الاثنين 24 آب (أغسطس) 2015

«طلعت ريحتكم» توحد اللبنانيين ضد الطائفية والفساد ومواجهات في بيروت

الاثنين 24 آب (أغسطس) 2015

تجددت المواجهات وسط بيروت بين الأمن اللبناني ومحتجين على أزمة النفايات، في ظل اعتصام حاشد للمطالبة باستقالة الحكومة، في حين لوّح رئيس الوزراء تمام سلام بالتخلي عن منصبه بسبب ما وصفه «التعطيل السياسي»، محذراً القوى الطائفية والسياسية من الاستغلال السياسي للحراك السلمي مما يمكن أن ينجم عنه انهيار الدولة، فيما تسابقت المواقف السياسية لمساندة التظاهرات السلمية، وسط مخاوف من انهيار البلاد أو لعب بعض القوى لإحباط هذا الحراك بتفجير فتنة طائفية.
وأفاد الصليب الأحمر اللبناني بسقوط 70 جريحا يوم أمس، بينما رشق شبان عشرينيون،بعضهم كان ملثماً، العناصر الأمنية وقوات مكافحة الشغب الذين وقفوا صفوفا متراصة خلف عوائق حديدية وأسلاك شائكة، عبوات المياه المخلوطة بالرمل الذي جمعوه من حديقة ساحة رياض الصلح، وبالأخشاب والحجارة التي اقتلعوها من أرض الحديقة. كما حاولوا إزالة السياج الشائك الذي وضعته قوات الأمن لمنع المعتصمين من التقدم إلى مقر الحكومة. وأحرقت مجموعة من الشبان دراجة نارية على مرأى من القوى الأمنية ،وحاولوا تشكيل حاجز مستعينين بطاولات ولوحات خشبية.

وبدأت هذه المواجهات مع القوى الأمنية فيما كان منظمو الاعتصام من حملة «طلعت ريحتكم» يهتفون وحولهم الآلاف «سلمية سلمية»، في إشارة إلى الطابع السلمي لتحركهم. ومع تفاقم المواجهات، دعا منظمو التحرك المتظاهرين إلى التوجه نحو ساحة الشهداء المجاورة وترك المجموعة «المندسة» التي قررت مواجهة القوى الأمنية.

وتجمع آلاف من الأشخاص معظمهم من الشبان وبينهم نساء وأطفال، عصرا بهدوء قرب السرايا الحكومية، مقر رئاسة الوزراء. وكان بعضهم يهتف «حرية حرية» و«الشعب يريد إسقاط النظام».
وأقر رئيس الحكومة تمام سلام أمس باستخدام القوى الأمنية «القوة المفرطة» ضد آلاف المواطنين، ودعا إلى محاسبة المسؤولين، واعتبر سلام أن بلده يمر ب«لحظات عصيبة»، مؤكداً أن ذلك يعود إلى تراكمات من التعثر والغياب على الصعيد السياسي. وأشار إلى أن المشكلة الأكبر في لبنان هي أزمة «النفايات السياسية» محذراً من أن الحكومة لا تمتلك موارد مالية لدفع الرواتب لقطاع كبير من موظفي القطاع العام. ودعا سلام مجلس الوزراء إلى الانعقاد الخميس المقبل لبت «مواضيع ملحة وحياتية لها علاقة بالناس» مبدياً استعداده للقاء وفد ينتدبه المعتصمون بالقول «مستعد للجلوس معكم والتحاور معكم (...) لا شيء لدي أخبئه أو احتال به على أحد».

وتوالت ردود فعل القوى السياسية على التظاهرات وسط ترحيب حذر، وحذر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع المتظاهرين من استقالة الحكومة ودعاهم إلى الانتظار في الميادين لحين عقد مجلس النواب لانتخاب رئيس للبلاد، وبعد انتخاب الرئيس تسقط الحكومة وتجرى انتخابات نيابية وقال جعجع، في مؤتمر صحفي أمس الأحد يجب علينا أن نحافظ على الجمهورية ولا يمكن أن نتركها تنهار قائلاً :«أنا متضامن مع الموجودين في الساحة لأنهم يعبرون عنا جميعاً». أما رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري فقد اعتبر أن «إسقاط الحكومة يُدخل البلد في المجهول، باعتبارها آخر معقل دستوري في البلد». وأعلن وزير الخارجية جبران باسيل خليفة العماد ميشال عون في رئاسة التيار الوطني الحر أن تياره سوف ينزل إلى الشارع الأسبوع المقبل لكي يعبر عن رفضه لسياسات رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام.
وبثت رويتر تقريرا جاء فيه:في ثاني أيام الاحتجاجات ضد الحكومة اللبنانية وقعت أعمال عنف يوم الأحد بينما هدد رئيس الوزراء تمام سلام بالاستقالة مع تسبب السخط الشعبي في استقطاب الآلاف للنزول إلى الشوارع.

وبلغ الغضب من حكومة الوحدة التي يقودها سلام وتضم ساسة منقسمين في لبنان ذروته في الأسابيع الأخيرة بسبب الفشل في حل أزمة تراكم القمامة. وهو ما يجسد إخفاقا أوسع للدولة الضعيفة.

وعانت حكومة سلام من حالة من التعثر جراء الخصومات السياسية والطائفية التي فاقمتها أزمات أوسع نطاقا في الشرق الأوسط ومن بينها الحرب في سوريا المجاورة.

وقال سلام في خطاب بثه التلفزيون “أنا بصراحة لست ولن أقبل أن أكون شريكا بهذا الانهيار. خللي (دعوا) كل المسؤولين والقوى السياسية يتحملوا.”

وأضاف “موضوع النفايات هو القشة التي قصمت ظهر البعير لكن القصة أكبر بكثير من هذه القشة هذه قصة النفايات السياسية في البلد.”

ونزل آلاف المحتجين إلى شوارع بيروت مطلع هذا الأسبوع جراء أزمة النفايات في إطار حملة تحمل اسم (طلعت ريحتكم) ردا على القمامة التي تراكمت في بيروت وحولها الشهر الماضي عندما أغلق مكب نفايات دون الاتفاق على فتح بديل. ومع استئناف عمليات جمع القمامة لم يتم ايجاد حل.

ووجهت مدافع المياه وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق عدة آلاف من المتظاهرين بوسط بيروت. ورشق المحتجون شرطة مكافحة الشغب بالحجارة والعصي مع تصاعد العنف بالقرب من مكتب سلام بوسط المدينة.

وسمع دوي إطلاق نار حيث أطلق رجال الأمن النار في الهواء. وفاحت روائح الغاز المسيل للدموع من شوارع وسط بيروت مع سعي الشرطة لإجبار المحتجين على الخروج من المنطقة.

وردد المحتجون “الشعب يريد إسقاط النظام”.

وأشعل بعض المتظاهرين حرائق. وأُشعلت النار في شجرة بجوار كنيسة كما حُطمت واجهات متاجر. وتفجرت أعمال عنف مساء السبت أيضا.

وأصيب العشرات خلال اليومين .وأُصيب ثلاثون من أفراد الأمن الداخلي يوم الأحد أحدهم إصابته خطيرة بحسب ما أوردته الوكالة الوطنية للإعلام.

وقال حسن شمص وهو من القائمين على الحملة لمحطة تلفزيون الجديد إن مندسين هم وراء أعمال العنف وإن الحملة بدأت سلمية وستستمر سلمية.

وقال سامر عبد الله وهو ناشط (39 عاما) “الناس خرجوا لأنهم لا يحصلون على الكهرباء أو الطاقة. لديهم مليون مشكلة ومشكلة القمامة هي التي أشعلت الموقف.”

ولا توجد مشاركة ظاهرة لأي من الأحزاب السياسية الكبيرة التي تهيمن على الدولة ومعظمها طائفي.

وكثيرا ما أعرب سلام (70 عاما) عن إحباطه من إخفاق حكومته التي تضم الأحزاب اللبنانية الرئيسية بما فيها حركة المستقبل التي يقودها سنيون برئاسة سعد الحريري بالإضافة إلى حزب الله الشيعي والأحزاب المسيحية.

وتشكلت حكومة سلام بمباركة قوى إقليمية متصارعة كإيران والسعودية.

وقال سلام إنه إذا لم يؤت اجتماع الحكومة يوم الخميس ثمارا في القضايا التي من بينها عطاء متعلق بشركة جمع القمامة فلا ضرورة لوجود الحكومة أصلا.

وفي حال استقالة سلام فستظل الحكومة لتسيير الأعمال. ولكن استقالته ستتسبب في أزمة دستورية. فبحسب النظام اللبناني فإن الرئيس هو من يعين رئيس الوزراء.

ولكن منصب الرئيس شاغر منذ انتهاء فترة رئاسته قبل أكثر من عام. ويحتاج شغل المنصب إلى اتفاق سياسي يعتقد الكثيرون إنه لا يمكن التوصل إليه إلا بوساطة إيران والسعودية.

وحذر سلام من أن الحكومة المثقلة بالديون لن تكون قادرة على دفع الأجور الشهر المقبل. وإذا لم تتمكن من الاقتراض مجددا فسيكون لبنان معرضا للوقوع في تصنيف الدول الفاشلة.

وقال مصدر حكومي إن إجمالي الديون على لبنان تصل إلى نحو 143 في المئة من إجمالي الناتج المحلي.

وتعهد سلام بمحاسبة المسؤولين عما سماه الاستخدام المفرط للقوة يوم السبت.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن الشرطة اللبنانية لم تطبق معايير حقوق الإنسان ودعت لإجراء تحقيق.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 19 / 2176612

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار عربية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

5 من الزوار الآن

2176612 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40