الجمعة 20 أيار (مايو) 2016

إسرائيل تتجه لأكثر حكومة متطرفة في تاريخها

الجمعة 20 أيار (مايو) 2016

برهوم جرايسي
الناصرة- أكد عدد من المحللين العسكريين الإسرائيليين، المعروفين بقربهم لقيادة جيش الاحتلال، وجود حالة من التوتر بين قادة الجيش، إثر قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ضم أفيغدور ليبرمان الى حكومته، واسناد حقيبة الحرب له، بدلا من موشيه يعلون، لتصبح الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ اسرائيل.
ورغم أن الأخير ليس بعيدا في أفكاره عن ليبرمان، إلا أنه، بحسب المحللين، يبقى منصتا أكثر لتقييمات قادة العسكر، بينما ليبرمان أكثر في الأشهر الأخيرة من انتقاداته للجيش ووزيرهم، مطالبا إياهم بشن حرب على قطاع غزة، والعمل على انهيار السلطة في الضفة.
وقال المحلل العسكري عاموس هارئيل في مقال له في صحيفة “هآرتس”، إن “قيادة أركان الجيش تلقت قرار بتعيين ليبرمان بمفاجأة كاملة، وبتخوفات ليست قليلة. وتماما مثل وزيرهم يعلون، فإن الجنرالات لم يتوقعوا قرارا سياسيا سخيفا كهذا، نسجه رئيس الوزراء”.
وأوضح المحلل يوسي يهوشع، في مقال في صحيفة “يديعوت أحرنوت”، إنه ليس الخوف من وزير حرب مدني، أو من كونه رجل يمين، وإنما التخوف من شخص لا ضوابط له، يطلق تصريحات متطرفة، وغالبا ضد مواقف وتقييمات الأجهزة الأمنية، وهذا بالذات من سيتم تكليفه لإدارة شؤون الأمن.
وحذر من الثمن الذي سيكون لهذا التعيين، قائلا إن “الجيش ليس ملعب تنس، وإذا لم يفهم ليبرمان المخاطر والمسؤولية في هذا المنصب، فإن جهاز الأمن سيكون غارقا في مشكلة”.
وقال المحلل العسكري في القناة الأولى للتلفزيون الإسرائيلي، أمير بار شالوم، إن قيادة الجيش ترى في تعيين ليبرمان اشكالية، فليبرمان سياسي يميني متطرف، وانتقد الجيش كثيرا، خاصة خلال العدوان على غزة عام 2014، عندما دعا إلى إعادة احتلال قطاع غزة وتسويته بالأرض والقضاء على حركة حماس، وضرب السلطة اقتصاديا كي تنهار.
وأفاد المحلل العسكري البارز رون بن يشاي، في مقال له في موقع “واينت” الاخباري على الانترنت، إن نتنياهو يخاطر بالأمن القومي بصورة غير معقولة’ بتعيينه ليبرمان وزيرا للحرب. وقال إن القرار يتسم بعدم المسؤولية باستبدال وزير حرب خبير، مزاجه بارد، قادر على ترجيح الرأي ولديه رؤية استراتيجية، بوزير حرب ليس لديه أي خبرة أمنية، وطبيعته غير متوقعة، سيضطر إلى اتخاذ قرارات ربما تحسم مصيرنا جميعا منذ الثانية الأولى التي سيدخل فيها إلى المنصب.
وحذر بن يشاي، من أن قرار نتنياهو بمثابة رسالة تحذير وتهديد لقادة الجيش وأجهزة المخابرات، بأن من يطلق تصريحا وموقفا مخالفا لموقف أحزاب الائتلاف الحكم، فإنه سيجد نفسه خارج اطار عمله.
وأضاف بن يشاي قائلا، إن من سيجلس في مقر وزارة الحرب في تل أبيب الآن الشخص الذي اقترح قصف سد أسوان وتحويل غزة إلى ملعب كرة قدم. ولنذكر أن ليبرمان تحول بعد هذه التصريحات إلى وزير خارجية غير مرغوب فيه في مصر. والتعاون الأمني مع مصر هو حجر أساسي في أمن إسرائيل في هذه الفترة التي يشكل فيها داعش تهديدا على حدودنا الجنوبية والشمالية. وليس صعبا تخيل كيف سيكون رد فعل (الرئيس المصري عبد الفتاح) السيسي عندما يعرف من هو شريكه. وشدد بن يشاي أنه بتعيين ليبرمان سيدفع الثمن الفلسطينيون والجنود الإسرائيليون ومواطنو دولة إسرائيل لأن يد أحدهم ستكون خفيفة على الزناد.
وحذر المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” أمير أورن، من أن ليبرمان وهو الشخص الذي ستكون اصابعه فوق الازرار الحساسة جدا. وهو الذي سيقرر وليس نتنياهو من سيكون رئيس هيئة الاركان القادم. وبدون موافقته لن يتم تعيين أي جنرال أو رئيس الاستخبارات العسكرية أو قائد سلاح الجو أو منسق الاعمال في الضفة وقائد المنطقة الوسطى. لأن هذه مناصب حيوية وهامة للمستوطنين. وايضا ضباط رفيعو المستوى في السايبر والعمليات الخاصة. من المنطقي أن ليبرمان يطمح الى هذه القوة. والامر غير الطبيعي هو أن يختار بنيامين نتنياهو منح ليبرمان هذا الدور وهذه القوة.
وقال الكاتب التقدمي غدعون ليفي في مقاله أمس في صحيفة هآرتس، لقد حدث شيء ما في اسرائيل محظور الاستخفاف به ولو للحظة. مجرد الاقتراح على ليبرمان بأن يكون وزير الحرب، هو رفع علم أسود لم يسبق أن رفع مثله، وتجاوز لخط احمر لم يسبق أن تم تجاوزه. الحديث يدور عن اقتراح غير شرعي لأن ليبرمان هو شخصية غير شرعية في الأصل، حتى لو انتخب في انتخابات ديمقراطية. لاول مرة في تاريخ الديمقراطية يتحول خطر الفاشية الى أمر حقيقي وفوري.
كما انتقد النائب والشخصية البارزة في حزب “الليكود” بنيامين بيغين قرار نتنياهو وقال، إن هذا تعيين مهووس، وأضاف أن “هذه الخطوة تعكس عدم مسؤولية تجاه جهاز الأمن ومواطني إسرائيل”. وقال إن “رئيس الوزراء على ما يبدو يفضل تبديل الصعوبات بإدارة ائتلاف ضيق بمخاطر أكبر من إدارة ائتلاف كهذا”. وعبر وزير الحرب الأسبق موشيه آرنس، (90 عاما) من حزب الليكود، عن أمله بأن لا يخرج هذا القرار الى النور مؤكدا أن القرار يعد خطأ فادحا.
وبعد أن بعث يعلون “المقربين” منه لاطلاق التصريحات الغاضبة في وسائل الإعلام، قال يعلون بشكل غير مباشر، في خطاب له أمام اجتماع لضباط جيش الاحتلال، إنه يوجد فقدان بوصلة أخلاقي في مسائل أساسية، وهي مفهومة تلقائيا لدي. ولو تعين عليّ إعطاء نصيحة ذهبية، فهي السير بموجب بوصلة وليس وفق دوارة’ التي تدل على اتجاه الريح. ويبدو أن يعلون كان يلمح بأقواله هذه إلى نتنياهو المتهم بأنه يريد تعيين ليبرمان بسبب الأجواء السائدة في اليمين".
وقال يعلون ايضا، إن “الأغلبية العاقلة ليست في ذلك المكان، لكن الحجر في البرميل الفارغ يصدر ضجيجا أعلى، لكن الحجر لم يعد صغيرا. ومجرد الحقيقة أن منتخبي جمهور يصرحون بصورة ربما يريدون من خلالها خدمة أصوات معينة في المجتمع ولكن من خلال فقدان البوصلة الأخلاقية، ما هي القدرة القيادية؟ السير في طريق السجود للبقرة الذهبية؟”.
ومن المتوقع أن يتم استكمال الاتفاق بين حزب الليكود الحاكم، وحزب “يسرائيل بيتينو” بزعامة ليبرمان، اليوم الجمعة، حتى يتسنى عرضه على الكنيست، إما يوم الاثنين، أو الثلاثاء القادمين، وبذلك، ستتحرر الحكومة الحالية من الأغلبية الضيقة، التي ترتكز عليها، لتصبح أغلبية من 67 نائبا من اصل 120 نائبا، وهي أغلبية قادرة على أن تضمن لنتنياهو الاستمرار في حكومته، حتى يوم الأخيرة، وفق القانون، اي في خريف العام 1919.
ولا يواجه نتنياهو أية معارضة من أحزاب الائتلاف على ضم ليبرمان وتوزيع الحقائب، فيما تقدر مصادر حزبية، أن يُجري نتنياهو تغييرات في الحقائب الوزارية، وحتى أمس، لم يكن واضحا ما هو قرار موشيه يعلون، فهل سيقبل بحقيبة الخارجية، التي يعرضها عليه نتنياهو، حسب مصادر في الليكود، أم يقرر الخروج من الحكومة كليا، ما سيؤجج خلافا أشد في داخل “الليكود”.
ويواصل المقربون من نتنياهو التفاوض مع المقربين من ليبرمان لادخال حزب اسرائيل بيتنا اليميني المتطرف الذي يتزعمه الى الائتلاف الحكومي.
وتقول التسريبات من جهة والصحافة من جهة اخرى ان التوصل الى اتفاق بين الطرفين اصبح وشيكا.
ومع المقاعد الستة التي حاز عليها حزب اسرائيل بيتنا في البرلمان، سيحقق نتنياهو هدفه المعلن بتوسيع ائتلافه الحكومي الهش.
ومنذ فوزه في الانتخابات التشريعية في اذار/مارس 2015 لم يخف نتنياهو رغبته في توسيع غالبيته التي اتاحت تشكيل حكومته الرابعة، لكنها تقتصر على صوت واحد، الامر الذي يبقيه تحت رحمة شركائه في الائتلاف.
وعودة ليبرمان ، الذي شغل منصب وزير الخارجية بين (2009-2012 ثم 2013-2015) ، مثيرة للجدل لانه شخصية غير محبوبة لدى الاوروبيين والفلسطينيين.
وتثير عودة ليبرمان الى الساحة عددا من التساؤلات وقلق المجتمع الدولي فيما يتعلق بسياسة حكومة نتنياهو خاصة حول الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
ففي 2015 اقترح ليبرمان “قطع الرأس بالفاس” عقابا لكل من لا يكن الولاء من عرب اسرائيل للدولة العبرية.
كما انه بات مكروها لدى الاوروبيين عند توليه وزارة الخارجية حتى بعد استبعاده من المفاوضات مع الفلسطينيين. وهو من مؤيدي فكرة تبادل الاراضي بسكانها مع الفلسطينيين.

الغد



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 19 / 2165372

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع شؤون الوطن المحتل  متابعة نشاط الموقع أخبار «اسرائلية»   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2165372 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010