الجمعة 22 كانون الثاني (يناير) 2016

عملاء ولا فخر؟

بقلم: رشيد ولد بوسيافة / الجزائر
الجمعة 22 كانون الثاني (يناير) 2016

التّصريحات الغريبة الصّادرة أمس عن مسؤول المخابرات في السلطة الفلسطينية والتي قال فيها إن المخابرات الفلسطينية أحبطت 200 هجوم ضد إسرائيل منذ بداية ما وصفه بالموجة الثانية من الإرهاب التي بدأت منذ أكتوبر الماضي، ومن الواضح أنه يقصد عمليات الطعن والدّعس التي يقوم بها الشّباب الفلسطيني ضدّ المستوطنين والجنود الصهاينة.

هذه هي نظرة السّلطة الفلسطينية للانتفاضة الثالثة التي غيرت الواقع وتجاوزت منطق السلطة والفصائل وأعادت صيغة مفهوم النضال الفلسطيني الذي كان حبيس أطروحتي المقاومة المسلحة والمفاوضات السلمية، وكان رهينة الانقسام الدائم بين حاملي المشروعين.

ومن الواضح أنّ تصريحات المسؤول الفلسطيني مجرّد تزلّف للإسرائيليين بإعطاء أرقام لا أحد يستطيع تصديقها، لكنها في الواقع تكشف المستوى الرّهيب الذي وصلت له الروح الانهزامية على مستوى الخطاب الرسمي للسّلطة الفلسطينية.

اللّواء ماجد فرج رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية العامة، وضع نفسه في موقف النّاصح الأمين لدولة الاحتلال بقوله: “إن تنظيم الدّولة بالفعل يتواجد في محيطنا المجاور، وان الإيديولوجية الدّاعشية موجودة بين صفوف بعض الشباب في الشارع الفلسطيني، وهم يتطلعون إلى إيجاد موطئ قدم لإقامة قاعدتهم.. لذلك يجب علينا منع الانهيار هنا لأن البديل سيكون الفوضى والعنف والإرهاب”.

ويتوقّع المسؤول الفلسطيني أنّ داعش أو غيرها من التنظيمات المتطرفة إذا هاجمت إسرائيل فستجد بعض التّعاطف من الشّارع العربي، ولعل هذه الجزئية الوحيدة التي يمكن تصديقها لأن العيب الأكبر في التّنظيمات المتطرفة أنها لا تضع الاحتلال الإسرائيلي ضمن قائمة أهدافها وإنّما تكتفي بإبادة الشعوب المستضعفة في سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها من الدول.

لكن المحير فعلا في هذا المسؤول وفي الكثير من المسؤولين الفلسطينيين، أنهم يفتخرون بهذه الخدمات الجليلة التي يقدمونها للاحتلال الصهيوني، ولا يتورّعون في وصف النضال الفلسطيني بالإرهاب واعتبار العمليات البطولية التي يقوم بها الشّباب الفلسطيني فوضى وأعمال إرهابية بينما الاحتلال الصهيوني هو قمّة النظام والسلمية !!

هو فخر بالعمالة التي تمارسها الأجهزة الأمنية الفلسطينية فيما يسمى بالتّنسيق الأمني مع أجهزة الاحتلال الإسرائيلي وإلا ما معنى هذه التصريحات التي تؤكد أنّ صاحبها يهمّه أمن إسرائيل واستقرارها أكثر مما تهمه الحالة التعيسة التي يعيشها الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة والضفة الغربية !!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 5 / 2181598

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع في هذا العدد  متابعة نشاط الموقع وجهات العدد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2181598 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40