الجمعة 1 كانون الثاني (يناير) 2016

يعترفون بشجاعة شعبنا

الجمعة 1 كانون الثاني (يناير) 2016 par د. فايز رشيد

وإبان العدوان الصهيوني على القطاع 2014 ,نشرت صحيفة الـ»تايمز أوف إسرائيل « تقريرا عن إمطار الصواريخ التي تطلقها إسرائيل على أهل غزة, الذين لا يفزعون منها، على عكس الإسرائيليين من المدنيين والشرطة والجيش, الذين يفزعون وينبطحون بمجرد سماع صفارات الإنذار للصواريخ القادمة من قطاع غزة, يدوية الصنع.
المتتبع للصحف الإسرائيلية (وليست العبرية مثلما تسمى بعض عربيا! وفقا لـ درايفر,كلوفاني بيتيناتو وغيرهم, إضافة إلى الاكتشافات الأثرية في مغايرْ ممكنة (إبلا) السامية كل ذلك يؤكد ,بأن العبرية كلمة كنعانية قديمة كانت تطلق على قبائل وأقوام كثيرة ولا علاقة لليهود بها لا من قريب أو بعيد) يلاحظ وبلا أدنى شك: تزايد استغراب ساكني الكيان من عدم خوف شعبنا منهم, ولا من أسلحتهم أوصواريخهم! أذكر مرة: عندما ناقشوا رابين في الكنيست عن عجز حكومته أمام الحد من موجة الاستشهاديين الفلسطينيين(شباب وفتيات), أنه أجاب بغضب: وماذا أفعل أمام أناس لا يخافون الموت؟ سكت السائل ووجم! يتكرر المشهد الآن بشكلٍ أكثر دراماتيكية, كما ينعكس في صحافتهم!
يعقوب عميدور يقول في مقالته (اسرائيل اليوم 13 ديسمبر 2015) : في خضم موجة السكاكين المتواصلة, يُطرح السؤال حول ما يتوجب فعله ضد «المخربين» الذين ينفذون العمليات! في الإجابة يتبين للجميع: أن هناك حق وواجب لاحباط كل من يحاول القتل حينما تلوح يده بالسكين, أو حينما يدهس مجموعة من الناس. من الصحيح في حينه اطلاق النار عليه أو العمل على احباطه, حتى لو كان الثمن حياته. عندما يكون هذا هو الوضع, فان الخطوة الصحيحة واضحة، ومن السهل تبريرها!.إذن ما هو الأفضل من ناحية الفائدة المستقبلية؟ القتل أم اصابة حامل السكين؟ اعتقدتُ لفترة طويلة أنه كلما كان عدد «المخربين» القتلى أكثر، كلما كان هذا أفضل، لأن هذا من شأنه أن يردع «المخرب» التالي. بعد تفكير معمق أكثر, توصلت الى استنتاج: أنه ليس من السييء أن يخرج «المخربين» مصابون من هذه العمليات ,لأنه توجد ظروف يكون فيها «المخرب» المعاق, أفضل من «المخرب» الميت، وسبب ذلك هو “ثقافة الموت” عند الطرف الآخر. الردع لا ينجح. وهناك من يوصي باستخدام عقوبة الإعدام من اجل الردع. صحيح أن هذا يلبي حاجة الانتقام لدينا، لكن من يتعمق قليلا يصل الى استنتاج: أن هذا غير صحيح ,لأن عقوبة الموت لا تردع هؤلاء الناس.
أيضا وإبان العدوان الصهيوني على القطاع 2014 ,نشرت صحيفة الـ»تايمز أوف إسرائيل « تقريرا عن إمطار الصواريخ التي تطلقها إسرائيل علي أهل غزة, الذين لا يفزعون منها، على عكس الإسرائيليين من المدنيين والشرطة والجيش, الذين يفزعون وينبطحون بمجرد سماع صفارات الإنذار للصواريخ القادمة من قطاع غزة, يدوية الصنع. يقول التقرير : « في البلدة القديمة بالقدس، انطلقت صفارات الإنذار مساء أمس السبت بينما كانت عزّة علان- ربة منزل 26 سنة- وعائلتها, يستعدون للإفطار في رمضان ، تقول علان: «وضعت بناتي الخمس في البيت، لم نخرج، لا توجد لدينا ملاجئ في البلدة القديمة، لدينا الله ليحمينا».ويضيف التقرير: «يبدو أن الصواريخ فوق القدس لا تجعل الفلسطينيين فيها أكثر تحديا فقط، ولكنها تجعلهم أكثر غضبا تجاه إسرائيل. يظل سكان البلدة القديمة مرتابون من الإعلام الإسرائيلي، ويرفضون أخذ صورا لهم أو حتي استخدام أسمائهم. ويقول بائع أحذية فلسطيني: ان أطفال القدس يخرجون الى الشوارع عندما تنطلق صفارات الإنذار تضامنا مع أطفال غزة، وأن الأطفال يحبونها كأنها لعب أطفال، «نقول لهم أدخلوا الي البيت، يردون : لا نريد الدخول، نريد الموت مثل أولئك الموجودين في غزة», ويخاطب البائع, الجمهور الإسرائيلي قائلا: «ان كنتم بهذه القوة، ادخلوا غزة عن طريق البر وسنرى، لا يجرؤ جنودكم علي الدخول سنتيمترا واحدا فيها «
من زاوية ثانية, قال ضابط إسرائيلي كبير في لقاء له (معاريف, 12 ديسمبر الحالي,2015) :إنه «ترعرع جيل فلسطيني لا يخاف منا, وكان المراسل العسكري للصحيفة، نوعام أمير، انضم ليلة الأربعاء(ليلة نشر المقال) إلى كتيبة «إفرايم»، التي يقودها الكولونيل روعي شطريت، أثناء تواجد قوات الإحتلال في مدينة قلقيلية, يقول شطريت: «أبحث عن الهدوء، وفي الواقع نحن نواجه 600 من المخلين بالنظام، واطلاق نار على الشوارع ومحاولات التسلل إلى المستوطنات».وكشف شطريت النقاب أنه «في كل ليلة نجلس , ضباط الجيش والشاباك وحرس الحدود مع مسؤولين أمنيين حول الطاولة ونعيش الواقع من أجل احباط العمليات. يوجد لدينا استخبارات متميزة, ومن هنا نخرج إلى الميدان في ساعات الليل».ويضيف الضابط الكبير في جيش الاحتلال: إنه يتم مصادرة مواد تحريضية في كل ليلة في قلقيلية ويضيف: «قلقيلية هي مصدر لعدد كبير من مواد التحريض ونحن نعمل مع الشاباك من أجل اعتقال المحرضين، كل عدة سنوات ندخل من أجل تنظيف البنى التحتية فيها. المدينة هادئة ولكن يخرج منها كل عدة سنوات عملية كبيرة، مثل السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة».ولا يعبر الضابط في جيش الاحتلال عن تفاؤله بصدد المستقبل حيث يقول: «لا نرى نهاية لهذه الموجة في القريب، وحسب ما نراه لن تعود الأمور إلى ما كانت عليه في السابق. ويستطرد :»قلقيلية تنتج لنا تحديا غير بسيط» يعترف قائد اللواء.
هذه الليلة ليست ككل الليالي. فاليوم يتم إحياء الذكرى السنوية لإقامة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وعلى طاولة قائد اللواء وُضع تقويم للوضع يقول: إن الفرع المحلي للمنظمة في قلقيلية, يعد ببضع مفاجآت للواء أفرايم. احداها هي كمية كبيرة من مواد التحريض، التي ستخرج إلى الشوارع في ساعات الصباح لإشعال المنطقة. وبالتالي فإن الهدف القادم هو مقر الجبهة في المدينة. في الطريق نلتقي بشبان يحملون الحجارة، الزجاجات الحارقة وعبوات ناسفة من صنع محلي، ولكن القوة لا تصطدم بهم, بل تتوجه إلى زقاق التفافي. في الطريق تتباهى قلقيلية بـ»أفضل ابنائها». بوسترات تمجد الشهداء معلقة على الدكاكين المفتوحة حتى في الليل, وفيها الشباب أساسا. في داخل قلقيلية ,لاحظ بعض الشبان قافلة الجيش الإسرائيلي, فامتشقوا هواتفهم النقالة. تصل القافلة إلى شارع يوجد فيه مقر الجبهة. ويستعد مقاتلو حرس الحدود الذين يعرفون كل زقاق, كما مقاتلي كتيبة نمر في سلاح المدفعية للدخول إلى الهدف. كل واحد يعرف بالضبط مكانه. الدخول إلى المقر سلس، والمكان يصبح في لحظة هدفا محصنا، أصوات المطرقة الثقيلة التي تكسر القفل تسمع من بعيد. والآن بات الجميع يعرف أن الجيش هنا. الباب ينهار. على الحائط صور الشهداء المعروضين كأبطال مع تاريخ ولادة وموت ووصف للعملية التي صفوا فيها. وفي الخزانات مناشير تدعو إلى الانتفاضة في يوم الغضب. صور زعماء الجبهة وأعلام فلسطين، أقلام وعليها شعار الجبهة , قمصان مطبوعة وأعلام حمراء. يمشط المقاتلون المكان ويجمعون مواد التحريض والعداء. ويشرح شطريت ويقول «هذا التحريض تنتجه أجواء الشارع فتراه في الميدان. في شدة الإخلال بالنظام أيضا يوجد تصعيد واضح, فعندما يمجدون الشهداء بالمناشير ,وتعلق على المحلات صور «المخربين» الموتى، فإن هذا يخلق «أجواء التحريض وهذا يجب إيقافه» ,ويقول قائد اللواء «تربى هنا جيل لا يتذكر السورالواقي ولا يخاف». على صعيد آخر يحرص الشباب الفلسطينيون على استمرار نشر صورة لجنود الاحتلال وهم يفرون من أمام منفذ عملية إطلاق النار قي «بئر السيع»!.
بصراحة,لا نستغرب تصوراتهم الخيالية الواهمة دوما! صحيح أنهم اختاروا فلسطين من بين 13 خيارا لمشروعهم الصهيوني! ربما درسوا كل ظروفها, تصورا اهلها ليسوا أكثر من بضعة آلاف من البدو الرحل, كما أطلق عليهم نتنياهو (في كتابه مكان تحت الشمس), هذا بالرغم من أن مدينتي حيفا ويافا مثّلتا عاصمتي المتوسط في العالم, لم يدرسوا تاريخ مقاومة الفلسطينيين لكل الغزاة, لم يدرسوا مقاومة الجزار ولا ما تعنيه أسوار عكا… أو تجاهلوا كل ذلك, باعتبارهم السوبرمانيين الجد! هم يفكرون بعلقية الغاصب, المابعدفاشي والسوبر عنصري! لا يدركون :أن سوء حظهم أنهم قرروا احتلال أرض الفلسطينيين, الذين لم يسبق وأن كسر أحد شوكتهم,لا صليبيا, ولا عثمانيا ولا بريطانيا , وبالتأكيد لا صهيونيا!.نعم إنهم يعترفون بشجاعتنا في مواجهتهم, ويدعون إلى نازية جديدة من خلال الحرص على التسبب بإعاقات لأبنائنا! الخزي والموت لهم, كانوا وسيظلون جبناء.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 55 / 2165497

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع فايز رشيد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2165497 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010