الجمعة 27 أيار (مايو) 2016

سياسات أردوغان .. ستسرع في نهاية عهده!

الجمعة 27 أيار (مايو) 2016 par د. فايز رشيد

كلف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان, بن علي يلديريم لتشكيل حكومة جديدة, بعيد انتخابه رئيسا لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا. وقبيل ذلك، استقبل اردوغان رئيس الوزراء (المركول) احمد داود اوغلو, وتسلم منه استقالته. وقالت الرئاسة في بيان لها ان “الرئيس طلب من داود اوغلو تصريف الأعمال حتى تشكيل مجلس وزراء جديد”.
وفور انتخابه رئيسا للحزب الحاكم في مؤتمر استثنائي في انقرة، دافع يلديريم عن الانتقال إلى نظام رئاسي، الأمر الذي يعني أنه سيكون تابعا لأردوغان. ويتوقع المراقبون: ان تبصر الحكومة الجديدة النور منتصف الاسبوع المقبل. ويرجح ان يتولى بيرات البيرق، وزير الطاقة وصهر اردوغان, حقيبة الاقتصاد خلفا لمحمدالحزب:” ما علينا انجازه هو دستور جديد ونظام رئاسي” مشيدا بالطبع “برفيق دربه” الرئيس اردوغان, وقد وصفه بأنه “مهندس تركيا”. اردوغان يمسك بزمام السلطة في تركيا منذ عام 2000 , كرئيس للحكومة اولا ثم كرئيس للبلاد بعد فوزه في اول انتخابات بالاقتراع العام في 2014. أردوغان يواجه انتقادات عنيفة من قبل معارضيه الذين يتهمونه بالدكتاتورية والاستبداد.
إن الرئيس التركي يصر على تعديل النظام من اجل تعزيز صلاحياته كرئيس، وهو ما تحتج عليه المعارضة البرلمانية وغالبية من الناخبين، ذلك بحسب استطلاعات الرأي. من جهته, دافع يلديريم في خطابه عن خط اردوغان, قائلا بأنه لن تتوقف العمليات العسكرية ضد الأكراد, طالما لم يتم احلال الأمن من جديد للمواطنين. وفي كلمة وداعه التي كشفت عن بعض المرارة، اكد احمد داود اوغلو ان رحيله لم يكن “خياره”، وأنه استقال (عمليا أقيل) للمحافظة على وحدة الحزب. ومع وصول يلدريم لرأس الحكومة والوفي لرئيسه، سيتمكن اردوغان من احكام قبضته على السلطة التنفيذية, وطي صفحة داود اوغلو, الذي ظهرت معه خلافات ولا سيما حول النزاع مع الاكراد, والمفاوضات بشأن الاتفاق الذي ابرم مع الاتحاد الاوروبي في مارس الماضي, للحد من تدفق المهاجرين إلى اوروبا. وعلى هذا الصعيد، دعا يلديريم امس الاتحاد الاوروبي إلى وضع حد للغموض” حول انضمام تركيا للاتحاد. علما أنها قدمت طلبا بذلك منذ 1987. أما حول اتفاق الهجرة فأضاف قائلا: “حان الوقت لنعرف ما رأي الاتحاد الاوروبي حيال تركيا”. وسبق ان وجه اردوغان انتقادات كثيرة الى بروكسل، ما اثار غموضا حول مستقبل الاتفاق الاوروبي التركي، ولا سيما في بنده الاساسي, الذي ينص على اعفاء المواطنين الاتراك من تاشيرات الدخول إلى تجمع تشنغن.
أيضا, فإن المواقف التركية تثير الأهتمام في سؤالين: هل الحرب على داعش حقيقة أم تضليل مقصود؟ وهل حقا يريد أردوغان ضرب داعش؟! إذ بعد المساعدة العلنية لداعش والنصرة وكل التنظيمات الأصولية المتطرفة, ها هي تركيا تقوم ومثلما يدعي إعلامها بقصف معسكرات داعش!. تركيا, التي تصور أنها كسرت سياسة ما ادعته من حياد! تمارس ديماغوجية مكشوفة, فقد قررت روسيا استئناف هجماتها لضرب المتسللين من الأراضي التركية إلى سوريا (هذا وفقا لوزير الدفاع الروسي). خمس سنوات وتركيا تسهل لداعش وغيرها من العصابات الإرهابية, التسلح والتنظيم واستيطان الحدود. وساعدت ولا تزال في عبور الإرهابيين لتلك الحدود, لممارسة جرائمهم وذبحهم وموبقاتهم وآخرها, التفجيرات الإرهابية الهمجية في جبلة وطرطوس.
اردوغان وتر الأجواء مع مؤسس الحزب عبدالله جول وهو رئيس تركيا الأسبق. إن أردوغان مملوء غرورا وهوسا, ليكون الحاكم بأمره في بلده , وهو لا يحتمل معارضة من أحد!. رتب صفوف الجبش التركي وفق أهوائه, فأقال العديدين من كبار جنرالات الجيش وضباطه. قيد الحريات الصحفية, يعتقل كل من يخالفه. قمعَ مظاهرات الجماهير التركية, ويريد تغيير قواعد الحكم من خلال استفتاء على توسيع صلاحيات الرئيس, وهو ما زاد في غضب الجماهير التركية عليه.. فقواعد الحكم مستقرة فيها منذ أرساها أتاتورك. كل ذلك من أجل مجده الشخصي وطموحاته السلطانية العثمانية!. اعتقد أردوغان أنه سيساهم في رفع مجد تركيا ليذكره التاريخ كأتاتورك, خاب ظنه, وها هو يجني حصاد الفشل. نعم لقد أصيب “السلطان العثماني” بالغرور وصولا إلى الحد الذي سيقتل فيه الأخير صاحبه!
هذا إضافة إلى توتير العلاقة مع الأكراد. كذلك, إن ما تباهى به أردوغان مراراً, بأنه وحزبه استطاعا التوفيق بين مفهومي الإسلام والعلمانية في حكم تركيا، بات معرضاً للطعن في صحته، فالذي تبين أن حزبه مثل غالبية الأحزاب التي تسلمت السلطة في بلدانها، مليء بالفساد والمفسدين, رغم ما يتبجح به من طهارة. لذا ليس مستبعدأ أن تتم تغييرات في تركيا, واحتمال انقسام الحزب الحاكم, ففضائح الفساد كثيرة وتستشري في الحزب ,ولقد طالت وزراء مهمين وأبناءهم بمن فيهم ابنا أردوغان نفسه. هذه السياسات في كل ما طرحناه, والتخبط ستوديان بأردوغان إلى الهاوية وأفول نجمه.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 67 / 2165476

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع فايز رشيد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2165476 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010