السبت 30 تموز (يوليو) 2016

أحمد سيادات

السبت 30 تموز (يوليو) 2016 par رئيس التحرير

في الوطن المحتل فلسطين اليوم صورة واضحة لخطين متناذرين لا يمكن التحايل على زاويتهما المستقيمة الواضحة الاتجاه، الأولى يمثلها انخراط الرفيق المناضل أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والمختطف لدى أجهزة كيان العصابة الصهيونية المحتلة والذي سلمته أجهزة أمن السلطة الفلسطينية ومكنت منه لها من سجن أريحا مثلما صورة الشهيد المناضل محمد الفقيه ابن سرايا القدس منخرطا في اشتباك مباشر لعشر ساعات مع قوات مؤللة وخاصة في صوريف وهو الذي سلّمته أيضا ذات الأجهزة باعتراف الكيان الصهيوني نفسه وقادت عصابة الصهاينة إلى موقع تخفيه مباشرة وبين الزمنين عشر سنوات أو يزيد استمرت فيه هذه الأجهزة بهذا الدور الخياني الواضح دون كلل أو ملل، وبين صورة أخرى هي صورة حضور أعضاء في السلطة الفلسطينية جنازات الصهاينة وجنودهم وحضورهم أعضاء ينتمون لمنظمة التحرير الفلسطينية مؤتمرات هرتسيليا الصهيونية الباحثة عن مستقبل الكيان الصهيوني وطريقة تأمينه بضعة سنوات إضافية قبل هلاكه لتنتهي هذه الصورة بوجود أعضاء لسلطة العار ومنظمة الدوار بموضع التحليل والعرابة لمطبعبن عرب كما في صورة رجوب ومتقاعد عسكري سعودي في ضيافة صهاينة الامن والكنيست الصهيوني.

هذان الخطان واضحان ولا يحتاجان المزيد من التوضيح فهما بدون شك اليوم باتا فصلا تاما ويمثلان خيارين واضحين لأصحابهما في الواقع الفلسطيني ومحاولة الخلط او الاستفادة من الغيمة الضبابية الكثيفة للتهرب من حقيقة هذين الاتجاهين لن تفيد من جهة عرابي التطبيع والخيانة والاستخذاء للاحتلال الصهيوني ومنظومة احتلاله التي باتت السلطة الفلسطينية نفسها إلى حد كبير في جزئها الأمني جزءا أساسيا لا يتجزأ منها بما تقدمه للأمن الصهيوني من خدمات على لسان أصحابها أنفسهم وباعترافات واضحة لا تحتاج أدلة وهي تواصل خدمة الأمن الصهيوني والذود عنه بما فيه اعتقال مناضلي الانتفاضة وأبطالها وتسليم جنودها ومقاتليها ومصادرة أسلحة وتجهيزات الفدائيين الفلسطينيين على اختلاف انتماءاتهم الفكرية أو التنظيمية حتى في مواضع تمنع هذه الأجهزة من الوجود فيها إلا عند الاحتياج الامني الصهيوني كما في قضية استجلاب يهود اليمن قيب بضعة أسابيع أو كما في قضية الولوج الى منطقة القدس بمهمات محددة صهيونيا وباحتياجات استخبارية محض وهو الامر الذي كشفت عنه عملية حظر الحراك الشبابي الشعبي المقدسي دينمو الانتفاضة ودور هذه الأجهزة فيه.

عصابة أوسلو خرجت تماما من منطقة الضبابية التي خدمتها سنوات طويلة قصة المفاوضات العبثية مع عصابة الكيان وما استخدمته من شعارات وادعاءات مختلفة والشواهد وعشرات الأدلة المتوفرة اليوم تقول بكل وضوح أن العقيدة الأمنيى لدى هذه الأجهزة إضافة إلى منظومة قياداتها أصبحت بالكامل صهيونية تامة وخادمة للبرنامج الاحتلالي الصهيوني بحيث باتت ترى نفسها مرتبطة بالكامل بمصير هذا الاحتلال ومصير برامجه، وفي ذات الوقت فإن العزل المفروض على قطاع غزة والمقاومة فيها وتعميقه من خلال الحصار والمشاركة فيه تحت ذريعة الانقسام الفلسطيني لم تعد كافية لكي تعطّل الرؤية الحقيقية للصورة القائمة في الضفة المحتلة حتى مع التكتيك الجديد بإجراء الانتخابات البلدية والمحلية ومحاولة شراء الوقت عبرها ولقتل الانتفاضة نهائيا وخدمة العدو عبر اشغال المواطن الفلسطيني بالمزيد من القنابل الدخانية المحلية حيث لم تفلح القنابل الدخانية الخارجية لا عبر مبادرة فرنسا المزعومة ومؤتمرها الموعود من عباس ولا عبر تطنعات المالكي بتقديم بريطانيا للمحاكمة عن دورها في وعد بلفور المؤسس للكيان الصهيوني، لقد وصلت هذه العصابة إلى حائط مسدود وفشل ذريع في خطها الانبطاحي الاستسلامي بحيث لم تعد تتوفر على وصفة لإطالة مسلسل الكذب الطويل الذي مارسته على جماهير شعبنا ولو عبر حكاية استخلاف عباس في قيادة هذه المسرحية الطويلة.

الموقف السيادي الوحيد الذي صدر من الساحة الفلسطينية والذي يستحق الاشادة اليوم هو قرار امين عام الجبهة الشعبية بالتصدي لقضية الأسرى واضرابهم وتقديم الاعتبار المستحق عندما يكون العدو الصهيوني قد انتشى بتراجع موجات الانتفاضة بحيث غدا يناقش قوانين تخص مستقبل الأسرى والمختطفين ويتلاعب بجثامين شهداء الانتفاضة ويمعن في ضرب الحركة الاسيرة في كل سجونه ومعتقلاته وآخرها الهجمة الأخيرة بالتنقلات والتنكر لمجمل ما حققته الحركة الاسيرة خلال العقود الماضية، إن هذا الموقف هو قراءة نضالية صحيحة وسليمة تؤكد أن الرفاق في الجبهة قد وصلوا إلى قناعة بخطورة الوضع القائم وخاصة جهة وصول صيغة منظمة التحرير الحالية لتصبح شاهد زور على مرحلة الحرق الكامل التي يتبعها العدو لصالح مستوطنيه واستيطانه ووقوفها في حالة صمم وعمى وبكم كامل عن استهداف الانتفاضة وقتلها لصالح العدو قد أذنت بالمواجهة مع رموز هذه الحالة، وإن مرحلة تنظيف وصيانة صارت ضرورية للحالة الفلسطينية عبر إعادة تبني صيغ الاشتباك مع العدو وتبني معركة سيادية مفتوحة معه تشارك فيه القوى الفلسطينية الحية بإعادة جذوة الانتفاضة مواكبة لاضراب الحركة الاسيرة ومواكبة لحشود شعبية في الميادين لاسقاط الاحتلال والاستيطان وأدواته وفك الحصار عن المقاومة وردع الهجمة المسعورة عن القدس ولجم الاندلاق التطبيعي المشين والمخزي، هذا ما يقوله إعلان إضراب الأخ والرفيق العام أحمد سيادات....



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 80 / 2165522

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف مقالات رئيس التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2165522 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010