الجمعة 4 آذار (مارس) 2016

ألا ليت قومي يعلمون....

الجمعة 4 آذار (مارس) 2016 par رئيس التحرير

بكل أسف وصلت أمور الاستقطابات العربية في هذا الإقليم إلى منحدرات انتحارية لا سابق لها وأخذت مناحي في غاية الإضرار بالقضية المركزية للأمتين العربية والإسلامية ألا وهي قضية فلسطين ومقدساتها وشعبها المظلوم والمشرّد منذ قرن كامل، بينما ينعم العدو الصهيوني بفترات استرخاء تاريخية على الصعيد الاستراتيجي وهو يكاد ينهي الأهداف الاستراتيجية له بتصفية الجيوش العربية الرئيسة والمهددة لوجوده كما خط بذلك بنغوريون نفسه في العراق وسوريا ومصر.

شارون الذي التقى بوش الأصغر بعيد انتخاب الأخير أضاف لخطة بنغوريون تعديلا لم يكن واردا في خطته عند إعلان قيام الكيان الصهيوني في العام 1948، وتعديل الجنرال شارون كان أيضا استراتيجيا بالنسبة للكيان الصهيوني عندما سأله بوش عن قدرة الكيان على تحمّل خطر صدام حسين والعراق أثناء تولي الولايات المتحدة أمر الحرب في الخليج، عندها قال شارون بكل هدوء : إن العراق هو شقيقة (صداع نصفي) ولكن السرطان هو إيران، وهذه الجملة البسيطة من شاروت حملت التعديل الذي أراده.

إن أفضل الصيغ الممكنة بالنسبة للكيان الصهيوني كانت ولا زالت في ضرب العرب والمسلمين معا وليس مهما ما هي مادة الصراع المستخدمة في هذا الهدف طالما أنها ستحقق للكيان النتيجة الاستراتيجية بقبر قدرات هذه الأمة ومنعها من تهديد ما اغتصبه منها، وإذا كانت القومية لا تفي بالغرض طيلة افتعال الحرب بينها وبين الاسلام السياسي، فلتكن المادة هي الطائفية حيث تضمن التقسيم أفقيا وعموديا معا في ذات اللحظة وتعطي للكيان فرصة اللعب على معادلات جيودينية وسياسية جديدة.

لا شك أن مصلحة فلسطين وقضيتها ومقدساتها لن تكون ولم تكن يوما في تقسيم ولا تطاحن هذه الأمة مهما كانت الأسباب، بل مصلحتها وجوهر مصلحة أمتيها في التجميع والالتقاء والتلاقي لأن العدو المزروع فيها والمنتشر كالسرطان وهو يحضر لجولة التمدّد الاستراتيجي كما يظن بعد ان ينجز هدف تقسيم الامتين وإشغالهما معا، لن يفلت هذا العدو فرصة واحدة في تخريب أي لقاء ممكن وأي تعاون ممكن بين مكوّنات هذه الأمة بل سيعمل على تخريبها ولذا طار صوابه فرحا وهو يرى هذه الحروب وهذه الاستقطابات وهذا التخريب الكبير والدمار الأكبر على رماد كل هياكل التلاقي مهما كان حجمه متواضعا.

إن فلسطين تتألم وهي ترى هذه الصورة القاسية والقاتمة، وهي عبر انتفاضتها الملحمية على مدار اليوم عبر تضحيات شبابها وزهرات عمرها تواصل النداء اليومي لهذه الأمة أن تكفّ عن حرق مقدراتها في حروب عنوانها غير صحيح وقيمتها غير صحيحة فالبوصلة التي ستقود إلى كرامة العرب والمسلمين وعزتهم ومستقبلهم وتطورهم ونمائهم هناك حيث القدس وحيث يمكر العدو لاشغالهم عنها أطول فترة ممكنة وما يلزمه لتحقيق استراتجيته المعلنة بتحطيم جيوش العرب الرئيسة وتحطيم قوة المسلمين الواعدة، فهل تكون الاستجابة ولو متأخرة؟ ألا ليت قومي يعلمون....



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 76 / 2177207

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف مقالات رئيس التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

6 من الزوار الآن

2177207 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 6


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40