الجمعة 4 آذار (مارس) 2016

سفراء وعملاء في اغتيال “النايف”..!!

الجمعة 4 آذار (مارس) 2016 par عادل أبو هاشم

ألم يحن الوقت الذي يتوجب فيه على كل فلسطيني فضح وتعرية كل البؤر والمستنقعات التي يعشعش فيها كل من ارتكب جريمة خيانة الوطن وبيعه في سوق النخاسة..؟!

إذ ليس من الدقة ولا الصدق أن نستمر في التركيز على العدو الإسرائيلي بالرغم من دوره الأساسي في الكوارث والمصائب التي حلت بشعبنا دون أن نلتفت إلى داخل بيتنا ومجتمعنا لنطهره من الطحالب الفاسدة والعفن، والتائهون والضائعون بين العجز والانحراف، والسرطان الذي ينمو وتزداد أورامه في أحشاء الأمة.!

عندما قال القائد الشهيد صلاح خلف “أبو إياد” مقولته الشهيرة (أخشى أن تصبح الخيانة وجهة نظر) قالها على قاعدة أنها قد تكون ضرب من المستحيل والخيال.

ولم يخطر بباله أن يتحقق ما كان يخشاه، بل تجاوز الأمر ذلك لتصبح الخيانة في زمن أوسلو ايديولوجيا وليس فقط وجهة نظر.!

ايديولوجيا يفاخر بها ليلا ونهارا وعلى مرئ ومسمع من الجميع أبناء “خطيئة اوسلو”.!!

نذكر ما سبق ونحن نتأمل التراجيديا الفلسطينية المعمدة بالدم الطاهر والممتدة عل مدار أكثر من قرن من الزمان..!!

فمن موكب جنائزي إلى آخر، ومن شهيد يرتقي إلى آخر يسابقه، وكأنهم جميعا في سباق أسطوري يفيض برائحة القدس وعبق يافا واللد والرملة وحيفا.

ففي الطريق إلى ما تبقى من أرض الوطن، وفي مرثية جديدة على صفحة الحزن اليومي الفلسطيني ترجل القائد المناضل عمر نايف زايد النايف في جريمة صهيونية جديدة قال عنها إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” أنها “من أعظم الخزايا”..!!

فمنذ ورود الأنباء عن اغتيال القائد المناضل عمر النايف في قلب السفارة الفلسطينية بالعاصمة البلغارية “صوفيا” وجد الفلسطينيون أنفسهم أمام ثمرة جديدة للتنسيق الأمني “المقدس” بين سلطة رام الله والعدو الإسرائيلي طالما شاهدوها ولمسوها مئات المرات منذ “اتفاق أوسلو” المشؤوم..!!

لقد ذاق الفلسطينيون مرارة التنسيق الأمني بدءاً من مؤامرة تسليم مجاهدي خلية صوريف من حركة حماس عبد الرحمن غنيمات وإبراهيم غنيمات وجمال الهور عام 1997م للإسرائيليين، والتي كانت المؤشر على طبيعة المؤامرة التي نفذت لاحقا وهي تصفية قائد كتائب عز الدين القسام محيي الدين الشريف في مارس 1998م ومن ثم تصفية الشقيقين عماد وعادل عوض الله في سبتمبر من نفس العام.! مرورا باغتيال كل من القادة المجاهدين يوسف السركجي قائد كتائب عز الدين القسام في الضفة الغربية، ورفاقه نسيم أبو الروس، وجاسر سمارو وكريم مفارجة في يناير 2002م في مدينة نابلس، واستسلام مقر الأمن الوقائي في بيتونيا في اوائل شهر ابريل 2002 م، وتسليم 23 مناضلا من نشطاء المقاومة المعتقلين في مقر الأمن الوقائي في بيتونيا لقوات الاحتلال.!

واستمرت ثمار التنسيق الأمني بالتساقط من بعض قادة أجهزة أمن السلطة الذين استباحوا الدم الفلسطيني خدمة للعدو الصهيوني، فلم تترك الأجهزة الأمنية الفلسطينية حراماً إلا فعلته - دون رادع ولا حسيب- من التنسيق مع العدو لاعتقال القائد مروان البرغوثي والقائد أحمد سعدات، كما اعتقلت الالاف من عناصر حركة حماس والجهاد الإسلامي منذ مجيئ السلطة الفلسطينية في يوليو 1994 م، ومورس ضدهم أبشع أنواع التعذيب، ومنهم من استشهد داخل المعتقلات، ومنهم من تم اغتياله خارج السجون (محمد رداد ومجد البرغوثي وعبد المجيد دودين ومحمد ياسين ومحمد السمان وغيرهم) حتى جاءت “انتفاضة السكاكين” في بداية شهر أكتوبر 2015م، وكان اقتحام قوة من المستعربين الصهاينة للمستشفى الأهلي بالخليل في 2015/11/12 م واغتيال الشاب عبد الله عزام الشلالدة واختطاف ابن عمه الجريح عزام عزات الشلالدة قمة التنسيق الأمني، فقد اختفى حراس المستشفى فور وصول وحدة المستعربين.!.

ووصل الأمر برئيس السلطة أن يفاخر بأنه صاحب فكرة إغراق حدود رفح بمياه البحر، وليقر بتواطئه مع السلطات المصرية بإغراق الحدود بين فلسطين ومصر بمياه البحر للقضاء على الأنفاق.! الأمر الذي شجع رئيس جهاز المخابرات العامة في السلطة الفلسطينية اللواء ماجد فرج “جنرال التنسيق الأمني” بالاعتراف لصحيفة “ديفنس نيوز” الأمريكية بأن قواته نجحت منذ بداية “انتفاضة السكاكين” في أكتوبر 2015 م في إحباط أكثر من 200 عملية ضدّ الاحتلال، واعتقال 100ناشط فلسطيني وداهمت عشرات المنازل وصادرت كميات كبيرة من الأسلحة خلال ثلاثة شهور.!

لقد بدأت قضية الشهيد عمر النايف القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عندما سلمت النيابة العسكرية الإسرائيلية بتاريخ 15/12/2015م رسالة إلى وزارة العدل البلغارية بواسطة السفارة البلغارية في إسرائيل تطالب فيها بتسيلم الشاب الفلسطيني المقيم في بلغاريا عمر نايف حسن زايد النايف إلى إسرائيل باعتباره هارب من العدالة ومحكوم بالسجن المؤبد، وعلى الفور طالبت النيابة البلغارية بوضع عمر بالحجز لمدة 72 ساعة إلى حين اتخاذ القرار بالمحكمة السريعة لتقرير الاستجابة للطلب ام رفضه. ولكن عمر لم يسلم نفسه، ولجأ إلى مقر السفارة الفلسطينية باعتبارها الموقع الطبيعي والوحيد الذي يمكن أن يوفر له ولكل فلسطيني وفلسطينية الحماية القانونية والسياسية.

وكان عمر النايف (من مدينة جنين) هو وشقيقه حمزة ورفيقهم الثالث سامر المحروم قد قاموا بتاريخ 1986/12/15م بقتل مستوطن طعنا بالسكاكين في حارة السعدية في القدس المحتلة، وتم اعتقالهم بعد العملية مباشرة، وتم الحكم على ثلاثتهم بشكل سريع بالسجن مدى الحياة.

شقيقه حمزة أفرج عنه يوم الثلاثاء 2011/10/18م في صفقة “وفاء الأحرار” بين حركة “حماس” والحكومة الإسرائيلية والتي تم بموجبها الإفراج عن 1027 أسيراً فلسطينياً من سجون العدو مقابل إفراج حركة “حماس” عن الجندي الصهيوني الأسير "جلعاد شاليط، وابعد إلى غزة، وحاليا مقيم في عمان، وسامر أفرج عنه أيضا ضمن الصفقة ثم أعيد اعتقاله لاحقا.

بعد أربع سنوات في السجن خاض عمر إضرابا مفتوحا عن الطعام ونقل بتاريخ 1990/5/12م إلى مستشفى في بيت لحم، ومن ثم تمكن من الهرب من المستشفى الذي كان يخضع لحراسة من قوات الاحتلال حيث تخفى داخل الأراضي الفلسطينية إلى أن تمكن من مغادرتها لاحقاً، وعاش متنقلاً بين عدد من الدول العربية حتى عام 1994 م، ومن ثم سافر إلى بلغاريا وحصل على إقامة فيها، وتزوج هناك من فلسطينية وأنجب ثلاثة أبناء كلهم يحملون الجنسية البلغارية.

وقد حمّلت عائلة الشهيد عمر النايف السلطة الفلسطينية المسؤولية عن حادث اغتيال نجلها في مقر سفارة فلسطين في بلغاريا.

وقال حمزة شقيق الشهيد: “السفير الفلسطيني احمد المذبوح شريك في اغتيال أخي عمر، السفارة الفلسطينية ومنذ اليوم الأول للجوء عمر إليها وهي تضيق عليه الخناق، وحاولوا إخراجه من السفارة، وكانت تطلب منه مغادرة السفارة، والطاقم الأمني لم يشكل له حماية بالمطلق”.

ويوضح أن السفير الفلسطيني في بلغاريا احمد المذبوح كان يقول لشقيقه حرفياً: “سوف يضعون لك السُم في الطعام ويقتلونك، والطيارة تنتظرك لتعيدك إلى إسرائيل”..!!

وأكد حمزة أن: “عمر تعرّض لضغوط كبيرة من السفارة الفلسطينية في بلغاريا لإخراجه منها، وتعرّض للضغط النفسي والمعنوي حيث كان يتم احتجازه في سرداب، ويُمنع من مقابلة عائلته، بعدما كان يسمح لزوجته بزيارته مرتين أسبوعياً فقط ولفترات قصيرة، بالإضافة إلى الضغط عليه للخروج من السفارة وتحمّل المسؤولية بمفرده”..!!

وقال أحمد شقيق الشهيد: “شقيقي كان يتعرض لتهديدات مباشرة وغير مباشرة من قبل بعض أفراد السفارة وخاصة السفير حيث كانوا يطالبوه بالخروج من السفارة التي احتمى بها بعد تهديده من قبل الموساد الإسرائيلي بالاعتقال”.
ويتساءل الشعب الفلسطيني الذي عاش لسنوات طويلة من الضياع السياسي والاقتصادي وفقدان الثقة بالقيادة:

هل وصل التنسيق الأمني مع العدو إلى سفاراتنا في الخارج لملاحقة وقتل المجاهدين؟، وهل أصبحت السفارات الفلسطينية خنجرًا مسموما في ظهر القضية.؟؟!!

للتاريخ فإنه لم تسيء إلى القضية الفلسطينية على مدار تاريخها الطويل حالة شائكة - بعد العملاء- كما أساءت “بعض” السفارات والممثليات الفلسطينية للقضية.!

فقد عانى الفلسطينيون في الشتات من حجم الفساد الذي ينخر في السلك الدبلوماسي الفلسطيني، ووضع بعض المنافقين والانتهازيين والأفاقين و“كذابين الزفة”، والذين لا يملكون أي تاريخ نضالي أو سياسي في مناصب سفراء وممثلين لدولة فلسطين والسلطة الفلسطينية، والذين حولوا هذه السفارات إلى دكاكين سياسية، وما يصاحبه من عفن ومرض أدى بها إلى أن تكون عبئا ثقيلا على جالياتنا، ومسيئة لسمعتنا، وسببا لتنفير الناس من قضيتنا العادلة، وسببا في السخرية من كيانيتنا السياسية، بل والسخرية حتى من زعاماتنا التاريخية.!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 27 / 2165466

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع عادل أبو هاشم   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2165466 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 16


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010