الأربعاء 25 آب (أغسطس) 2010

يؤاف غالانت «مُنقِذ» الفلسطينيين

الأربعاء 25 آب (أغسطس) 2010 par سعد محيو

هدية دموية في إطار مسرحية هزلية ساخرة.

هذا قد يكون المعنى الحقيقي لقرار الحكومة «الإسرائيلية» تعيين يؤاف غالانت رئيساً للأركان، قبل أيام من استئناف المفاوضات المباشرة الفلسطينية «الإسرائيلية» في واشنطن.

فهذا الجنرال الذي كان قائد الجبهة الجنوبية إبّان حرب غزة العام 2008، مُتهم رسمياً من جانب هيئات التحقيق الدولية بارتكاب جرائم حرب. كما أنه مشهور بالتهوّر العسكري وبعشق العنف والتدمير، على رغم أنه حائز شهادة إدارة الأعمال من جامعة حيفا، وبالتالي، تعيينه في هذا المنصب وفي هذا الوقت بالذات، كان رسالة من فوق الماء إلى جميع الأطراف، تُفصح ببلاغة عن برامج الحرب التي تُعدها حكومة نتنياهو وهي تدّعي خوض غمار جهود السلام.

وإذا ما أضفنا إلى ذلك تصريحات نتنياهو التي تشترط اعتراف الفلسطينيين المسبق بيهودية دولة «إسرائيل»، وترفض التعهّد بوقف الاستيطان، نكتشف كم أن محادثات واشنطن ستكون مسرحية هزلية بالفعل.

بالطبع، «الرئيس محمود عبّاس» و«رئيس وزرائه سلام فيّاض» يدركان إلى درجة الملل هذه الطبيعة الزائفة والمثيرة للسخرية للمفاوضات. وهما، على أي حال، لم يوافقا على الانضمام إلى هذه المسرحية، إلا بعد ضغوط لاسابق لها من جانب إدارة أوباما التي نفّست عن مشاعر إحباطها من الإذلال الذي تعرّضت إليه على يد نتنياهو و«كونغرسه» في كابيتول هيل، بصبّ جام حنقها على الفلسطينيين.

والآن، تبدو الصورة كالآتي : إدارة أمريكية عاجزة فشلت في تحقيق أي إنجاز في السياسة الخارجية (عدا نيل جائزة نوبل التي يثبت هذه الأيام أنها كانت سابقة لأوانها كثيراً)، تُدير مفاوضات مشلولة، وسط تهديدات متبادلة بالانسحاب منها في أي لحظة.

ومع ذلك، تبدو إدارة أوباما مسرورة بهذا العرض المسرحي الساخر. فهي، من جهة، ستقول للوبي اليهودي القوي، عشية الانتخابات التشريعية الفرعية، بأنها تحوك رداء السلام بخيوط «إسرائيلية» نقيّة، وستدّعي أمام أصدقائها العرب، عشية التصعيد الجديد ضد إيران، أنها معنية بمراعاة عقب «أخيلهم» الفلسطيني الذي بَرَعت طهران في الضرب على وتره.

لكن «الفلسطينيين» و«الإسرائيليين» ليسوا مضطرين إلى ممارسة هذه الألعاب الإدعائية، فالأخيرون ماضون في تهويد ماتبقى من القدس و40 في المئة من الضفة الغربية، ويستعدون لجولات جديدة من الحروب تمتد في قوس من طهران إلى حارة حريك، مروراً بضواحي غزة. والأوائل لا يبدو أنه سيبقى أمامهم من خيار بعد مفاوضات واشنطن سوى إشهار سلاح إعلان قيام الدولة الفلسطينية من جانب واحد، والتي يُفترض أن يكون «سلام فيّاض» قد انتهى قريباً من بناء مؤسساتها، كما وعد.

وحينها، سيُسدل الستار على الفصل النهائي لمسرحية المفاوضات المباشرة، وسيُباشر بالتحضير لمسرحية جديدة يبقى فيها شعار الدولة الفلسطينية وفق حدود 1967 ضيف شرف اسمياً، فيما تدور الأحداث الحقيقية حول دولة واحدة بقوميتين في كل أراضي فلسطين التاريخية.

«إسرائيل»، وبعد أن أسفر الخلل الديموغرافي فيها لمصلحة «السفارديم» و«الهاريديم» وباقي منظومات اليمين التوراتي، باتت جاهزة لخوض معركة هذا الخيار الذي يُفترض أن يتم على رفات مليون من فلسطينيي 1948 لكن الفلسطينيين من أسف، ما زالوا يعيشون في ماضي تسوية أوسلو، ويتنازعون «سلطة وطنية» لا هي في الواقع سلطة ولا وطنية.

فهل يستفيقون قريباً من سباتهم، أم يكون على يؤاف غالانت القيام بهذه المهمة عنهم؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 22 / 2165622

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

2165622 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010