الثلاثاء 24 آب (أغسطس) 2010

هل يفعلها اوباما؟

الثلاثاء 24 آب (أغسطس) 2010

اذا حاكمنا الامور حسب سيماء وجه هيلاري كلينتون، حين اعلنت عن تدشين المحادثات المباشرة بين «إسرائيل» والفلسطينيين، فانه يمكن بالتأكيد ان نتوقع قمة فاترة في واشنطن. أي من الضيوف الذين سيجلسون حول طاولة الرئيس اوباما في 1 ايلول (سبتمبر) لن يجلب احد معه بشرى جديدة، هبة ريح، او بارقة حماسة. ولن يمدَّ أحدٌ يدا حقيقية للسلام بل مجرد قبضة مشدودة فتحت للحظة، بسبب الظروف وتحت الضغط. في الشرق الاوسط لا يسمعون عن رفيق أجنحة التاريخ، ولا في واشنطن ايضا. وعليه، فمن المتوقع للقمة أن تكون اجتماع مجرورين وليس زعماء شجعان.

نتنياهو يعرف جيدا انه لم ينتصر رغم أن واشنطن أخذت بموقفه ودعت الى البدء بمحادثات مباشرة دون شروط مسبقة. في اللحظة التي وافق فيها على البحث في كل المواضيع الجوهرية مكانة القدس، ترسيم الحدود ومشكلة اللاجئين لا معنى لعبارة «شروط مسبقة». فهذه ستطرح على الطاولة بنفسها منذ لقاء العمل الاول بين الطرفين. مع شروط مسبقة او من دونها، سيتعين على نتنياهو أن يقرر اذا كان مستعدا ان يقسم القدس وان يخلي ما لا يقل عن خمسين الف مستوطن. هذه كل القصة.

أبو مازن يوجد بالضبط في ذات الوضع، ولكن على نحو معاكس: شرطه لطرح شروط مسبقة لم يؤخذ به. ومع ذلك، فهو يعرف جيدا ان اوباما لم يـَدْعـُه ُ الى الوليمة كي يتحدث عن الخضار الطبيعية التي تزرعها ميتشل قرب الساحة الخلفية. هو ونتنياهو يعرفان لماذا يأتيان وما هو المطلوب منهما، وكلاهما يعرفان بان ايا منهما غير قادر على توفير البضاعة. ولكن عندما يسأل اوباما من سيأتي الى وليمة المساء لا يرفضون.

في الـ 32 سنة الاخيرة لم توفر واشنطن ومحيطها للشرق الاوسط بدايات جديدة وواعدة. بيل كلينتون أغلق على نفسه مع ايهود باراك وياسر عرفات في كامب ديفيد وخرج من هناك غاضبا حتى أن نصف أمانيه لم تكن في يديه. وفي بلدة شيبردستاون، على مسافة ساعتي سفر من واشنطن، رتب كلينتون كل الظروف كي يتمكن باراك ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع ترتيب اتفاق سلام. في احتفال اشعال شموع السبت دعا باراك رجال مكتبه الى امسية انشاد. من كل الاناشيد التي في العالم قرروا انشاد «مُلك حرمون (جبل الشيخ)». الوفد السوري انصت بذهول، احد رجاله ترجم الكلمات وبعد يومين حزم السوريون حقائبهم. لا بد أنه كانت هناك اسباب اخرى، ولكن الوضعية تركت أثرها في ذكريات كل المشاركين.

محاولات مادلين اولبرايت هي الاخرى في تحقيق تسوية في واي بلانتيشن بين نتنياهو وعرفات لم تفلح. الاتفاق الذي وقع عليه رابين وعرفات في الساحة الخلفية للبيت الابيض، برعاية كلينتون، تحقق دون مساعدة الولايات المتحدة او علمها حتى المرحلة الاخيرة. وفقط بعد ان تحققت الاتفاقات في اوسلو منحوا واشنطن شرف الاستضافة.

بوش هو الاخر لم ينجح في أن ينتج في انابوليس اكثر من احتفال عديم المعنى، لا تواصل له. عمليا، منذ حقق الرئيس كارتر اتفاق سلام بين بيغن والسادات، فان واشنطن تحث فقط، تشجع فقط، تصفق واحيانا توبخ فقط، ولكن لا تدس يديها حقا في وحل الشرق الاوسط ولا تضرب رؤوس الخصوم الواحد بالاخر الى أن يجدوا الحل.

اوباما تردد قبل أن يوافق على استضافة القمة في بيته. فلم يرغب في أن تلتقط له الصور مع فشل. ولكن من اللحظة التي قرر فيها ملء صحون ضيوفه بملذات طباخ البيت الابيض، فان لديه سبيلا واحدا فقط لقلب الجرة على فمها: وضع خطته للسلام على الطاولة، والشروع في الضغط في كل الاتجاهات.
هو بالتأكيد يستطيع، السؤال هو اذا كان حقا يريد.

- [**أورلي ازولاي | «يديعوت» | 24 اغسطس (آب) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2165638

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2165638 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 16


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010