالاً للعمل وتأمين حياته ولا للمساهمة في السلام العالمي وفي حضارة الانسان.

خامساً: انّ وجود لبنان كدولة تشمل مذاهب مختلفة وعناصر متنوّعة تعيش بنظام ديمقراطي مسالم لا يروق لدولة تقوم على أساس عنصري ومذهبي».

وبعد ان فنّد سماحة الإمام الادّعاءات الصهيونية موضحاً أبعاد الحق الفلسطيني قال: «وهكذا يكون من حق عرب فلسطين، كما يحق لأيّ شعب ان يطالب بأرضه ووطنه وهذا الحق لا يمكن إلا ان يكون شاملاً وكاملاً»…

تجريد الصهاينة من أخطر وآخر أسلحتهم

أما الجانب الديني في خطاب سماحة الإمام ومفهوم أرض الميعاد، فالوقوف عنده أمر ضروري لأنه يسعى إلى تجريد الصهاينة من أخطر وآخر أسلحتهم وهو المسألة الدينية، فماذا يقول الإمام للألمان والرأي العام الغربي:

ـ انّ ابراهيم أب لجميع المؤمنين اليهود والنصارى والمسلمين، ولا يمكن اختصاص وعد الله لأبناء ابراهيم باليهود، وبالتالي اختصاص الأرض المقدسة بهم، بل انها لجميع المشرّدين.

ـ أما المنحرف والظالم، فقال له المسيح بلسان يهوه: «انّ اباكم هو الشيطان»، وهذا يؤكد رفض وراثة الدم والجسد.

ـ الإرث الحقيقي هو الرسالة والتعاليم. يقول المسيح: «تعاليمك يا رب للأبد ارثي»، فلا يمكن احتكار الميراث واختصاص أرض الميعاد بعنصر واحد.

ـ لا يمكن ان تكون مملكة الله إلا بلاد النور والرحمة لا امبراطورية زمنية وعنفاً دائماً.

ـ انّ سيطرة الصهيونيين على القدس وتهويد المدينة المقدسة هي إنكار للرسالة المسيحية التي علّمت الناس انهم اخوة متحابون.

ـ انّ تنفيذ وعد الله ونبوءات رسله بالسلاح والقنابل والنابالم في أواخر القرن العشرين، تشويه لصفات الله، وإهانة لليهود والمسيحيين والمسلمين، وظلم للعرب والفلسطينيين المسيحيين والمسلمين.

ـ انّ الاضطهاد والتشريد اللذين يمارسهما رجال «إسرائيل» ضدّ العرب ليس علاجاً للاضطهاد والتشريد اللذين عانوهما خارج العالم العربي.

ـ إنّ تأسيس دولة يهودية هو ضدّ إيمان اليهود حتماً: إنّ كلّ يهودي يردّد في صلاته اليومية ما ترجمته: «لا ملك لنا سواك وخارجك أيها الأبدي»، En LanouM l hela atta ويقول كتاب صموئيل: «اليوم ترفضون ربكم الذي خلصكم من كلّ آلامكم وكلّ شروركم وتقولون له نصّب علينا ملكاً، انّ الأبدي ربكم هو ملككم».

ـ «اعلموا اذاً وانظروا كم أنتم مخطئين في نظر الخالق حينما تطلبون ملكاً لكم». «اننا أضفنا الى خطايانا خطيئة جديدة هي ان نطلب ملكاً سواه علينا».

ـ «انّ الأبدي حسبنا، الأبدي شريعتنا، الأبدي ملكنا وهو الذي يخلصنا».

ـ «لقد نصبوا على أنفسهم ملوكاً دون أمري ورؤساء دون إرادتي. لقد صنعوا آلهة من ذهب وفضة ولذلك كتبنا عليهم الفناء».

ـ انّ الدولة اليهودية هي أبعد ما تكون عن مبادئ الدين اليهودي، انها تشكل حادثاً طارئاً في تاريخ الدين اليهودي. «وسفر الملوك الأول 8/10 – 18 يؤكد ايضاً انّ ملكية الإنسان للأرض تتنافى مع ملكية الله لها.

ـ ورأي تأسيس الدولة هو رأي الحاخام الصهيوني «EISEMBERG»، ولكن اكثر اليهود ورجال الدين، خاصة الحاخام الكبير «SATMAR» كانوا يرفضون ذلك ويعتبرون انّ دولة يهودية ذات طبيعة مجوسية انها مملكة قيصر التي تتناقض مع مملكة الله.

ونختتم هذه النقطة بما ورد في LEV 24-22 مخاطباً أولاد اسرائيل قديماً وحديثاً: «أنتم الذين تنحرون العدالة وتحرفون كلّ مستقيم، انتم الذين تبنون صهيون بالدم والقدس بالجريمة».

ـ أما من الناحية الإسلامية فالقدس ترمز الى تلاقي الإسلام مع الأديان الأخرى الإسراء ، وتفاعل الدين مع الثقافات والحضارات، وشمول الإسلام لجميع الشعوب وتجاوزه العرب.

وهذا يعني انّ تهويد القدس وإهانة المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، وانتشار الفساد والسياسات في القدس، تتعارض مع الإسلام في أعماقه، وتستلزم دائماً السعي المستميت، وبذلك لا يمكن إحلال «السلام» القائم على التهويد في العالم طالما يوجد مسلم ملتزم واحد.

واحب في ختام هذا الحديث ان أضع تحت تصرفكم بعض المعلومات التي لا تتناسب مع العدالة والحياد المطلوبين من الشعب الالماني والحكومة الالمانية».

هذا غيض من فيض فكري وجهادي ومقاوم لسماحة الإمام الصدر أعاده الله مع رفيقيه الينا من أجل فلسطين، ولعلّ الكلمة الأخيرة التي لي في هذا المجال، هي حبّذا لو قرأنا جميعاً، موالين لسماحته او معترضين، هذا الكلام الجميل والعلمي لربما أنجزنا جميعاً تلاحماً وطنياً وإسلامياً حول فلسطين كان سيشكل الدرع الحقيقي لحماية بلادنا ومجتمعاتنا مما نعيش فيه.

انّ تغلب النعرات والتعصّب والمصالح الضيقة على الفكر الوحدوي والقضايا الجامعة هو من أخطر ما تواجهه أمتنا منذ سنوات، والذي نبّه اليه سماحة الإمام مبكراً بوعي استباقي شكل جزءاً من المقاومة الاستباقية التي نسجل انّ سماحته كان أحد أبرز روادها ودعاتها والتي يشكل شعاره «التعامل مع إسرائيل حرام» أحد مكونات حركة مناهضة التطبيع والمقاطعة التي تتمدّد اليوم في كلّ أنحاء العالم.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 100 / 2165451

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع معن بشور   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165451 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010