الثلاثاء 24 آب (أغسطس) 2010

تمدد عسكري أمريكي في قلب آسيا

الثلاثاء 24 آب (أغسطس) 2010

الانتشار العسكري الأمريكي الزاحف عبر آسيا - خصوصاً على حدود روسيا والصين وإيران - كان موضوع مقالين نشرا في موقع «غلوبال ريسيرش» (بتاريخ 12 اغسطس (آب) 2010). المقال الأول كتبه المعلق ريك ريزوف قائلاً : في الرابع من أغسطس (آب) اختتم رئيس اللجنة العسكرية لحلف الأطلسي الادميرال الأيطالي جيامباولو دي باولا زيارة رسمية إلى استراليا التقى خلالها وزير الدفاع وكبار مسؤولي وزارته.

خلافاً لما يوحي اسمها، فإن منظمة معاهدة شمال الأطلسي تمددت إلى أبعد بكثير من منطقتها الجغرافية التي حددت قبل 61 عاماً، لتوسع تواجدها من أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية حتى آسيا وجنوب المحيط الهادي.

ومحادثات دي باولا مع نظرائه الاستراليين تركزت حول «ضرورة أن يعمل حلف شمال الأطلسي مع شركاء استراتيجيين مثل استراليا، لأن الأمن الأوروبي - الأطلسي أخذ يصبح أكثر فأكثر ترابطاً مع منطقتي أوراسيا وآسيا - الهادي».

وفي كلمة ألقاها في الجامعة الوطنية الاسترالية، تحدث الادميرال دي باولا عن «المفهوم الاستراتيجي الجديد» للحلف، وعلاقة الحلف بـ «شركاء عالميين».

وفي الواقع، فإن حلف الأطلسي - وهو أول كتلة عسكرية دولية في التاريخ والوحيدة في عالم اليوم - يعد بين أعضائه وشركائه العالميين 70 دولة على الأقل من القارات الخمس، ويضم قوات من سبع دول في منطقة آسيا الهادي تعمل تحت قيادته في أفغانستان، وهذه الدول هي أستراليا، وماليزيا، ومنغوليا، ونيوزيلندا، وسنغافورة، وكوريا الجنوبية وتونغا. والحلف وسع تواجده عبر كل الكرة الأرضية.

وحسب الادميرال دي باولا - الذي يترأس أعلى هيئة عسكرية في حلف الأطلسي - فإن أمن واشنطن وبروكسل يقتضي توسع الحلف العسكري الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة حتى «منطقتي اوراسيا وآسيا - الهادي».

وفي الوقت الراهن، أصبحت أوروبا باسرها تقريباً خاضعة أو تابعة لحلف الأطلسي، من خلال العضوية واتفاقيات الشراكة. وقمة قادة دول الحلف المقررة في لشبونة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل ستتبنى رسمياً العقيدة الاستراتيجية للحلف في القرن الحادي والعشرين، وهي عقيدة تضع القارة الأوروبية تحت مظلة نظام الدفاع الصاروخي الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة. كما أن القمة ستسعى إلى توسيع اتفاقيات الشراكة العسكرية مع المناطق التي لم تدمج حتى الآن في الشبكة العسكرية العالمية للحلف.

وبرامج حلف الأطلسي الحالية لنشر قوات، والقيام بعمليات قتالية، واستخدام وتحديث قواعد، والقيام بدوريات جوية وعمليات مراقبة بحرية، وتدريب قوات مسلحة لدول أخرى، وإجراء مناورات عسكرية منتظمة، تحدث الآن على حدود وقبالة سواحل الصين (أفغانستان، وكازاخستان، وقرغيزستان، وباكستان وطاجيكستان) وإيران (أفغانستان، وأذربيجان، والبحرين، والعراق، وقطر، وباكستان، وتركيا، وتركمانستان) وروسيا (أذربيجان، وأستونيا، وجورجيا، وكازاخستان، ولاتفيا، وليتوانيا، وبولندا واوكرانيا) ولم تعد هناك أي دول تشكل مناطق عازلة بين الحلف العسكري الغربي والدول الرئيسية غير المرتبطة بحلف الأطلسي في منطقة أوراسيا.

وهذه البلدان الثلاثة في اوراسيا - وهي روسيا والصين وإيران - هي الدول الرئيسية الوحيدة خارج أمريكا اللاتينية التي تشكل حواجز صعبة أمام السيطرة والتوسع العسكريين لأمريكا عبر العالم. ومن خلال التقدم عبر مناطق كانت في السابق جزءاً من الاتحاد السوفييتي، في آسيا الوسطى وحوض بحر قزوين، فإن حلف الأطلسي والبنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) يكملان حالياً تقدمهما العسكري على حدود هذه الدول الثلاث . ويلاحظ أن أذربيجان، وكازاخستان، وطاجيكستان، وتركمانستان واوزبكستان تقع في منطقة متراصة بين الصين وإيران وروسيا. وجميع هذه الدول، باستثناء اوزبكستان، تجاور حدوداً واحدة أو أكثر من الدول الثلاث.

■■■

في المقال الثاني على موقع «غلوبال ريسيرش»، يقول الباحث الكسندر شوستوف، الخبير في شؤون آسيا الوسطى :

تعتزم الولايات المتحدة بدء سحب قواتها من أفغانستان خلال العام 2011، ولكنها ستعيد نشر قواتها الخاصة، وقوات آخرى، وتجهيزات المراقبة في آسيا الوسطى الوقوقاز، وبذلك ستضمن الولايات المتحدة وجودها العسكري عند «خاصرة» روسيا مباشرة، بالقرب من الحدود الشمالية لإيران والحدود الغربية للصين.

وفي هذه المنطقة، يعتزم الأمريكيون نشر شبكة استخباراتية تضمن السيطرة على الوضع في النقاط الأكثر أهمية في أوراسيا.

والولايات المتحدة تخطط أيضاً لبناء مراكز تدريب عسكري في طاجيكستان وقرغيزستان. كما أن البنتاغون يخطط لبناء المنطقة. وهذا يعني علمياً إعادة نشر جزء من البنية العسكرية التحتية الأمريكية التي ستسحب في أفغانستان في آسيا الوسطى. إضافة إلى ذلك، يعتزم حلف الأطلسي بناء منشآت في هذه المنطقة.

وحسب موقع «اوراسيانت»، فإن صندوق مكافحة المخدرات التابع للقيادة المركزية الأمريكية يعتزم تخصيص أكثر من 40 مليون دولار لبناء مركزي تدريب عسكريين في مدينتي اوشن (قرغيزستان) وكاراتوغا (طاجيكستان)، ومركز تدريب وعنبر للمروحيات في مدينة المارآتا (كازاخستان)، إضافة إلى تعزيز نقاط تفتيش حدودية في أوزبكستان، وتركمانستان وقرغيزستان.

وإلى جانب هذا الانتشار في آسيا الوسطى، تخطط الولايات المتحدة لنشر قواتها في جنوب القوقاز - وخصوصاً إنشاء رادارات للإنذار المبكر في جورجيا، ويتوقع أيضاً أن يسعى البنتاغون إلى إنشاء قاعدة عسكرية وأخرى بحرية في جورجيا، ونشر نحو 25 ألف جندي في القاعدتين.

علاوة على ذلك، يعتزم البنتاغون انشاء مجمع للعمليات الخاصة في أفغانستان، بالقرب من الحدود الاوزبكية، بكلفة تبلغ 100 مليون دولار. وهذا المجمع الذي ستبلغ مساحته 6 هكتارات سيقام في مدينة مزار الشريف، على بعد 275 كلم شمال غرب كابول، و56 كلم جنوب مدينة ترميز الأوزبكية، وتقضي هذه الخطط بأن يبني الأمريكيون خلال فترة 18 شهراً مركز عمليات موحداً، ومجمعات سكنية، وشبكة اتصالات، ومركزاً للعمليات التكنيكية، ومنشآت تخزين، ومركز تدريب، ومركزاً طبياً، ومركزاً لوجستيا، ومنشآت للصيانة، ومركزاً للتدريب، ومنشآت للاستجمام.

وتقضي الخطط الأمريكية بأن يبدأ تشغيل هذا المجمع في أواخر 2012 - أوائل 2013. وعلى مدى أطول يغطي سنوات 1012 - 2016، تعتزم القيادة المركزية الأمريكية تخصيص 3،8 مليار دولار إضافية لبناء منشآت عسكرية في بلدان تقع في آسيا الوسطى و«الشرق الأوسط».

- *المصدر : صحيفة «الخليج» الاماراتية



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2180907

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2180907 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 11


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40