من جديد تنفذ الانتفاضة الشعبية الشبابية المولد والموقد ضربة جديدة في قلب« تل أبيب» وعلى بعد خطوات من وزارة الحرب الصهيونية التي قدمها نتنياهو للبيرمان قبل أسبوع واحد، وهذه المرة تحقق الانتفاضة المباركة في عمليتها النوعية الجديدة إضافة للهدف المعاد في ضرب وتعرية المنظومة الأمنية الصهيونية أهدافا جديدة لم تلبث أن فرضت معانيها سريعا على الكيان الصهيوني نفسه أولا وعلى منظومات الدفاع عن مصالحه ثانيا، فعلى داخل الكيان قدمت تحديا واضحا وصريحا لتبجحات لبيرمان ولوعيده وتهديده ولرغبته التي قدمها لنتنياهو في ضم الارض المحتلة إلى الكيان، أما على منظومات التجنيد لصالح الكيان فقد ضربت عصافير مبادراتها المتعددة الاشكال والتي شغلت هذه المنظومات طيلة الأسابيع الماضية على اعتبار أنها ظنت انتهاء الانتفاضة قد تحقّق.
عملية الفدائيين الفلسطينيين في قلب «تل أبيب » تؤكد أن الانتفاضة لا زالت كما قلنا دوما مستمرة ومتواصلة وتأخذ حسابات النوعية والأهداف عندما تنفذ اشتباكها مع العدو، وهو الأمر الذي تيقنت منه أدوات العدو الإعلامية ومباشرة في صبيحة اليوم الثاني من هذه العملية الفدائية النوعية، بينما استمرت أبواق الهزيمة في استخدام لغتها الممجوجة والتي لم تعد حتى بضاعة مقبولة للكيان نفسه، وفي هذا الاتجاه تنزاح كتلة ضخمة من الرهانات على هذه المنظومات ليصبح العدو وجها لوجه مع حقيقة هذه الانتفاضة بحيث تعلو الأصوات من داخل الكيان التي تقر بأن كل انواع الرغبات الصهيونية ومعها الطبخات التي دأبت على تسلية سكان الكيان بأنها قادرة على تحقيق الحسم الصهيوني قد غدت فاشلة ولا بديل عن الانسحاب من الضفة المحتلة قبل أن تكون النتيجة المقبلة أفدح بكثير.
التحديات التي فرضتها العملية الأخيرة أوسع من أن يتم حصرها بمجرد بعض الخطوات التي رفض العدو عن اعلان معظمها واكتفى بمجرد تعطيل التصاريح التي منحت لبعض أبناء شعبنا في دخول الوطن المحتل أو تطويق مدينة يطا وفرض الحصار عليها وهدم منازل الفدائيين الفلسطينيين، يريد العدو أن يوحي بهذا الستار المصطنع من السرية حول الخطوات بأن هنالك فعلا ما يمكنه أن يقوم به لخنق الانتفاضة أو لخنق المقاومة وأنه على طريق تحقيق هذه الاهداف بترجمة هذه الخطوات التي توافق عليها وتكتم عنها، وفي الواقع فإن هذا الكيان لا يمتلك شيئا البتة سوى ما أعلن عنه وقام به وما الباقي المزعوم إلا مجرد ترهات لا قيمة لها، ما الذي لدى العدو فعلا سوى ما فتأ يقوم به منذ احتل فلسطين في العام 1948؟ هل يريد تفعيل برنامج اغتيال القيادات الفلسطينية كما بدأ بإعلانه لبيرمان نفسه؟ أم يريد العدوان على غزة مجددا؟ والسؤال هل ذلك جديد أم أنه لم يجربها من قبل؟
كيان العدو المهزوم والمتآكل سيجد أمامه الكثير من مفاجئات الانتفاضة الشعبية الشبابية المباركة وعملياتها النوعية المقبلة كما سيجد في هذه الأثناء الرد الذي سيزلزل كيانه إن حاول أن يلجأ إلى اختبار ما اختبره سابقا في غزة، وفي الوقت الذي تقوم به منظومات الهزيمة والفشل باجترار ما كانت تقدمه للكيان وهو يدرك هذه المرة أنها بضاعة فاسدة لا قيمة لها ولا قيمة لمقدميها، تأخذ الانتفاضة المباركة في إدارة الصراع مع العدو بطريقتها الخاصة التي نجت من كل الصيغ التي خبرها العدو سابقا وواجهها في كل المحطات الكفاحية الفلسطينية السابقة، وإذا أراد العدو فعلا أن يخفف من أكلافه التي ستأخذ طريقها في الارتفاع في المستقبل القريب وأن ينجو من مفاجئات تطال جوهر كيانه المتخم والمترهل فعليه أن يأخذ ذيله بين أسنانه وينسحب من الضفة المحتلة والقدس المحتل قبل أن يرغم على ذلك وإنا لصادقون....