الجمعة 17 حزيران (يونيو) 2016

الكذاب

الجمعة 17 حزيران (يونيو) 2016 par زهير ماجد

قرأت وأعدت قراءة ماقيل عن قبول رئيس وزراء العدو نتنياهو في موسكو مبادرة السلام العربية التي أطلقت من مؤتمر القمة في بيروت عام 2003 والتي رد عليها ارييل شارون بمذبحة ارتكبها في مخيم جنين بالضفة الغربية. كالعادة، لم اصدق ان صهيونيا ما يفكر بكلمة سلام او يهواها او يتمنى حصولها، فهي نكرة بالنسبة اليه، بل هي أكره الكلمات التي لايحب سماعها عن اية بقعة في العالم فكيف عندما تطلق في المنطقة، واذا بها تعني الصراع مع الفلسطينيين والعرب.
من هنا نفهم تكذيب مكتب نتيناهو لما جاء على لسان الوزير الروسي لافروف من قبول نتنياهو المبادرة المذكورة ودون تعديل ايضا .. واذا كان من عادة رئيس وزراء اسرائيل تكذيب خبر كهذا وكان متوقعا، فلا يملك هذا الرجل سوى أن يكذب، وخصوصا في قضايا حساسة. إذا كانت أجمل الكلمات برأيه هي الحرب، فهو يربطها بتعبير صهيوني معروف معناه اضرب واصعق وارعب. كل حروب إسرائيل قامت على هذا المفهوم، إنها خطة البرابرة الذين عادة، لايتركون عند عدوهم سوى الصدمة التي ترهبه فيستسلم طوعا.
لا يحتاج نتنياهو قياسا بظروف المنطقة العربية الى اي كلام عن سلام، حاجته فقط الى انشاء المزيد من المستوطنات التي حولت الضفة إلى غابات من الاسمنت المسلح بأشكال أمنية تم هندستها سلفا بهذه الطريقة لكي تواءم مستقبل المستوطنين حيال اية أزمة مع الفلسطينيين . في كتابه ” مكان تحت الشمس ” يقر بان الصراع هو المجال الوحيد في المنطقة .. اضافة الى مفهوم صهيوني ثابت يقول ” اذا اردت السلام فعليك ان تستعد للحرب ” .. الحرب عقيدة صهيونية، فكل صهيوني على علم بانه يقطن مكان صاحب الارض الحقيقي، يتنسم هواء فلسطين، ويشرب ماءها، يأكل خيراتها، يتجول في ارجائها .. كل يوم هو اضافة الى تلك الامتيازات التي لن تدوم .. لم يكن خطأ ماقاله احمد الشقيري حول رمي اليهود في البحر، لأنها الحقيقة التي سيتم تنفيذها سواء في البحر او في البر او من خلال الجو بحيث لن يبقى من يطفيء اضواء المطار الصهيوني وراءه.
يتطلع نتنياهو حواليه فلا يجد سوى عرب يقتلون بعضهم بعضا، وهي ترجمة فعلية لحماية كيانه ومستوطنيه .. لي الارادة العربية قائم عبر تلك الصراعات، فلماذا يقبل بسلام وهو يعيش ابهى ربيع في تاريح كيانه، والكلام في موسكو يمكن شطبه بكل بساطة ولن ينزعج الروس منه، وكثيرا مافعله قادة صهاينة قبله، بل ربما سمع الروس كلامه ولم يفهم انه سيكذبه بطريقة غير مباشرة ، فهو عادة يحاسب نفسه، وقد يحاسبه آخرون، ألم يقتل اسحق رابين من اجل سلام كان لن يحصل وصدقه القاتل.
لقد عشنا وشفنا، وستعيش اجيال لتسمع وترى ، لكن الصهيوني كلما كذب وزاد فجورا، عبر عن نفسه وعن عقيدته، وخصوصا اتجاه العرب. فلا يصدقن عربي صهيونيا اذا ما مارس مرة لبوس متراجع عن حقيقته السرمدية المؤسسة على قتل العرب وتهجير المزيد من الشعب الفلسطيني وتغيير خارطة المنطقة وتفاصيلها المعروفة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 20 / 2165391

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع زهير ماجد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2165391 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010