الجمعة 1 نيسان (أبريل) 2016

حياة الفلسطيني في ملعب تجاذب أميركي ـ إسرائيلي

الجمعة 1 نيسان (أبريل) 2016 par حلمي موسى

ردّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أمس، بشدة على الرسالة التي بعث بها السيناتور الأميركي باتريك ليهي لخارجية بلاده، يطالبها فيها بالتحقيق في الاتهامات بتنفيذ اعدامات بحق الفلسطينيين خارج القانون. واعتبر نتنياهو أن «الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن ليسوا قتلة، وإنما يدافعون عن أنفسهم في مواجهة مخربين ظامئين للدماء».
وكان زعيم حزب «هناك مستقبل»، يائير لبيد، أول من رد على ليهي في نوع من التنافس على كسب التأييد الشعبي. ومعروف أن استطلاعاً نشر في إسرائيل عقب قيام جندي إسرائيلي بقتل فلسطيني بعد اعتقاله أظهر أن 82 في المئة من الإسرائيليين يرون أنه لم يقترف جرما ولا ينبغي اعتقاله أو اتهامه بالقتل.
ونشر ديوان نتنياهو بلاغاً باسمه رداً على الرسالة التي بعث بها السيناتور ليهي وحملت توقيع عشرة آخرين من مجلس النواب، أوضح فيه أن «الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن ليسوا قتلة. فجنود الجيش ورجال شرطة إسرائيل يدافعون بأجسادهم، بشكل أخلاقي، عن أنفسهم وعن المواطنين الأبرياء، في مواجهة مخربين ظامئين للدماء جاؤوا لقتلهم. فأين القلق على المس بحقوق الإنسان لإسرائيليين كثر تم اغتيالهم أو أصيبوا على أيدي قتلة مجرمين. إن هذه الرسالة يفترض أن توجه ضد من يحرضون الأطفال على أعمال إرهابية وحشية».
وكان نتنياهو قد رد على رسالة ليهي بعد حوالي ساعة من إقدام زعيم «هناك مستقبل» يائير لبيد على نشر رسالة بعث بها إلى زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ، هاري ريد. وجاءت في رسالة لبيد لريد، الذي يعتبر بين أبرز أنصار إسرائيل، مطالبةٌ بإدانة رسالة ليهي والعمل على إحباط فحواها بـ «أسرع وقت ممكن». وكتب لبيد أن «الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن يعملون بحرفية بالغة في ظروف صعبة ومستحيلة، في مواجهة حملة، ووفق القانون الدولي والمعايير الأخلاقية الأسمى ـ بالضبط كما تنتظر كل دولة ذات سيادة من أجهزتها الأمنية أن تتصرف».
وأضاف لبيد في رسالته أنه «فيما تتعرض إسرائيل للهجوم، يستخدم أعضاء كونغرس موجة الإرهاب الحالية، من أجل زعزعة الأمن القومي لإسرائيل ويدعون إلى وقف المساعدة الأمنية لإسرائيل. إن على القيادة الديموقراطية أن تخرج ضد مثل هذه الأقوال».
واعتبرت أوساط يهودية أميركية أن نشر الرسالة في مجلة «بوليتيكو» جزء من المعركة الدائرة بين الحكومة الإسرائيلية وإدارة أوباما، وهو يهدف إلى زعزعة النظرية التي يستند إليها أنصار إسرائيل في واشنطن، والقائلة بأن إسرائيل هي الديموقراطية المستقرة الوحيدة في الشرق الأوسط. وهناك اعتقاد بأن نشر الرسالة سوف يترك أثراً واضحاً على كل النقاشات المتعلقة بالعلاقات الأميركية الإسرائيلية، والتي كثيراً ما تحتدم في ظل المعارك الانتخابية.
ورأت أوساط إسرائيلية أن الجمع بين إسرائيل ومصر في الاتهامات بانتهاك حقوق الإنسان مغرض نظرا للسمعة السيئة لمصر على هذا الصعيد. وقالت إن الغرض من ذلك هو إخراج أنصار إسرائيل في واشنطن عن طورهم، وتفنيد ادعائهم بأن الدولة العبرية هي الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط. وكان المتحدث بلسان ليهي قد قلل من أهمية إدراج إسرائيل مع مصر في الطلب، معتبرا أن ما يهم الأخير هو أن القانون الذي يحمل اسمه ينبغي أن يمارس ويجسد بشكل موحد على الجميع.
وكانت أوساط إسرائيلية مختلفة قد رأت في رسالة ليهي والنواب العشرة للخارجية الأميركية للتحقيق في انتهاكات الجيش والشرطة الإسرائيليين لحقوق الإنسان الفلسطيني محاولةً لوضع العصي في عجلات المساعدة الأميركية ـ العسكرية السنوية لإسرائيل. فالمطالبة بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، بما فيها تنفيذ إعدامات من دون محاكمة، يقود إلى تفعيل «قانون ليهي» الذي يحظر على وزارة الدفاع الأميركية تقديم مساعدات عسكرية لجهات أو وحدات تنتهك حقوق الإنسان.
وإذا أثبتت الخارجية الأميركية الاتهامات التي تتداولها عدة منظمات حقوق إنسان، بينها «أمنستي» (العفو الدولية)، فإن ذلك قد يؤثر على المساعدة العسكرية الأميركية التي تجري مفاوضات بشأنها. ولاحظت الأوساط الإسرائيلية أن أخطر ما في الأمر أن الرسالة تترافق مع الاتهامات الفلسطينية المتزايدة لإسرائيل بتنفيذ إعدامات لصبية فلسطينيين. لكن ما لا يقل أهمية أن نشرها توافق مع الجدال الداخلي والعالمي بعد أن نشرت منظمة «بتسيلم» شريطاً لجندي يعدم فلسطينياً بإطلاق الرصاص عليه بعد أن كان جريحاً وعاجزاً.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 36 / 2165388

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2165388 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 16


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010