الخميس 23 تموز (يوليو) 2015

“حماس”.. عمليات من الخارج إلى الداخل

الخميس 23 تموز (يوليو) 2015 par د.احمد جميل عزم

أعلن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت)، هذا الأسبوع، أنّ فلسطينياً يدعى أحمد النجار، موجود في الأردن حالياً، أسهم في تخطيط وتمويل عملية عسكرية استهدفت مستوطنين إسرائيليين، الشهر الماضي. وأضيف هذا “الاتهام” إلى أنباء عدة تتواتر منذ منتصف العام الماضي (2014)، عن دور لناشطين من “حماس” في الخارج في إدارة وتنسيق عمليات في الضفة الغربية. وهو ما يعني، في حال صحته، تطوراً نوعيّاً في تركيبة العمل الحمساوي.
يتذكر كثيرون كيف كان صالح عاروري، القيادي في “حماس” المقيم في تركيا، هو من أكّد وأثبت أنّ خلية من الحركة هي التي قامت بعملية خطف ثلاثة مستوطنين في حزيران (يونيو) 2014 شمال الخليل، ثم في نهاية شهر تشرين الثاني (نوفمبر) التالي أعلن عن اعتقال 34 شخصا، اتهمهم الإسرائيليون بالتخطيط لضرب ملعب كرة قدم ونظام القطارات في القدس. وقالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” حينها إنّ قيادة المجموعة تتحرك من تركيا.
ونهاية الشهر الماضي، أعلنت أنباء عن تفكيك مجموعة من 40 شخصا (بحسب “يديعوت أحرنوت”). وبحسب الأنباء، يمكن الاستنتاج أنّ دور هذه المجموعة له طابع البنية المالية واللوجستية التحتية. وبحسب الإسرائيليين، فإنها ترتبط بشكل أساسي بالقيادي الحمساوي المقيم في قطر حسام بدران.
في تعليق على اعتقال مجموعة عملية الشهر الماضي، جاء في صحيفة “إسرائيل هايوم” إنّه إضافة لتركيا، فإنّ “الضلع الأردني جديد ومقلق”.
العاروري هو من مؤسسي كتائب عزالدين القسّام في الضفة الغربية نهاية الثمانينيات، ويعرف الضفة جيداً؛ بدءا من دراسته في الخليل جنوباً إلى كونه من منطقة رام الله شمالاً. وقد أبعد من فلسطين في العام 2010، وكان ضمن وفد حركة “حماس” للسعودية الأسبوع الماضي. ومن الواضح أنّ دوره يتزايد بوضوح في قيادة الحركة.
إضافة لكل ما ذكر أعلاه، وبتحليل المواقف والتصريحات من قبل قيادات “حماس” في غزة والخارج، يمكن القول إنّه بينما تحولت بُنيَة “حماس” في قطاع غزة إلى بنية شبه نظامية، وبدرجة عالية من الاستقلال في القرار، بحكم وجود قيادة ميدانية عسكرية ومعها قيادات سياسية وازنة، فإن ذلك قلل نسبياً دور قيادة الخارج، من دون أن يعني هذا حديثاً عن شقاق أو خلاف. ولعلنا هنا نتذكر محاضر لقاءات الرئيس محمود عباس ورئيس مكتب “حماس” السياسي، خالد مشعل، في قطر إبان حرب غزة 2014، والتي نشرت في أيلول (سبتمبر) الماضي، وإشارات مشعل أثناءها من نوع “إخواننا في غزة لا يريدون تهدئة بل يريدون صفقة متكاملة”، ما يشير لأمر واقع فرض نفسه في غزة.
إذا تأكد وتكرس نهج وجود قيادة تنفيذية في الخارج (خصوصا ممن كانوا أصلا في الداخل وأبعدوا)، تمد خيوطاً للعلاقة مع الداخل، فإن هذا يختلف عن مراحل سابقة. فالعاروري وصحبه مثلا، عندما أسسوا “القسام” في الضفة (بعد انطلاقها في غزة)، كانت مبادراتهم ذاتية، واستفادوا ربما حينها من دعم قيادة “حماس” في الخارج. أمّا الآن، فالأمر يختلف. وهذا ينقل بالضرورة جزءا مهما من ثقل القرار السياسي للقيادة في الخارج.
وعمليا، كانت قيادة الخارج في “حماس” قد أصبحت ذات دور بارز منتصف التسعينيات، بعد إبعاد مئات القيادات من الداخل نهايات العام 1992، إلى مرج الزهور في جنوب لبنان. ويومها استطاعت قيادة الخارج، التي كانت ذات دور مالي وإعلامي داعم لبنى الداخل، أن تمد خيوط علاقة مباشرة مع عناصر جديدة استأنفت نشاط الحركة وضمنت ديمومتها، ما هزم المخططات الإسرائيلية، وزاد من أهمية دور قيادة الخارج، التي انتقلت من دور الدعم إلى دور القيادة الفعلية والتنفيذية، قبل تراجع هذا الدور لصالح البنية النظامية في غزة، وحالة الكمون في الضفة الغربية.
إذا ما استكملت عمليات تحول بنية العمل القيادي والتنظيمي لصالح قيادة في الخارج، فهذا له معان؛ منها، أولا، قدرة الحركة على تجديد نفسها. فضرب مجموعة هنا أو هناك لن يقضي على القيادة الميدانية. وثانيا، زيادة وزن قيادات عسكرية مقاومة في الخارج في عملية صناعة قرار الحركة. وثالثا، احتمالات حدوث محاولات اغتيال إسرائيلية ضد قيادات “حماس” في الخارج. ورابعاً، عملية تحريض إسرائيلية إقليمية ضد “حماس”.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 45 / 2165986

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع احمد جميل عزم   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2165986 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 16


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010