الأحد 4 تشرين الأول (أكتوبر) 2020

اعادة نشر : عن الدم والتنظير والاعتذاريات....

الأحد 4 تشرين الأول (أكتوبر) 2020 par رئيس التحرير

انتفاضة وكفى، هذا هو لسان حال الحراكات الشبابية والشعبية التي أطلقت نار الانتفاضة المباركة لتشتعل الأرض المحتلة اليوم تحت أقدام المغتصب المعتدي المحتل، ولم يكن تاريخ الأول من هذا الشهر تشرين الأول لهذا العام 2015 هو تاريخ انطلاق هذه الانطلاقة المباركة فعلاً، فالانتفاضة ذاتها بدأت منذ قرابة العامين في العاصمة المحتلة القدس على أيدي ذات القوى الشبابية التي نهضت إلى هذا الواجب الوطني الأقدس في مواجهة طغيان وغطرسة العدو في القدس والتي تجلت في برنامج التدنيس والاعتداء على الحرم القدسي الشريف وعلى كرامة أهلنا في القدس وعلى مدار الساعة، أما الفاتح من تشرين فقد كان يوم إعلان تجذير هذه الانتفاضة وتزويدها بالوقود النضالي للإقلاع دون تردد.

وبينما الدم الغالي الطاهر يقدمه شباب الانتفاضة الرائعون ومعلمو هذه المرحلة الوطنية الحاسمة والفيصل، تذهب الأطراف المفزوعة والمرتعدة من هذا التحدي الذي فرض نفسه على المشهد الفلسطيني إلى محاولات الإطفاء والتثبيط أو محاولات الالتفاف والاستخدام، ويأتي كيري الذي لم يكلّف رئيسه قبل أيام نفسه عناء حتى المرور على قضية فلسطين ولو بالاسم ليحاول تقديم أحبيل جديدة ظانا أن هذه الانتفاضة المباركة قد أتت بقرار ما يمكن أن يوقفها قرار آخر، لكن الحقيقة هي غير ذلك يدركها حتى أغلب هؤلاء الذين هرعوا لمحاولاتهم هنا وهناك، حتى أن هؤلاء الذين تقاذفوا أكوابهم الفارغة في اجتماع لجنتهم اعترفوا علنا بأنهم لا يملكون جوابا حيال الانتفاضة وإن تبجّح بعضهم بقدرته على خداع الانتفاضة.

الانتفاضة هي للقدس ولكل فلسطين، والانتفاضة ليست الثالثة فانتفاضات شعبنا كانت منذ القرن الماضي من البراق مرورا بانتفاضة يوم الارض وحتى انتفاضة النفق، لكن ما يعنينا هو الهدف الذي تعنونه هذه المرة الانتفاضة، إنها إذن انتفاضة التحرير، والذين يواصلون على مدار الساعة تحليلاتهم وسجالاتهم أو حتى الذين يحاولون التنظير حولها يمارسون شيئا من الاعتذاريات، مثلما تمارس بعض الفصائل والقوى الوطنية هذه الاعتذاريات على طريقتها اليوم، هؤلاء الذين يكتبون حول ما هي أهدافها ،وكيف نصوغ برامجها، وأين قيادتها الموحدة ، ومن نمط هذه الأسئلة والكتابات التي تضخ نفسها يوميا بينما شلال الدم الفلسطيني النازف يراقب هذا المشهد بأسىٍ ولكن بغير تعليق انتباه له أكثر من اللازم، فقوى الانتفاضة الفعلية اليوم هي التي تصنع الحدث وهي التي تحميه، وهي التي وضعت هدفها باختصار:التحرير.

قوى الانتفاضة الشبابية تقول أنها وضعت هدفها بطرد العدو وكنس احتلاله دون قيد أو شرط، وهي تقول أنها تستخدم الانتفاضة استراتيجيا كاملة وشكلا راقيا من أشكال النضال الوطني الفلسطيني بعد أن أجهضت أوسلو واشتراطاتها المقاومة المسلحة من الضفة والقدس، وبعد أن حوصرت غزة وبدلا من أن تكون قاعدة محررة صارت جزءا من حسابات أخرى مختلفة، قوى الانتفاضة رحّبت بانضمام الفصائل وكل القوى لبرامج الانتفاضة ولتصوغ قياداتها الموحدة لإسنادها، ولكنها لن تكون بديلا بحال، فهدف الانتفاضة اليوم تعمل على المقاطعة والعصيان وزج الجماهير لتخوض معركة التحرير، بينما لا زال الآخرون إما في نقاشاتهم المترفة الكلاسيكية أو في محاولات آخرين الالتفاف عليها...

أيها السادة إنه عصر جديد وقيادة جديدة ومشهد جديد فإما أن تلحقوا به الأن أو فابقوا في قديمكم وكلاسيكياتكم .....

نشر بتاريخ

30 تشرين الأول (أكتوبر) 2015



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 900 / 2166062

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف مقالات رئيس التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

28 من الزوار الآن

2166062 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 25


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010