الجمعة 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015

داعش الصهيوني....

الجمعة 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 par رئيس التحرير

داعش أو مطوّر القاعدة بمختلف التسميات المشتقة والمنبثقة لم يكن يوما تنظيماً يلحظ المظلومية الأساس في هذا العالم الواسع ولا حافلاً بأيٍ من صور معاناتها، فبداية هذا الفصل كان انسحاباً بعيداً عن فلسطين وعن انتفاضتها الأولى المباركة والتي اندلعت عام 1987، وإن أردنا الدقة أكثر فإن بدايته الحقيقية كانت انقلاباً عن طريق فلسطين منذ انتفاضة يوم الأرض عام 1976، بانسحاب بعض منظري هذه الظاهرة وهذا التنظيم الفلسطينيون من خط فلسطين ورحيلهم تجاه قارات أخرى وجهات أخرى خلف وهم محاربة الطواحين الكاسرة سواء السوفياتية منها ركضا خلف إيقاف السرطان الأحمر، أو الأمريكية منها ركضاً خلف طحن رأس الشر الإمبريالي ما تلى إخراج روسيا من أفغانستان.

وفي كل الأحوال ومع كل التنظيرات من حول هذه الظاهرة وهذا التنظيم، فإن المؤكد أن فلسطين كانت دوما خارج حصيلته اللغوية في كل أنشطته وخارج مخياله النظري والعملي في كل ماصدر عنه إلا مؤخراً، فجأة يفطن هذا التنظيم إلى أن فلسطين هناك وأنها بلد محتل منذ قرن من الزمان، وفجأة يرسل بتهديده للعدو الصهيوني في نفس الوقت الذي يرسل تهديده لفصائل فلسطينية، ولم تغب بضعة أسابيع إلا وهو يزج باسم فلسطينيين على غير عادته في بيان تبني أحد جرائمه الأخيرة التي ضربت برج البراجنة، ومع أنه منذ سنوات أربع يطحن في مخيم اليرموك الفلسطيني ويحتل معظم أسباب محنته دون أن يشير إلى أن هذا المخيم فلسطيني ويحمل أحد أهم الإشارات في القضية الفلسطينية كمحطة لحق العودة.

داعش بكل ما تضم دائرتها الكبرى كاذب في كل ما يصدر عنه تجاه فلسطين، لأنه منذ البداية كانت خط الانقلاب على بوصلة فلسطين بزاوية مقدارها مائة وثمانون درجة كاملة، وعندما يحشر اسم فلسطين في جريمته الأخيرة فإن هذا الأمر يستوجب الوقوف عنده بتمعن سيما وأن القضية الفلسطينية اليوم على مفترق طرق حاد، وهي تشهد انتفاضتها المعلنة تجاه تحرير فلسطين كل فلسطين وفي القلب منها القدس الشريف، داعش التي تخطف الكاميرا بعيداً عن مشاهد إدانة العدو المقتحم للمستشفيات الفلسطينية والمنفذ لعمليات الاعدام فيها وفي مدارسها وجامعاتها، والملاحق اليوم من قبل الرأي العام العالمي الذي شرع في مقاطعة بضائع العدو علنا، هذا الداعش أصبح بكل دقة أداة صهيونية قاطعة بلا ريب ولا حاجة لمزيد من الأسباب بالنسبة لنا.

لا يفهم داعش ولا سيده الصهيوني أن برج البراجنة بالنسبة لنا هو المغازي والوحدات واليرموك والفوار وقلنديا وشعفاط، لا يفهم أن الدم الفلسطيني والدم اللبناني سال متوحداى منذ العام 1969 ضد سيده الصهيوني دفاعا عن فلسطين ولبنان والمصير العربي الواحد والقضية المركزية الواحدة في فلسطين، داعش الذي يحضّر لذبح عين الحلوة والراشدية والمية ومية كما ذبح البارد من قبلها وكما ذبح اليرموك على يدي داعش نفسه، أصبح اليوم عدواً لفلسطين ولمقاومة فلسطين ولم تعد مسألة داعش قضية هامشية فالأأداة أصبحت أداة أصيلة للعدو اليوم، إن ضرب حواضن المقاومة كان وما زال هدفا للعدو الصهيوني وسيده الامبريالي، وسحق حق العودة وشبح العودة القريب أيضا كان هدفاً دائما، ولكنه اليوم أصبح أولوية للعدو لأنه في أزمة وجوده الواضحة القوية أمام مخالب الانتفاضة العنيدة، لن تنالوا من وحدتنا ولا من تصميمنا ولا من إصرارنا على سحق مخططات صهيون، وسنضرب العدو أولا وثانيا وآخراً....



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 57 / 2166056

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف مقالات رئيس التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

26 من الزوار الآن

2166056 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 28


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010