الخميس 26 آب (أغسطس) 2010

«السلطة» تتداعى والمشروع الوطني قادم

الخميس 26 آب (أغسطس) 2010 par خالد بركات

تتحمل القوى الشعبية الفلسطينية، ونقصد القوى الوطنية والإسلامية التي تنضوي في إطار المقاومة المسلحة، وترفض طريق الخضوع للشروط الأمريكية و«الإسرائيلية»، وهي ممتدة على كل ارض الوطن وفي الشتات، تتحمل مسؤولية تاريخية مركبة وصعبة في أن واحد. فهي مطالبة في الحفاظ على وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة قضيته الوطنية، ومطالبة كذلك بإسقاط برنامج التسوية والاستسلام الذي يحترفه صناع الهبل والأصنام في «سلطة رام الله» عبر ما يسمى «خيار المفاوضات»!

يقاوم الشعب الفلسطيني في ظل شروط صعبة ومعقدة، خاصة بعد أن أوجد له العدو الصهيوني جسراً فلسطينياً سيعلن عن اكتمال بنائه رسمياً في الثاني من أيلول (سبتمبر) القادم في العاصمة الأمريكية واشنطن، سبتمبر هو ذات الشهر الذي جرى فيه التوقيع على «اتفاق أوسلو» سيئ الصيت، في ذات العاصمة التي تقرر مصيرنا، وحتى في البيت والمكان ذاته، فيما يُعد الوطن العربي الآن، كـ «دائرة واحدة» مستهدفة ومطلوبة على مشرحة التجزئة. وتتكامل فصول المسرح «الدولي» في الإعداد للحرب الأمريكية، والكذبة الأمريكية القادمة!

هذا الجسر الفلسطيني الرسمي (السلطة في رام الله) هو جسر المرور الصهيوني إلى الوطن العربي الكبير، تأبيداً للهيمنة الصهيونية على شعوبه ومقدراته و«تشريعاً لإسرائيل»، بالقوة، أو بتزييف الواقع وتشويه الحقيقة ليس في الإعلام وحسب بل وفي ذهن «المواطن» العربي. ولذلك، صار محتماً أن يعلن عن مشروعاً وطنياً مضاداً، وجسراً بديلاً لهذه «السلطة»، يسير نحو فلسطين. فـ «السلطة الفلسطينية» هي الجدار الأمني «الإسرائيلي» - العربي في وجه الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، هي ظاهرة عربية بامتياز، جزء من ظواهر عربية أخرى في هذا الزمن الرديء.

الأمر بالنسبة لقوى المقاومة الفلسطينية، أنها جزء من معسكر عربي مقاوم ومعروف الهوية والاسم والعنوان. ولكن لا يحمل صفة الوحدة التنظيمية. ولو أعلنت هذه القوى وحدة ميدانية وسياسية في إطار جبهة فلسطينية موحدة ولتسمى (الجبهة الوطنيه الفلسطينية) وليأخذ أبو مازن يافطة (م.ت.ف)!

قوى المقاومة الفلسطينية مؤتمنة على صون حقوق شعبها، ليس من المنظور الوطني وحسب، بل مؤتمنة من شعوب أمة عربية تنظر لها باعتبارها الممثل الفعلي والشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، كذلك الأمر على المسرح الأممي، فقد باتت معظم حركات التحرر والتضامن وبعض الدول، التي اختلط عليها الأمر خلال العقدين الأخيرين، بدأت تصل إلى ذات النتيجة، وهي أن المقاومة الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

القوى الوطنية الفلسطينية يجب أن تقطع مع بعض الأوهام التي علقت في رأسها هي الأخرى. اذ ليس وحدها «سلطة أوسلو» من يحلو له العيش له في الوهم، حتى صار واقعها الوحيد. بل إن الخلاص من الوهم العالق بإمكانية «تصليح وإصلاح السلطة»، لا يتأتى إلا من خلال هزيمة البرنامج الفلسطيني الرسمي على الأرض، بالقوة الشعبية الموحدة والموقف الصريح، وأن تعبر عن رفض كتلة جماهيرية واسعة للنهج السياسي المدمر الذي يقوده محمود عبّاس، وتؤكد الرفض الشعبي الفلسطيني لطريق التعاون مع المحتل والخضوع لإرادة المستعمر الأجنبي.

«السلطة الفلسطينية» تتداعى. تتراقص وتدوخ، هي لا تعرف معنى أن يصرخ ويزأر الشعب الفلسطيني في وجهها حتى ترحل. وهي لا تتخيل أن هذا الشعب الذي تغتصب تمثيله سوف يقلب الطاولة على رأسها. إن الأسبوع القادم يجب أن يكون أسبوعاً لتنظيم وإطلاق أوسع حركة شعبية ضاغطة ترفض المفاوضات، وتكون مؤثرة تنتصر لكرامة الشعب الفلسطيني، وتسحب البساط من تحت هذه «السلطة الفلسطينية» العاجزة، بل وترسلها إلى طاولة المفاوضات، في الثاني من أيلول (سبتمبر) وهي عارية وساقطة وفاقدة للشرعية وبلا أي غطاء.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 66 / 2165376

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2165376 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010