الخميس 26 آب (أغسطس) 2010

عودة التسوية الانتقالية

الخميس 26 آب (أغسطس) 2010

الخلاف على استمرار تجميد البناء في المستوطنات من شأنه أن يجعل الاستعدادات للمفاوضات المباشرة بين «اسرائيل» والفلسطينيين زائدة لا داعي لها. وهو يبحث هذه الايام بتوسع، والجميع يفهم بان الكرة بيد ابو مازن. اذا لم يخف من اثارة حفيظة باراك اوباما في الشهرين قبل الانتخابات لمجلسي الشيوخ والنواب، حيث تتنبأ الاستطلاعات بهبوط للديمقراطيين ـ فعندها سيدفع المفاوضات المتجددة الى ان تبدو كمؤتمر انابوليس. احتفال، ولا شيء.

ولكن مشكلة التجميد ـ التي لا بد ستبحث بتوسع حتى بداية المحادثات في 2 ايلول (سبتمبر) ـ ليست حصرية بالنسبة لمضمون المفاوضات.

هل ستبدأ الخطوة ببحث موازٍ في شؤون المناطق والامن كما يقترح الامريكيون أم باستيضاح الاستعداد الفلسطيني للاعتراف بحق تقرير المصير للشعب اليهودي؟ ومع أنه لا يوجد اكثر عدلا من هذا الحق ـ الذي يشبه «اسرائيل» بباقي امم العالم بل وليس اكثر راحة منه لنتنياهو في ضوء تأثير بيني بيغن، موشيه (بوغي) يعلون، ايلي يشاي وافيغدور ليبران في السباعية ـ مشكوك انه سيكون بوسع رئيس الوزراء الوقوف عند مطلبه والنجاح في تصميمه. فقد نجح في أن يفرض على الفلسطينيين الموافقة على مفاوضات مباشرة. اما في موضوع تعريف «اسرائيل» كدولة اليهود فالواقع مختلف.

دبلوماسيون امريكيون كثيرون يشعرون بان اليهودية في بلادهم والسياسيين في الولايات المتحدة لم يولوا اهمية لهذا المطلب «الاسرائيلي»، رغم قرب المباحثات من يوم الانتخابات.

اذا ما انتقلت المحادثات الى مواضيع الامن والحدود ـ في ظل المسعى لانهاء المفاوضات في سنة واحدة ـ ستجد «اسرائيل» الولايات المتحدة تؤيد انسحابا الى حدود 67 مع تعديلات متبادلة. هذا موضوع قابل للانفجار، وبالتالي فالتقدير هو أن اوباما غير معني بالبحث فيه قبل اغلاق صناديق الاقتراع في بلاده. تشرين الثاني (نوفمبر) هو التوقيت للمواجهة، اذا كانت هذه ستقع على الاطلاق.

نتنياهو والسباعية الذين معه لا يكشفون ما هي اوراق المساومة وماذا سيحمل المندوبون «الاسرائيليون» الى طاولة المفاوضات. واضح أنه مرغوب فيه ان يأتوا مع ملف مليء بالاقتراحات، وذلك لان بديل المباحثات الحقيقية هو تغذية «النزاع» بـ «ادارة الازمات» دون جدوى. اذا كان هذا ايضا لن يحصل، فسيشهد «الشرق الاوسط» احتداما للمواجهة العنيفة في يهودا والسامرة، خلافا للمصلحة الحقيقية للطرفين. وعليه، كأهون الشرور، ينبغي ضمان مخزون كبير من الاقتراحات.

أحد هذه الاقتراحات كفيل بان يكون العودة الى صيغة جورج دبليو بوش، غير المريحة للفلسطينيين، وبقدر ما للحكومة الحالية في «اسرائيل» ايضا. الواحد تلو الاخر تعود الشخصيات العامة الى فكرة التسوية الانتقالية، التي في جوهرها ترمي الى اقامة دولة فلسطينية في حدود مؤقتة. من د. يوسي بيلين حتى شاؤول موفاز ينطلق التأييد لهذه الفكرة. كما أن لها مؤيدين في الحكومة، وليس فقط بين وزراء العمل.

الفلسطينيون أغلقوا آذانهم عن السماع. من هذه الناحية وفروا حاليا على الساحة السياسية في «اسرائيل» جدالا داخليا حادا.

- [**دان مرغليت | «إسرائيل اليوم» | 26 آب (اغسطس) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2180740

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

6 من الزوار الآن

2180740 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 5


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40