السبت 7 أيار (مايو) 2016

لنواجه القضم المتدرج فوراً....

السبت 7 أيار (مايو) 2016 par رئيس التحرير

العدو الصهيوني يحاول اليوم خلط الأوراق أمام الانتفاضة المستمرة بآخر ما لديه من أوراق بعد أن أيقن أن لا إمكانية لخنقها ولا لوقفها فهي لا زالت مستمرة، وإذا كان مقياس بعض المراقبين الاعلاميين هو عدد الشهداء فإنه مقياس خاطئ على الأقل بالنسبة للعدو الصهيوني الذي بات يدرك أن الانتفاضة تتجه لخيار العمليات النوعية، كما تتجه لخيار الضرب في منطقة الوطن المحتل السليب عام 48 في ذات الوقت الذي تمارس ضرباتها النوعية في الضفة والقدس، والاسابيع القليلة الماضية برهنت على هذا الخيار الذي تراه الانتفاضة فسحة للتخفيف عن الميدان الجماهيري الفلسطيني، على الأقل حتى تنضج ظروف إعلان العصيان المدني الشامل وتندفع الجماهير لاحتلال الشوارع والميادين، وهذا العدو اليوم بات متيقناً أن مغامرة جديدة وعدوان جديد على غزة ربما يكون المخرج الاخير لوقف الانتفاضة المباركة.

بالقطع أن زخم الانتفاضة المندلعة منذ أكتوبر الماضي قد خفت شعبيا وشبابيا نتيجة لعدد من العوامل التي شكّلت كابحا للعنفوان ولكنها لم تنفع في اقتلاع الانتفاضة التي لا زالت عملياتها واشتباكاتها قائمة، وصحيح أن في العوامل القوية كان جريمة« التنسيق الأمني» الذي مارسته أجهزة «سلطة الأوسلويين» عدا عن انخراطها المباشر بقمع الحراكات الشبابية واعتقال المناضلين والوطنيين الفلسطينيين على مختلف انتماءاتهم الفكرية والسياسية والتنظيمية، بل وصولا في بعض الاحيان إلى المشاركة في عمليات العدو لاغتيالهم وتصفيتهم جسديا، وفي العوامل تجنيد العدو لأقصى ما لديه من إمكانات وخبرات أمنية وقمعية مع ما رافق ذلك من إعدامات ميدانية بقصد الإرهاب الذي تمارس شتى أنواعه مؤسسات الكيان ضد شعبنا المناضل، كما تخلف قوى فلسطينية كثيرة عن القيام بواجبها الوطني فصائليا ومؤسساتيا، ولكن العامل الذي كان فوقها جميعا تخاذل منظمة التحرير عنها وتركها لتقارع الجميع بظهر مكشوف.

المبررات التي يلجأ لها كيان العدو في مسألة أنفاق المقاومة هي مبررات صارخة في السخافة ولا يمكن أن تنطلي على عصابة المجتمع الصهيوني لأن هذه الأنفاق كما يتيقن العدو هي أحد أشكال السلاح الأساس الذي تصر عليه المقاومة سواء في غزة أو في أي بقعة من الوطن المحتل، ويعلم العدو تماما أنه لا يمكنه إغلاق أو شل هذا السلاح مهما كان تعداد الهجمات التي يواصلها على قطاع غزة أو تعداد محاولات تدمير هذه الانفاق حتى لو كانت مغامرته واسعة ومركبة، لأن عدوان العام الماضي أثبت أنه لن يستطيع تحقيق هذا الهدف فضلا عن أنه لن يستطيع تجنب الخسائر الفادحة التي ستصيب كيانه بالشلل مثلما تصيب جنوده بالفزع والرهاب خاصة وأن تسعة من جنود نخبته قد فقدهم في حربه الاخيرة على المقاومة ويعلم أنه سيدفع الثمن الباهظ لاستردادهم وهو الذي ذكرته به الصحافة الصهيونية مؤخرا معلنة أنه لو تم كشف اخفاقاته الاخيرة لحدث زلزال كبير في مجتمع الصهاينة لن يقوى على مواجهته.

نحن على ثقة تامة بجهوزية فصائل المقاومة في غزة الصابرة المحاصرة وقدرتها على رد عدوان الكيان الصهيوني وقد فعلت حسنا أن أعلنت ذلك صراحة مجتمعة، ولنا أيضا ثقة بقدرة أبطالها على النيل من غطرسة العدو وتكرار إلحاق الألم الفعلي بهذه المرة ولكن الأمر الذي لا يجب التهاون فيه بالمطلق هو ترك العدو ليمارس غاراته وخروقاته لتلك الهدنة عقب عدوان العام الماضي دون رد متدرج لا يبقى فقط عند عنوان الهاون على تخوم القطاع، فالرسالة التي تصل هي الرسالة المكتوبة بحروف واضحة نافرة لا تحتمل لبس التهجئة ولا الشك بغرضها ومدلولاتها، وإن حديث الأخ الناطق الرسمي باسم كتائب الشهيد عبدالقادر الحسيني في هذا المجال الاخ« أبو الوليد» كان واضحا وصريحا ولا بد من ترجمته دون انتظار طويل يهزّ من قيمة الردع الذي يعوّل على تجسيده فورا وعدم السماح للعدو اليوم بتنفيذ سياسة« قضم الردع» التي يعد لها من خلال نشاطه الاختراقي اليومي في غزة والتي يهدف من خلالها لوئد الانتفاضة من جهة وخلق معادلة جديدة مع القطاع من جهة أخرى، هذه سياسة العدوالجديدة «القضم المتدرج» فلا بد من مواجهتها فورا .....



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 107 / 2165674

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف مقالات رئيس التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

22 من الزوار الآن

2165674 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 25


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010