الخميس 23 تموز (يوليو) 2015

ما أشرفنا من تل أبيب وحتى فنزويلا!

الخميس 23 تموز (يوليو) 2015 par د. فايز أبو شمالة

بعد عشر سنوات من العناء والوفاء، أتت سياسة السيد محمود عباس أوكلها، ووصلت إلى النتيجة التي تم التخطيط لها بعناية بالغة، وتم تنفيذها بدقة متناهية، تلك النتيجة التي تؤكد على نهاية مرحلة سياسية، وبداية مرحلة أفرزت الظواهر التالية:
أولاً: حين يتسلم 295 ألف فلسطيني من الضفة الغربية تصاريح الدخول إلى إسرائيل، ويغرقون في بحر تل أبيب، ويذوبون فرحاً فوق شطآنها، فمعنى ذلك أن حالة الانسجام الأمني بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية والمخابرات الإسرائيلية وصلت إلى حد التماهي، والطمأنة التامة بأن جيلاً جديدً من شباب فلسطين قد تم سلخهم عن واقعهم، وعن عقيدتهم، وعن كرامتهم، وعن ثورة آبائهم وانتفاضة إخوانهم، وصاروا مواطنين صالحين من وجهة نظر الإسرائيليين، يحق لهم زيارة تل أبيب وصفد وحيفا، دون أن يسمح لهم بالتفكير بالعودة إليها والإقامة فيها.
هذا الإنجاز الإسرائيلي يفضح نهاية مرحلة بدأتها السلطة الفلسطينية بالتنسيق الأمني المقدس، ويعلن عن بداية مرحلة التعايش السلمي وفق خطط الدوائر الأمنية الإسرائيلية.
ثانياً: حين غضبت دولة فنزويلا على الإسرائيليين، واعترضت على حربهم الوحشية ضد غزة، قررت أن تساعد الفلسطينيين من خلال تقديم منح تعليمية لألف طالب فلسطيني؛ ستساعدهم على دراسة الطب على حساب شعب فنزويلا، شرط أن يكون تخصص الطلاب علمي، ومعدلهم في الثانوية لا يقل عن 80%، وشرط أن يكونوا من العائلات الفقيرة، غير القادرين على السفر والتعلم في أوروبا بتكلفة سنوية تصل إلى 30 ألف يورو، ونتيجة للسياسة الفلسطينية العامة، لم يلتزم المسئولون الفلسطينيون الوطنيون جداً بشروط دولة فنزويلا، فقاموا ببيع كل منحة بقيمة 7000 دولار، لطلاب تخصص أدبي، ولعمال، ولحدادين، ولرجال أعمال، ولتجار، فإذا هي فضيحة ضجت لها جامعات فنزويلا، وارتجف لقذارتها أسس الصداقة مع شعبها، فقررت الحكومة هنالك إعادة كومة الفساد السياسي والإداري التي وصلتهم من فلسطين إلى مصدرها.
وبدل أن تطوي السلطة عارها، وبدل أن تغطي خزيها بمنديل الصمت، تظاهر الفاشلون من نسل الفساد في شوارع فنزويلا، واعترضوا على طردهم من البلاد الشريفة، دون أن تنز قطرة خوف واحدة من المسائلة على جبين المسئولين الذين أسسوا للفساد الدولي.
سيقول الاقتصاديون الفلسطينيون: خسرنا ألف كفاءة، وألف طبيب، وسيقول السياسيون الفلسطينيون: خسرنا علاقة استراتيجية مع فنزويلا، وخسرنا سمعتنا عند دول العالم، بينما سيقول الوطنيون الفلسطينيون: إنها الخيانة العظمي لهذه الأرض، وإنها الطعنات السياسية النجلاء في ظهر هذا الشعب، والتي كانت نتائجها ما ظهر من مهانة في توزيع منحة طب فنزويلا.
ثالثا: حين يقول القيادي في حركة فتح د. نبيل شعث: إن الاتفاق النووي مع إيران يضر بالقضية الفلسطينية، ويرد عليه بعد يومين القيادي في حركة فتح السيد عباس زكي، ويقول: إن الاتفاق النووي مع إيران يصب في صالح القضية الفلسطينية، فمعنى ذلك أن السياسة الفلسطينية قد تاه مسارها، وفقدت البوصلة، وغرقت في لجة الاجتهاد الشخصي، وصارت لا تدري ما الفرق بين دم الشهيد أبي جهاد الذي لاحقته الرصاصات الصهيونية حتى تونس، وبين دم الرئيس محمود عباس الذي يتبادل التهاني بعيد الفطر السعيد مع الصهيوني نتانياهو.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 16 / 2165866

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع فايز ابو شمالة   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2165866 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010