الثلاثاء 24 آب (أغسطس) 2010

سيناريوهات الفناء لـ «إسرائيل»

الثلاثاء 24 آب (أغسطس) 2010

لخصت الأدبية مرغريت ايتوود في كتابتها الشاعرية المؤثرة نتائج تجربتها من زيارتها «إسرائيل»، وحاولت أن تقترح عدة امكانات للمستقبل الذي يمكن تخيله عندما نتأمل الوضع الراهن. تنتهي ستة سيناريواتها الاولى للمستقبل بنوع من الفناء لدولة «إسرائيل»، اما في السابع المتفائل المراد من بينها، فان التناغم الفلسطيني - «الاسرائيلي» في ذروته. لكن يبدو ان رؤية «الوضع» المتشائمة او المتفائلة عند ايتوود تتعلق بأفعال «إسرائيل» فقط.

هكذا يوصف هذا السيناريو في أساسه : «يأتي الزخم من «إسرائيل»، تتخلى «إسرائيل» عن هضبة الجولان، ويدرك قادة «إسرائيل» انهم محتلون، ويصوت المؤتمر الصهيوني العالمي مؤيدا تجميد المستوطنات وحل الدولتين، وينتهي الاحتلال، ويعلن الفلسطينيون الاستقلال، وتدرك «إسرائيل» أنها لا تستطيع نقض القانون الدولي».

في مكان آخر وزمان آخر، زار غزة مراسلان من صحيفة «نيويورك تايمز»، هما مايكل سيلكمان وايتان برونر. حدث ذلك قبل نحو شهر في ذروة أحداث القافلة البحرية. مكث المراسلان في غزة 12 يوما وتحدثا الى السكان، في محاولة لاستطلاع الوضع داخل القطاع ووصف آثار الحصار «الاسرائيلي» والمصري والأزمة الغزية العامة. لكن بين الأوصاف الأدبية والصحافية، من المستقبل الأول الى السابع، او من اليوم الاول الى الثاني عشر في الواقع الغزي، يغيب عنصر مهم عن قصتها هو العنصر الفلسطيني. يبدو في نهاية مشاهدتهم أن من يحرك عجلات الزمن في المنطقة هي «إسرائيل» وحدها.

كيف يمكن ألا توجد أي دعوة على المسؤولية الفلسطينية في محاولة لاحراز المستقبل المأمول، كالتذكير مثلا بعدم اعترافهم بدولة «إسرائيل» على انها دولة يهودية حتى اليوم؟ وكيف يمكن ألا يوجد أي ذكر لاطلاق الصواريخ على الجنوب عندما يتحدثون عن الواقع السيىء في غزة وعن أسباب القتال؟ تغيب كل مسؤولية عن العنصر الفلسطيني. يزورون «إسرائيل» ويرون «من طريقها» ولا يرونها. ويزورون غزة ولا يرون سديروت.

يجب تتبيل المستقبل السابع وتحليل الواقع الحالي بالماضي وبالحقائق. اذا قرأنا المقتبسات التي يأتي بها مراسلا «نيويورك تايمز»، اللذان لا يمكن اتهامهما بحب «إسرائيل» والعياذ بالله، يمكن أن يتبين لنا ان الماضي الفلسطيني حي يرزق في الحاضر أيضا. فالسكان لا يشكون مثلا من عدم وجود الغذاء او من أزمة انسانية بل العكس، يستشيطون غضبا عندما يزعمون ان هذه هي المشكلة. انهم يريدون العمل في «إسرائيل» ويريدون في الوقت نفسه طردها من المنطقة: «نحن نؤمن بحق «إسرائيل» في الوجود، لكن لا على أرض فلسطين. في فرنسا او في روسيا، لا في فلسطين». هذا هو الحاضر السابع الحقيقي. انه استئناف ماض اشتمل على اتفاقات اوسلو، وعمليات دموية، واخفاق محادثات كامب ديفيد، وانتفاضة وخطة انفصال كارثة.

خطت «إسرائيل» في هذا الماضي خطوات بعيدة المدى نحو الجانب الفلسطيني، لكن هذا الماضي انقضى مثل هذا الحاضر الى رفض «العنصر الفلسطيني» الدائم كل سلام وجوار حسن. اليوم، مع بدء المحادثات المباشرة، بمصاحبة رقص مراسمي ساخر يريد كل سياسي فيه صورة تشهد على مشاركته في «الانجاز»، يجب أن نتذكر ان المستقبل الحقيقي ليس متعلقا بـ «إسرائيل» وحدها.

- **«معاريف»



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2165450

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165450 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010