السبت 7 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015

نتنياهو ـ أوباما: لقاء تحكمه العثرات والابتزاز والناطق باسم الاول يثير زوبعة

السبت 7 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015

قبيل وصول رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما، بدا وكأن الظروف كلها تشير إلى وجود عقبات تمنع نجاح اللقاء. ولكن برغم الإشارات الكثيرة لذلك على خلفية توتر العلاقات بين الإدارة الأميركية وحكومة نتنياهو، إلا أن تاريخ تعاطي الولايات المتحدة مع إسرائيل يطفح بمعطيات تخالف ذلك. فلأسباب عديدة ومختلفة، يصعب على أوباما أن يجعل مواقفه الشخصية من نتنياهو عنواناً للعلاقة بين دولتين تؤكدان ليل نهار أن تحالفهما استراتيجي، وأن الدولة الكبيرة ملتزمة بالحفاظ على تفوق الصغيرة النوعي في المنطقة.
ومع ذلك، لا بد أن قراءة معطيات الأيام الأخيرة تدفع الباحث المتعجل إلى استخلاص نتائج مختلفة. فليس صدفة أن تسرب الإدارة الأميركية، قبل أيام من وصول نتنياهو إلى العاصمة الأميركية، خبر مطالبة إسرائيل بزيادة المساعدات العسكرية السنوية إلى خمسة مليارات دولار في العقد المقبل تعويضاً عن الاتفاق النووي مع إيران، وعن التغييرات الجوهرية في المنطقة التي تؤثر على أمنها. وليس صدفة أيضاً أن يفصح وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر عن أن انتقادات واشنطن لسلوكيات إسرائيل لا تخلو من المرارة والخيبة. وزاد الطين بلة تطوران مهمان، أحدهما يتعلق بتصريحات المسؤول الذي عينه نتنياهو عن الإعلام القومي في إسرائيل رون براتس، والتي هاجم فيها بشدة أوباما ووزير خارجيته جون كيري، والثاني يتعلق بتصريحات مستشاري أوباما من أن «لا فرصة للسلام» في السنة الباقية لولايته.
وبديهي أن مواقف رون براتس وتعيين نتنياهو له مسؤولاً عن الإعلام، تعبر عن واقع أن المحيطين بنتنياهو لا يرون في مواقفه من الإدارة الأميركية ورجالها، وهي مواقف معلنة ومصرح بها في وسائل الإعلام، أمراً غريباً. وهناك من يقولون إن نتنياهو، وبرغم إصداره بياناً يوضح فيه أن مواقف براتس لا تمثله، يحمل جوهرياً المواقف ذاتها التي تمثل أيضاً رؤية التيار اليميني المتشدد في الحزب الجمهوري الأميركي.
وواضح أيضاً أن صعود عدد من كبار مسؤولي إدارة أوباما إلى الميكروفونات خلال مؤتمر صحافي مخصص للتمهيد لزيارة نتنياهو، بهدف عرض رسالة متشائمة، أمر مدروس. وبحسب كبار مستشاري الرئيس الأميركي، فإن لا فرصة لتسوية دائمة، وربما حتى لمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين في العام المقبل، وهو ما يعني أن إدارة أوباما لا تنتظر من نتنياهو شيئاً على هذا الصعيد.
وإجمالاً، فإن هؤلاء يقولون إن أوباما، الذي حاول أكثر من سواه إيجاد حل وتغيير المعادلة الصراعية القائمة في المنطقة، يعلن فشله. وبحسب المقربين من الرئيس الأميركي، فإنه ينظر إلى نتنياهو بوصفه الجهة التي عرقلت مساعيه خلال ولايتيه الرئاسيتين الأولى والثانية. بل ويذهب بعضهم إلى حد القول إن موقف نتنياهو هذا وقف أساساً خلف التوتر الذي ساد العلاقات بينه وبين أوباما في السنوات الماضية. ويعتقد مراقبون أن نتنياهو قد يفرح من هذا التقدير، لكنه أيضاً يخشى أن يعني أن الإدارة الأميركية تترك إسرائيل تواجه وحدها الأسرة الدولية، التي قد يكون لها رأي مغاير للموقف الأميركي. وهذا هو المعنى لما ورد في كلام المستشارين حول وجوب التفكير «بطرق أخرى» لحث حل النزاع.
وكان من وقف في المؤتمر الصحافي ليقول الكلام الأميركي، ثلاثة: السفير الأميركي في تل أبيب دان شابيرو، والمستشار لشؤون الشرق الأوسط روبرت مالي، والمستشار الإعلامي بن رودس. وكلامهم حول انسداد أفق التسوية يعبر جيداً عن رأي أوباما، الذي ترك في العامين الماضيين ثواب المحاولة لوزير خارجيته جون كيري الذي لم يحصد سوى الفشل. ومع ذلك، وبحسب معلقين إسرائيليين، يصعب على الولايات المتحدة، التي لا تزال تنظر إلى نفسها على أنها قائدة العالم، أن تترك الحلبة وتمشي. لذلك، فإنها تتطلع لحث إسرائيل والفلسطينيين على التمسك بخطوات تبقي «خيار الدولتين» قائماً. وقال بن رودس إنه «يجدر ابقاء حل الدولتين مفتوحاً. ونحن نريد أن نسمع من رئيس الحكومة عن الخطوات المستعدة إسرائيل لاتخاذها لضمان إبقاء قابلية لتحقيق المطامح الفلسطينية»، مؤكداً أن «أوباما يؤمن أن النشاط الاستيطاني يضر بالثقة».
وبحسب موقع «والا»، فإن واشنطن تتطلع إلى عرض أفكار، بينها تجميد الاستيطان في معظم أراضي الضفة الغربية المحتلة من دون إعلان رسمي، وتعزيز سيطرة السلطة الفلسطينية، وخصوصاً أجهزتها الامنية، ونقل أجزاء من المنطقة «ج» في الضفة الغربية إلى سيطرة السلطة بهدف تعزيز النشاط الاقتصادي.
وكما سلف، فإن نتنياهو وحكومته اليمينية يفرحون لإعلان إدارة أوباما أنها ليست في وارد الضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات في قضايا الحل النهائي، مثل القدس واللاجئين والحدود، في العام المقبل. ولكن هذه الفرحة سرعان ما تمتزج بقلق شديد من أن يأس الإدارة الأميركية وسحبها يدها من هذا الموضوع، يفتح الباب واسعاً أمام الاتحاد الأوروبي الذي يقدم مبادرات لا تروق لإسرائيل في هذا الشأن. ويكتب المراسل السياسي لموقع «والا» أمير تيفون، أن عملية ابتعاد أميركا عن النزاع، وزيادة التدخل الأوروبي، لم يبدآ أمس، وإنما مع بداية الصراع حول الاتفاق النووي مع إيران. فحينما قررت إدارة أوباما إهمال النزاع العربي ـ الإسرائيلي والتركيز على الموضوع الإيراني، بلورت أوروبا تدابير ضد منتجات المستوطنات، كما تحاول دول أوروبية على رأسها فرنسا تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي بشأن إنشاء دولة فلسطينية.
واليوم، يود نتنياهو التركيز في اللقاء مع أوباما على سلة التعويضات العسكرية الأميركية لإسرائيل، لكن ليس مستبعداً أن يجد نفسه فوراً منشغلاً بصد هجوم أوروبي على المستوطنات.

- المتحدث باسم نتنياهو يثير عاصفة سياسية: أوباما معادِ للسامية.. وكيري مهرّج!

بعد ساعات من إعلان ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أنَّ بنيامين نتنياهو عيّن ران براتس رئيساً لشعبة الدعاية القوميّة الجديدة، وجد رئيس الحكومة نفسه أمام عاصفة إعلامّية وسياسية شديدة. فالرجل الذي تمّ تعيينه، شاكس وعارض وانتقد وتهجّم على كلّ من شاء خلال الأعوام الأخيرة، جرّاء مواقفه اليمينية المتشدّدة. فهو ضدّ الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين بسبب «اعتداله»، كما أنَّه ضدّ وزير الدفاع موشي يعلون جرّاء رخاوته، وضدّ الرئيس الأميركي باراك أوباما لأنه «معادٍ للسامية». أما من يؤيّد؟ فإنّه طبعاً يؤيّد نتنياهو زعيماً لليمين، ويريد هدم المسجد الأقصى وإعادة بناء الهيكل مكانه. ولا عجب أنَّ وزراء من «الليكود» طالبوا نتنياهو بإلغاء قرار تعيين هذا المتطرّف الذي يجلب له الضرر أكثر ممّا يفيده.
وينتمي براتس، البالغ من العمر 42 عاماً، إلى الجناح اليميني المتطرّف في إسرائيل. وقد سبق له أن شارك في لجنة قدّمت تقريراً أدانت فيه العلاقات القائمة بين «الصندوق الجديد لإسرائيل» الذي تموّله جهات أميركية معتدلة في الولايات المتحدة، والتنظيمات اليساريّة. وفنّدت الجامعة العبرية فحوى هذا التقرير، ولكن من الواضح أنَّ نتنياهو يؤمن به.
أدى براتس خدمته العسكرية في وحدة الاستخبارات المحمولة جواً والتابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، ولديه خلفية مهنية في مجال التكنولوجيا المتطورة.
وبالفعل بعد إعلان تعيين براتس، نشر التلفزيون الإسرائيلي تحقيقاً عنه أظهر مواقفه السابقة ورأيه في الشخصيات السياسية الإسرائيلية والدولية. وكان أوّل المعترضين على هذا التعيين، الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين الذي سبق لبراتس أن رأى فيه شخصية هامشيّة يُستحسن أن تلقيها طائرة إسرائيلية بمظلّة على مناطق «داعش» شمال هضبة الجولان. وكانت أن أرسلت الرئاسة الإسرائيلية رسالة رسميّة إلى ديوان رئاسة الحكومة، متسائلةً إنْ كان نتنياهو على علمٍ مسبق بآراء براتس هذه.
ردّ ديوان رئاسة الحكومة على هذا التساؤل بالقول: «إنَّ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لم يكن على علم بالأقوال التي كتبها براتس، وهو يرى فيها أقوالاً غير لائقة». وأضاف الردّ في صيغة تبيّن تمسّك نتنياهو بهذا التعيين، أنَّ «براتس أوضح لرئيس الحكومة أنَّ منصبه يُلزمه التصرف بشكل رسمي وبانضباط، وهي أمور لم تكن تُلزمه كإنسان عادي يعبّر عن نفسه على فايسبوك».
وخلال العدوان الأخير على قطاع غزَّة صيف العام الماضي، سَخِر براتس من وزير الدفاع موشي يعلون، وكتب هازئاً: «الجميع سألوني، كيف يمكن هزيمة الإرهاب في غزَّة؟ هل هناك استراتيجيّة يمكنها أن تهزم العدو؟ هذه هي: خذوا كل تسجيلات وزير الدفاع منذ بدء العملية، بما فيها تلك التي كان يقرأها من ورقة، وضعوها في سلسلة وأطلقوها لتُسمع بشكل لا نهائي في القطاع عبر مكبرات صوت عملاقة، من الجو والبر والبحر. وخلال يومين أو ثلاثة، سيخرج كل المخرّبين من الأنفاق حاملين رايات بيضاء، وسيسلم كل قادة الذراع العسكري أنفسهم، وقادة المستوى السياسي سيرجون الأمم المتحدة أن تعيد الاحتلال الصهيوني للقطاع».
وبراتس يرى أنَّ الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي سيلتقيه نتنياهو بعد أيام في واشنطن، ليس سوى شخص «لا سامي» معادٍ لليهود. وقد كتب بعد خطاب نتنياهو في الكونغرس في آذار الماضي: «اسمحوا لي أن أكون شديداً بعض الشيء، خلافاً لطبيعتي المعتدلة: تعامُل أوباما مع خطاب نتنياهو، يبدو لي وكأنه لا سامية معاصرة في الدول الغربية الليبرالية. وهي تتجلّى مع الكثير من التسامح والتفهم للاسامية الإسلامية. الكثير جداً من التسامح والتفهم، لدرجة أنه على استعداد لمنحهم قدرة نووية».
وفي حزيران الماضي، بعدما تعرّض وزير المالية الأميركي جايكوف لو لهتافات استنكار في مؤتمر إسرائيلي في نيويورك، كتب براتس في تدوينة على «فايسبوك»: «بالتأكيد هذا فعل غير مهذّب. فهو أيضاً روى قصصاً عن مساعدة أوباما لإسرائيل. والحقيقة أنَّ أوباما رجل علاقات عامة لامع، يقدم الكثير. إذن لماذا الاحتجاج؟ القصة بسيطة. فيما يقدم أوباما لنا مساعدة في قضايا تكتيكية مثل مواجهة مخاطر حماس وحزب الله، يؤسّس لاستراتيجية عالميّة جديدة تقوم على التسوية مع إيران، ويخلق لنا (ولدول أخرى في المنطقة) مشكلة استراتيجية نووية كبرى». وأضاف أنَّ «أوباما قرّر، وفق شهادات معينة قبل أن يصبح رئيساً، أنَّ المصلحة الأميركية هي في تحويل إيران إلى حليف. وهذا هو جوهر الخلاف. وهو خلاف استراتيجي. وهذا لا يتعلق لا بشخصيّة نتنياهو وأوباما، ولا بالعلاقات بينهما، ولا بيهود أميركا أو بآداب مائدة أحد. لقد ألقى بنا أوباما فعلاً تحت عجلات حافلة، حتى أنه فعل ذلك وعلى وجهه ابتسامة ساحرة». وقبل ذلك، فور انتخاب أوباما رئيساً لولاية ثانية العام 2012، كتب براتس في موقع «ميدا» أنّه «يجلس في البيت الأبيض، ولأربع سنوات أخرى.. رئيس موال للعرب ومعادٍ لإسرائيل، ستكون تعييناته وسياساته في الولاية المقبلة أشدّ تطرفاً، فليس لديه ما يخسره أو يخفيه».
وقبل عام حمل براتس بشدّة على وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وكتب: «ذهبت لرؤية خطاب كيري الذي ربط فيه بين إسرائيل وداعش، وكان هذا مهيناً. وبعد ولايته كوزير للخارجية أضمن له عملاً مزدهراً في أحد نوادي تقديم العروض الكوميدية في كنساس سيتي أو الموصل، أو حتى في سجن المهاجرين في النقب». وسخر في مقال آخر من كيري وأفكاره، داعياً إياه إلى العودة للجامعة «كي يتعلم أنّه ليست كل الثقافات والأديان تعلم أن تكون غربياً. وهذه هي التحديات التي يراها كيري تعترض طريق السلام العالمي: (1) إنشاء ائتلاف أخضر دولي، و(2) صعود ديموقراطية إسلامية، و(3) تحقيق سلام سنّي ـ شيعي، و(4) حلّ النزاع الإسرائيلي الفلسطيني». وكان براتس قد وصف كيري، قائلاً إنَّ «قدراته العقلية تذكرني بطفل في الثانية عشرة من عمره».
وتقول جهات إعلامية مختلفة إنَّ براتس لم يوفر نقداً عن أحد. فقد وجه انتقادات لقادة في «الليكود» وفي أحزاب اليمين الأخرى والحريديم، وخصوصاً لزعيم «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان. ولذلك ليس مفاجئاً أن يقف عدد من أعضاء الكنيست من «الليكود» مطالبين نتنياهو بالتخلّي عن تعيين براتس مسؤولاً عن هيئة الإعلام القوميّة. وكانت وزيرة المساواة الاجتماعية من «الليكود»، غيلا غمليئيل أوّل من طالب نتنياهو بالتراجع عن قرار تعيين براتس. وقالت إنَّ «تصريحاته ضدّ الرئيس الإسرائيلي وضدّ قادة الإدارة الأميركية تضرّ برموز سلطتنا وبصديقتنا الكبرى، ويمكن أن تفسّر على أنّها موقف رسمي».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2165458

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع شؤون الوطن المحتل  متابعة نشاط الموقع أخبار «اسرائلية»   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2165458 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010