الخميس 27 آب (أغسطس) 2015

عن الفشل والفساد إذ يجدّد لنفسه من بوابة الضحية...

الخميس 27 آب (أغسطس) 2015 par رئيس التحرير

أعلن سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني عن الدعوة لانعقاد هذا الأخير في منتصف شهر أيلول القادم في مدينة رام الله المحتلة، وهذه ليست المرة الأولى التي يدعى فيها المجلس الوطني أو المجلس المركزي لاجتماعات في مدن فلسطينية تحت الاحتلال أو الحصار، فقد سبق ذلك مرات أخر كانت الدعوة فيها تجري لما يسمى متابعة تطورات عملية التسوية السياسية مع العدو الصهيوني وغالبا عبر المزيد من التنازلات والتفريط بالحقوق الفلسطينية التاريخية التي يفترض أن هكذا مجلس مؤتمن عليها، بصفته كان قد تشكّل بأغلبيته من أعضاء في فصائل فدائية فلسطينية أو من أعضاء نسبّتهم هذه الفصائل التي كانت تقاتل العدو.

أما توصيات هذا المجلس الوطني العتيد وخلال عقدين من عمر عملية الهرولة تجاه العدو فكانت دوما تدور حول إعطاء المزيد من الوقت الذي يحتاجه العدو، هذا في عين الواقع وما تقوله الأحداث، بينما يضخّ هذا المجلس الوطني أو المركزي مجموعة من التوصيات المصاغة بلاغياً للاستهلاك الداخلي تحمل التهديد والوعيد للعدو باللجوء إلى الرباعية فالجمعية العامة فالمحكمة الدولية كآخر الموديلات، كما تحمل صيغة الطلب من أجهزة أمن سلطة أوسلو التخفيف أو الامتناع عن التنسيق المخابراتي مع العدو الذي يطارد المقاومة في الضفة المحتلة والقدس الأسير، وغالبا تستمر دورة التفريط على حالها وتستمر عجلة التنسيق المخابراتي على حالها، ومعهما تتسارع عجلة تهويد القدس وتدنيس المقدسات واستفحال الاستيطان.

المجلس الوطني الفلسطيني ومؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية التي وقعت وصدّقت على اتفاقيات التنازل الأوسلوية تم تفريغها أصلا منذ زمن بعيد من كل إرادة وكل قيمة فعلية، كما تم امتطاؤها بالكلية من قبل أجهزة السلطة التي أقامتها كمرحلة على طريق وصول عملية التسوية وتنازلات جماعة أوسلو إلى تحقيق دويلة في الضفة وغزة على الأقل، وبالمثل جرى تدجين كل ما يتعلق بهذه المؤسسات التي سلمت من الشطب والترحيل أو الدمج في هياكل السلطة وأصبحت بمثابة شكل فراغي قابل للطي في أي وقت ترغب فيه سلطة أوسلو، ثم الفرد والتغني بشرعيتها وضرورة وجودها عندما تحتاج لذلك في مواجهة مسلسل الفشل المكسيكي الطويل الذي دمغ كل مشاريعها منذ عقدين من الزمن.

اليوم يسجّل هذا المجلس على نفسه الانصياع مجددا لطلب عباس الراغب في التجديد لنفسه ولعصابة الفشل والفساد من خلاله وبكل صلافة، وهو ينقاد لرغبة هذا الأخير في التخلص من مجموعة من شركائه القدامى في الفشل المدوي الذي راكمه فوق أنف شعب التضحيات وفوق قبور شهدائه وأنات جرحاه وأسراه، إنه لا يطلب عقد هذا المجلس إلا كما يطلب زعيم عصابة من إحدى أسر المافيا عقد تجمع العائلات المحتضنة لهذه المافيا للتخلص من بعض الأسر كما فعل آل كابوني في منهاتن، والسبب اصطدام مصالحه الشخصية ومصالح ذريته وحلقة الفساد من حوله مع مصالح شركائه السابقين في ذات بحر الوحل الذي صنعوه على مدى العقدين المنصرمين ليس إلا.

عباس لا يطلب من الزعنون عقد المجلس لتقديم جردة حساب للشعب الفلسطيني عن ضياع عمر جيل بأكمله ضحية أوهام مهنس الفشل ، ولا يطلب عقد المجلس هذا للاعتذار للشعب الفلسطيني عن تسليمه حياته للرياح الهوجاء في الداخل تحت بساطير المستوطنين والجنود الصهاينة، ولا اسلام مخيمات اللجوء في عين الحلوة واليرموك ومن قبلها حياة فلسطينيي ليبيا والعراق لنيران وعواصف المغول والتتار الجدد مثلما عواصف البحار الهائجة، وهو لا يفعل ذلك للاعتذار عن السرقات ومنها معاملات الأراضي التي جرى أخير الكشف عن دوره الفاسد فيها، وهو لا يفعل ليقول من أين لأولاده هذا الذي بين أيديهم وأبوهم لم يكن إلا موظفا عند منظمة تسمي نفسها منظمة تحرير وطن الشعب الفلسطيني وليس تشليح أبناء الشعب الفلسطيني رزقه لترتع في جيوبهم، إنه يفعل ذلك لكي يورّث الفساد لابنائه ومحازبيه في حزب الفساد فقط لا غير، فقد ضاق ذرعا بشراكاته في اتفاقيات جنيف وشراكاته في ما هو أخطر ويريد الوصول إلى صيغة تريح غروره وصلفه وسوء طويته، هذا هو الفساد الطالب التجديد لنفسه والفشل المسلط على الحياة السياسية الفلسطينية يطلب التجديد من المنظمة التي أفرغها من معناها باكرا وداس على كل مواثيقها وأولها أنها صيغة التقاء من نذر نفسه لتحرير وطنه بالدم والاشتباك مع عدو شعبه حتى النصر.

بغض النظر عن صحة او عدم صحة الدسائس التي كشفتها الوثائق من مكتب المدعو فرج فإنه بالقطع لا علاقة للوطن بهذا المجلس ولا علاقة لمصالحه وحقوقه به حتى وإن شاركت كل الفصائل المقاتلة والمسالمة معا، فحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية وضعت يوما بين أيدي بندقية فدائية مقاتلة، وليس بين أيدي مساومي الفنادق أو تحت رحمة البنادق المنسقة مخابراتياً، على شعبنا أن يسقط هذه المؤامرة الجديدة الراغبة في التجديد لفشلها وصنيعها الفاسد المجرم ، وأن يطالب بانعقاد صيغة جديدة تتيح له أن يقول رأيه الحر بكل ما جرى ويجري، ثم تتيح له أن يختار أهل الثقة التي يضع بين يديها مسؤولية تحقيق مصالحه وحقوقه التي أهدرتها عصابة الانبطاح والتفريط والتي انتهت إلى صيغة خدمة العدو في تحقيق مشاريعه الاستراتيجية اليوم من بوابة ما يسمونه السلام الاقتصادي، والسلام الاقتصادي هو الكلمة السرية لبيع الاوطان مقابل حفنة من الدولارات تذهب لجيوب عباس ومن حوله، أيها الفلسطينيون : طلعت ريحتهم .....



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 58 / 2165816

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف مقالات رئيس التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2165816 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010